حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 09:15
المحور:
القضية الفلسطينية
في زمنٍ طغت فيه الفتنة على الفطنة، والافتراء على الإنصاف، خرجت بعض الأصوات المأجورة، التى تنتمى للنخب المصرية، تهتف وتتهم، لا لشيء إلا لأن خليل الحية، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، طالب مصر وسواها باستخدام نفوذهم لفتح المعابر، وإغاثة المحاصرين الجوعى في غزة.
وتحولت المطالبة بالحد الأدنى من الإنسانية إلى تهمة! وسارعت وجوه إعلامية باهتة، بعضها مغمور وبعضها الآخر مكروه من الشارع العربي، إلى كيل الشتائم والاتهامات للحية، فزعموا أنه ينعم برغد العيش، ولا يقدم تضحيات، بل يطلب من الآخرين القتال والتضحية نيابة عنه!
وحتى لا ينساق البسطاء وراء تلك الدعاوى الزائفة، لا بد من كلمة حقّ تُقال، وتاريخ يجب أن يُروى. فالرجل الذي يُتهم بالجبن من خلف الشاشات، قد قدّم من دمه وعرقه وعائلته ما يعجز عنه أولئك المتشدقون من وراء المكاتب الفخمة،
فعائلة خليل الحية قدّمت مئات الشهداء في درب المقاومة، ومن بينهم نحو ثلاثة عشر شهيدًا من أسرته المباشرة سقطوا جميعا قبل معركة "طوفان الأقصى"، ولا يزال الحصر الكامل لشهداء العائلة بعد تلك المعركة مستحيلاً حتى الآن، بسبب استمرار المجازر والانقطاع المتكرر في المعلومات.
أما قبل الطوفان، فقد كانت التضحيات جسيمة، موجعة، لا تحتملها القلوب:
ففي عام 2007، خلال محاولة اغتيال استهدفت منزله، استُشهد سبعة من أقاربه، بينهم شقيقاه ، وأربعة من أبنائهما ، وابن عم له،
وفي فبراير 2008، استُشهد نجله حمزة خليل الحية، وهو أحد مقاتلي كتائب القسام، حين استهدفته طائرة مسيرة أثناء قيادته فرقة صواريخ.
وفي يوليو 2014، خسر خليل الحية نجله الثاني أسامة، ومعه زوجته هالة أبو صقر، وثلاثة من أحفاده: خليل، وإمامة، وحمزة.
كل تلك الدماء الطاهرة سالت في سبيل الوطن والحرية، دون ضجيج أو منّ على أحد ، فكيف يتجرأ أحدهم على اتهام وإهانة رجلٍ دُفنت له أسرة كاملة تحت الركام، وودّع أشقائه وأبناءه وأحفاده شهداء في سبيل القضية؟
إن من يقدّم فلذات كبده قربانًا لفلسطين، لا ينبغى أن يُزايد عليه من باعوا ضمائرهم ،،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟