أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدبولى - فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!














المزيد.....

فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 15:16
المحور: الادب والفن
    


الممثلة البريطانية القديرة فانيسا رديجريف، التي تجاوزت الثمانين من عمرها، لا تزال رمزًا حيًا للصوت الحر في وجه الظلم والاستعمار والإبادة. لم تُثنها السنون، ولم تنكفئ على ماضيها الفني الحافل لتستريح كما يفعل غيرها، بل لا تزال ترفع صوتها من قلب أوروبا ضد جرائم الحرب والمجازر المستمرة والتجويع في غزة، وضد التحالف الغربي الصهيوني الذي يغلف القتل الجماعي والابادة الممنهجة بشعارات "الحرب على الإرهاب" و"الدفاع عن النفس".

وعلى الرغم من انتمائها إلى الطبقة الأرستقراطية البريطانية، اختارت فانيسا الانحياز للضعفاء والمظلومين منذ وقت مبكر من حياتها. لم تكتفِ بالتمثيل أو الأدوار الإنسانية على الشاشة، بل جعلت من مواقفها السياسية والإنسانية جزءًا لا يتجزأ من شخصيتها ومسيرتها، وهو ما كلّفها الكثير.
فقد تم ترشيح رديجريف لجوائز الأوسكار أكثر من ست مرات، وفازت بها مرة واحدة عام 1978 كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Julia عام 1977، إلا أن فوزها هذا لم يمر مرور الكرام. إذ واجهت فانيسا حملة شعواء قادها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وأوروبا بسبب مشاركتها في فيلم وثائقي يدعم حقوق الفلسطينيين ،بل وحتى بسبب مواقفها الجريئة والمعلنة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وصل الأمر إلى حد تنظيم مظاهرات ضد حضورها حفل توزيع الجوائز، وصدور بيانات غاضبة من قِبل منظمات يهودية متطرفة، رافضة مجرد مشاهدتها على منصة الأوسكار.
لكن رديجريف لم تتراجع. بل ألقت خطابًا ناريًا في الحفل هاجمت فيه "حفنة السفاحين الصهاينة ومن يدعمهم"، مؤكدة أن إرادتها لن تُكسر، وأن الفن لا يمكن أن يُستخدم لتبرير الإبادة أو تبرئة الاحتلال.

لم تكن فلسطين القضية الوحيدة التي دفعت هذه الفنانة إلى المواجهة. بل كانت ناشطة صلبة ضد الحرب الأمريكية على فيتنام، ومن أوائل المعارضين للانتشار النووي في العالم، كما لعبت دورًا محوريًا في الحملة الأوروبية المناهضة لغزو العراق عام 2003. وشاركت في العديد من التظاهرات المؤيدة لحقوق اللاجئين، ورفضت السياسات العنصرية البريطانية تجاه المهاجرين، ودافعت عن الحريات في وجه الحكومات الغربية نفسها.

ولأنها لا تجيد التزلف، ولأن بوصلتها كانت دائمًا في صف المظلومين لا الأقوياء، فقد تم محاصرتها فنيًا وإعلاميًا، وأُقصيت تدريجيًا من المشهد السينمائي ( نفس ما حدث للفنان محمد سلام) رغم موهبتها الفذة وشهادات النقاد حول تفرّد أدائها.
أما في العالم العربي، فقد قوبلت مواقفها النبيلة بصمت مُخجل، وسط صخب النفاق الفني والإعلامي الذي يرفع رايات الحرية فقط حين تكون "حرية رقص وابتذال"، ويُغدق الدعم على رموز التفاهة والانحلال وما يسمى بالترفيه،ويتجاهل كل من يرفع صوته لأجل الحق والحرية والعدل والكرامة،

تحية بحجم التاريخ لفانيسا رديجريف التى لم تُولد في غزة ولا رام الله، ولم تعِش في مخيمات الشتات، لكنها فهمت معنى القهر، وانحازت إلى شعب يُذبح في العلن، فصارت ضميرًا عالميًا يصرخ حيث سكت الملايين.
( الصورة على اليسار من مظاهرة فى لندن تحمل اناءا فارغا تضامنا مع أطفال غزة)



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكرار المهزلة، مهزلة !؟
- تل الزعتر
- خراب العالم !!
- معارك وهمية !!
- المعارك الآمنة للنخب المصرية!!
- الطريق الأوحد للخلاص؟
- جذور العروبة فى مصر،،
- الهوية المصرية !!
- الإبادة مشروع معلن على الملأ!!
- الزاوية الأخرى !!
- ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !
- التجويع والتصهين !؟
- المدن والعواصم الجديدة !!
- غزة تموت جوعا، والبعض مشغول بالجولانى!!
- الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!
- إسرائيل راعية القومية العربية !!
- نكتب بضميرنا وحده ،
- شيطنة التغيير فى سورية !!
- على هامش المقتلة فى السويداء!؟
- الصدام الخفي !؟


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدبولى - فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!