أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - المعادلة الصعبة فى لبنان!؟














المزيد.....

المعادلة الصعبة فى لبنان!؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لبنان، ليس السلاح مجرد وسيلة قتال، بل انه بات يمثل عقدة الهوية، وأداة الصراع على معنى ومصير الوطن نفسه، ومنذ ربع قرن على تحرير الجنوب، يعيش البلد أسير معادلة مصيرية: مقاومة أجبرت إسرائيل على الانسحاب، في مواجهة إرث ميليشيات لبنانية تحالفت مع الاحتلال ذاته، وبينهما دولة هشة، تابعة، ظلت تتقن فن الهروب من سؤال السيادة الحاسم: لمن تكون الكلمة الأخيرة؟ للخارج وعملائه، أم للمقاومة الوطنية التي دفعت الدماء لتحرير الأرض؟ حتى انحازت أخيرا للعدو وأدواته بالداخل !!؟

في مايو 2000، حقق حزب الله ما عجزت عنه جيوش عربية بكامل عتادها، وعلى رأسها الجيش اللبناني، حين أجبر الحزب إسرائيل على الانسحاب من معظم الجنوب بعد 18 عامًا من القتال الضاري. كان ذلك انتصارًا غير مسبوق، صاغ شرعية الحزب في لبنان والعالم العربي، وكرّسه رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني. وبقي السلاح بيد المقاومة، ليس ترفًا ولا استعراض قوة، بل لأن الاحتلال ظل جاثمًا على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، ولأن الردع أمام العدو لم يكن خيارًا، بل ضرورة.

لكن بين من يرى هذا السلاح صمام أمان للبنان، ومن يراه حجر عثرة أمام "سيادة الدولة"، تفجّر الانقسام، خاصة مع انسحاب الجيش السوري عام 2005. ثم جاءت مشاركة الحزب في الحرب السورية بعد 2011، ففتحت شهية خصومه على اتهامه بأنه أداة إيرانية في صراع إقليمي، لا مجرد مقاومة ضد إسرائيل. ومع دعمه لأهل غزة في ملحمة 2023-2024، وتصديه المباشر للعدوان، اشتعلت الضغوط الدولية والمحلية، ووجدت الدولة اللبنانية في ذلك ذريعة لمحاولة تصفية الحساب مع الحزب، والتخلص من سلاحه نهائيًا.

لكن كل هذا الجدل المسموم لم يستطع إخفاء حقيقة فاضحة وهى أن أبرز من يرفعون اليوم لواء "نزع السلاح" هم أنفسهم من لوّثوا تاريخ لبنان بالتبعية والخيانة. فحزب الكتائب اللبنانية، المولود عام 1936 على يد بيار الجميّل، متأثرًا بالنماذج الفاشية الأوروبية، انخرط منذ اندلاع الحرب الأهلية في 1975 في قتال الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، وأسس جناحه العسكري "القوات اللبنانية" بقيادة بشير الجميّل عام 1976. ومنذ منتصف السبعينيات، فتحت هذه الميليشيات قنواتها السرية مع إسرائيل عبر الموساد، لتتلقى السلاح والتدريب، في تحالف علني ضد الفلسطينيين وحلفائهم من المسلمين اللبنانيين.
وفي اجتياح 1982، لعب بشير الجميّل دور الوسيط الخائن، مسهّلًا دخول دبابات الاحتلال إلى بيروت الغربية، مقابل دعم تل أبيب لترشيحه لرئاسة الجمهورية.لكن اغتياله بعد أسابيع لم يُنهِ الخيانة، بل مهّد لأحد أفظع فصولها: مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها القوات اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة وسمير جعجع، تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
واليوم، حين يطالب هؤلاء بنزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى جيش يسيطرون هم وطائفتهم عليه سياسيًا، فإنهم لا يهدفون إلى حماية "سيادة الدولة"، بل إلى إعادة لبنان إلى زمن الوصاية الإسرائيلية الكامل، زمن كانت فيه البنادق موجهة إلى صدور المقاومين، لا إلى صدر العدو.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزع السلاح ،هو الحل
- ذكرى شهداء حفر قناة السويس!!
- شرف الخصومة !؟
- فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!
- تكرار المهزلة، مهزلة !؟
- تل الزعتر
- خراب العالم !!
- معارك وهمية !!
- المعارك الآمنة للنخب المصرية!!
- الطريق الأوحد للخلاص؟
- جذور العروبة فى مصر،،
- الهوية المصرية !!
- الإبادة مشروع معلن على الملأ!!
- الزاوية الأخرى !!
- ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !
- التجويع والتصهين !؟
- المدن والعواصم الجديدة !!
- غزة تموت جوعا، والبعض مشغول بالجولانى!!
- الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!
- إسرائيل راعية القومية العربية !!


المزيد.....




- يستمتعان بأشعة الشمس معًا.. تعرفوا على الرجل الذي يسبح مع تم ...
- تقرير يكشف ما تفعله إسرائيل بمدارس تستخدم ملاجئا والجيش يرد ...
- كيف لعب الحظ دوراً في نجاة مدينة من القنبلة الذرية مرتين؟
- التعريفات الأميركية الجديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وترامب يحتفي ...
- خطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدني
- عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد ...
- التهميش المجتمعي
- عُمان .. تسلق الجبال هواية أم تهور؟
- إسرائيل تصادق على مخططات لإنشاء ثلاثة مستوطنات جديدة في الضف ...
- ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - المعادلة الصعبة فى لبنان!؟