أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !














المزيد.....

ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحلّ ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 كل عام وسط جدل متجدد حول حقيقتها: هل كانت لحظة مجيدة للتحرر الوطني وبناء الدولة، أم بوابة كبرى للاستبداد أطاحت بالحياة السياسية وأجهضت مسار الديمقراطية الوليدة في مصر؟

الحقيقة أن اختزال هذه الثورة العميقة في ثنائية التمجيد أو الشيطنة لا يخدم الفهم الموضوعي. فلا هي عمل بطولي منزّه عن الخطأ، ولا هي مؤامرة سوداء بلا منجزات. بل هي لحظة تأسيسية كبرى في التاريخ المصري الحديث، تركت آثارًا متشابكة جمعت بين الإنجاز والإخفاق، وبين مقاومة التبعية وتكريس الحكم الفردي.

أولًا: أبرز إنجازات الثورة

1- إسقاط النظام الملكي والتحرر من النفوذ الأجنبي ،حيث أنهت الثورة نظامًا ملكيًا فاسدًا ترعاه بريطانيا، وألغت الامتيازات الأجنبية، وأعلنت قيام الجمهورية في خطوة تاريخية أنهت عقودًا من التبعية السياسية والاقتصادية.

2- إلغاء الإقطاع وإعادة توزيع الثروةمن خلال قانون الإصلاح الزراعي،حيث أعادت الثورة توزيع الأراضي على الفلاحين، وقوّضت سلطة الإقطاعيين، ما أحدث تحولًا جذريًا في البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.

3- تحقيق الاستقلال السياسي وترسيخ السيادة الوطنية
بانسحاب القوات البريطانية عام 1956، وتحدي العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس، وهو ما أكد
على استقلال القرار الوطني ورفض الهيمنة الغربية.

4- التصنيع ومشاريع البنية التحتية
فقد أطلقت الدولة مشروعات صناعية كبرى، أبرزها مصانع الحديد والصلب، وإنشاء السد العالي، ما أسهم في بناء قاعدة إنتاجية حديثة للمرة الأولى في مصر.

5- الريادة الإقليمية ودعم حركات التحرر ، وذلك عندما برزت مصر كقائدة لحركة القومية العربية، واحتضنت حركات التحرر في الجزائر واليمن وأفريقيا، وأصبحت القاهرة مركزًا عالميًا للثورات في خمسينيات وستينيات القرن العشرين.

6- التعليم المجاني والحراك الاجتماعي ، حيث تم فتح أبواب التعليم العالي لأبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ووفر ذلك فرصًا للحراك الاجتماعي لم تكن متاحة في ظل النظام الطبقي السابق.

ثانيًا: أبرز سلبيات الثورة

1- غياب الديمقراطية وترسيخ الحكم الفردي ، وذلك عندما أُلغيت التعددية السياسية، وحُلت الأحزاب والبرلمان، واحتُكرت السلطة في يد الزعيم ومجلس قيادة الثورة، ما مهّد لظهور نظام استبدادي دام عقودًا، لا تزال آثاره مستمرة حتى اليوم.

2- قمع الحريات واحتكار الإعلام
وأُغلقت الصحف المعارضة، وسُجن المثقفون والنشطاء، وتحول الإعلام إلى بوق للدعاية الرسمية، مما أفرغ المجال العام من التنوع والرأي الحر.

3- عسكرة الدولة وتغوّل الأجهزة الأمنية، فقد توسّع نفوذ الأجهزة الأمنية على حساب المؤسسات المدنية، وسادت ثقافة الولاء لا الكفاءة، مما أدى إلى تفشي الفساد والجمود داخل مفاصل الدولة.

4- تأميم الاقتصاد وتهميش القطاع الخاص الوطني، فعلى الرغم من النوايا الحسنة لتطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية، فقد أدت سياسات التأميم الواسعة غير المدروسة علميا إلى تراجع الكفاءة، وتضخم البيروقراطية، وانهيار قطاعات إنتاجية مهمة بسبب غياب المنافسة وضعف الإدارة، وعدم الخبرة،

5- هزيمة 1967 وانكشاف هشاشة النظام، فمثّلت نكسة يونيو 1967 صدمة كبرى كشفت ضعف النظام العسكري، وسوء التخطيط، وانهيار الجاهزية، ما أدى إلى اهتزاز ثقة الشعب في القيادة ومشروعها القومي.

6- إقصاء القوى الوطنية وتفريغ المجال السياسى ، فقد تم سحق الإخوان المسلمين، وتفكيك تنظيمات اليسار، وتحول المجال السياسي إلى فراغ تحكمه الأوامر لا الحوار، مما أدى إلى عزوف الشعب عن العمل السياسي، واستمرار الجمود لعقود لاحقة.
--------
على العموم فانه من الضروري التمييز بين "الثورة" كحركة شعبية طموحة لتحرير الوطن وتحقيق العدالة، وبين "النظام" الذي تبلور بعدها وسار في مسارات سلطوية معادية للديمقراطية.
فبينما رفعت الثورة شعارات الحرية والعدالة والمساواة، أنتج النظام بنيات مغلقة تُقدّس الزعيم وتُقصي المخالف، فانهارت الإنجازات العظيمة عند أول اختبار حقيقي، كما في نكسة 1967، وعقب أحداث 15 مايو 1971،،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجويع والتصهين !؟
- المدن والعواصم الجديدة !!
- غزة تموت جوعا، والبعض مشغول بالجولانى!!
- الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!
- إسرائيل راعية القومية العربية !!
- نكتب بضميرنا وحده ،
- شيطنة التغيير فى سورية !!
- على هامش المقتلة فى السويداء!؟
- الصدام الخفي !؟
- ماهو المتوقع !؟
- نزع السلاح ، فى سربرنيتسا !!
- الصمت الفلسطينى فى الداخل!؟
- هل سنترال رمسيس المحترق،مؤمن عليه ضد أخطار الحريق!؟
- دور نادى الزمالك فى مسرحية التغييب!
- إبراهيم باشا المصرى !
- إختزال الغضب ،،
- فى عاشوراء ،جريمة لاتسقط بالتقادم !!
- قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!
- سقطة قناة الميادين !!
- شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا ...


المزيد.....




- جولة أزياء -جريئة- للممثّلة -الحامل- فانيسا كيربي على السجاد ...
- إطلالة وردية ناعمة للممثلة ليندسي لوهان في حفل إطلاق فيلمها ...
- -أصبح إنجاز أي شيء مستحيلًا-.. مسؤولة إغاثية تتحدث عن مجاعة ...
- وسط شكوك حول فرص التقدم.. وفد روسي يتوجه إلى إسطنبول لاستئنا ...
- حرائق وانفجارات في إيران: صدفة عرضية أم حرب إسرائيلية خفية؟ ...
- النرويج تحيي الذكرى الـ14 لهجمات بريفيك الدموية
- فيديو لضابط يضرب شابًا من أصول إفريقية يشعل الغضب في أميركا ...
- الحكومة الألمانية تمهد الطريق لتسليم مقاتلات -يوروفايتر- إلى ...
- تركيا: على -قسد- إثبات التزامها باتفاق الاندماج مع دمشق
- صفقات بقيمة 4 مليارات دولار... منتدى استثماري سعودي - سوري ف ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !