أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدبولى - نزع السلاح ،هو الحل














المزيد.....

نزع السلاح ،هو الحل


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 23:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


وسط مشهد دموي يتجدد كل يوم في غزة، وارتفاع عدد الشهداء إلى عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، ومع الحصار الاجرامى الذى يستخدمه العدو لإذلال المدنيين وقتل أطفالهم بالجوع والمرض، تتعالى بعض الأصوات النشاذ التى تطالب المقاومة بـ"الاستسلام" باعتباره المخرج الآمن والوحيد الذى يحمى أهل غزة من الإبادة.
وتتبنّى السلطة الفلسطينية هذا الطرح عبر مطالبتها للمقاومة بتسليم سلاحها، كما تُعيد بعض العواصم العربية الكبرى ترديد نفس المطلب أيضا كشرط لبدء "مرحلة ما بعد حماس"
أما واشنطن فقد أعلنت صراحة أن نهاية الحرب مرهونة بإعادة الرهائن، ونزع سلاح المقاومة، وطرد حماس من القطاع،
لكن هذا الخطاب ، وإن غُلّف بشعارات "الواقعية السياسية" فإنه يفتقر إلى المصداقية والأخلاقية والجدوى، فالعدو لا يعرض تسوية مقابل ذلك الاستسلام المهين،انما يسعى إلى تحقيق الإبادة الكاملة لقطاع غزة،حتى ولو استسلمت المقاومة ،وألقت أسلحتها، وذلك استنادا الى تخاريف توراتية، وتحقيقا لأطماع المستوطنين المجرمين،
فالقبول بمنطق الاستسلام لا يعني إنقاذ غزة، بل يتمم دفعها إلى المصير الذي رسمته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية منذ اليوم الأول للعدوان ،
فلم تقدّم تل أبيب أو واشنطن أية مبادرة ذات مصداقية، وخطابهما الرسمي يهدف إلى نزع غزة من الخريطة، وفرض إدارة أمنية، وتهجير السكان، وإلغاء ملف اللاجئين، وإعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا بما يخدم مشروع الاحتلال الصهيونى ،،
وفي هذا السياق فإن "الاستسلام" يعني تسليم رقاب أهل غزة بلا شروط ولا مقابل، فهو لن يوقف المجازر، بل سيمنح الاحتلال غطاءًا قانونيا لإتمام مشروعه بأقل تكلفة سياسية وعسكرية،
لذا فإن ورقة الرهائن تعد أحد أبرز عناصر القوة في يد المقاومة، وينبغى التعامل معها بأعلى درجات الدقة السياسية والأحترافية،ولا يجوز اعتبارها عبئًا على المقاومة،لان التمسك بتلك الورقة بقوة،وإجادة استخدامها تفاوضيا،سيحقق حتما مكاسب إنسانية وسياسية مؤكدة،سواء فى ملف تبادل الأسرى، أو إدخال المساعدات، وصولا إلى تثبيت هدن مؤقتة،أو دائمة ،

كما أن المقاومة أيضًا قادرة على التحوّل إلى تنفيذ حرب استنزاف طويلة ذكية، تُنهك خلالها الاحتلال، وتُفقده السيطرة على الأرض، كما حدث في فيتنام وجنوب لبنان والفلوجة،من خلال الكمائن، الضربات النوعية، والتحرّك خلف الخطوط،مع الاقتصاد التام فى استخدام أدوات القتال، فكل ذلك وغيره يعتبر أدوات ناجعة ستجعل الاحتلال في حالة إنهاك دائم وخسارة مؤكدة،حتى لو فقدت المقاومة ورقة الرهائن لأى سبب،

لكن في موازاة ذلك، تبقى الجبهة النفسية عاملًا حاسمًا. فالحفاظ على الروح المعنوية، وإبراز صور التحدي، ورفض رواية "الهزيمة" ومواجهة الخونة المرتدين بل وتنفيذ الأحكام الثورية فى كل من يتم اعتقاله منهم ، كلها سياسات ضرورية لمنع الانهيار من الداخل، وتأكيد استمرار الصمود.
أيضا لا يمكن إغفال جبهة الرأي العام العالمي. فعلى الرغم من دعم الحكومات الغربية لإسرائيل، فقد بدأت تتشكّل مواقف تضامنية متصاعدة من قبل الشعوب، خصوصًا بين الطلاب، والنقابات، والحركات المدنية. لذا فهذه الجبهة يجب استثمارها جيدا، وعدم خسارتها بأى فعل أو تصريح غير محسوب،

باختصار فإن الاستسلام ليس ضمانة للنجاة، بل انه تسريع للهزيمة.وقرار بالانتحار ،
فالمقاومة وإن كانت محاصرة، ما زالت تمتلك أدوات ردع وصمود ومبادرة، لا يجوز التفريط بها تحت ضغط القتل والخذلان. فكرامة الشعوب لا تُباع، وصوتها لا يُكتم بالسلاح.وتضحياتها ينبغى تثمينها وتقديرها والصمود اكراما لمقدميها،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى شهداء حفر قناة السويس!!
- شرف الخصومة !؟
- فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!
- تكرار المهزلة، مهزلة !؟
- تل الزعتر
- خراب العالم !!
- معارك وهمية !!
- المعارك الآمنة للنخب المصرية!!
- الطريق الأوحد للخلاص؟
- جذور العروبة فى مصر،،
- الهوية المصرية !!
- الإبادة مشروع معلن على الملأ!!
- الزاوية الأخرى !!
- ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !
- التجويع والتصهين !؟
- المدن والعواصم الجديدة !!
- غزة تموت جوعا، والبعض مشغول بالجولانى!!
- الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!
- إسرائيل راعية القومية العربية !!
- نكتب بضميرنا وحده ،


المزيد.....




- الحكومة اللبنانية تتحرك لنزع سلاح حزب الله... كيف رد الحزب؟ ...
- أمين عام حزب الله يهدد بإطلاق صواريخ على إسرائيل إذا استأنفت ...
- سفير إسرائيلي سابق يدعو ماكرون لفرض عقوبات على تل أبيب
- -يسرائيل هيوم-: إسرائيل عرضت على جونسون خرائط ضم الضفة الغرب ...
- زيارة جونسون إلى -أريئيل-.. تكريس أميركي للاستيطان وتحد لحل ...
- كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشمولية
- تامر شحيبر.. طفل غزي جديد يموت مُجوّعا على ذراعي والدته
- أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفر ...
- طائرات بريطانية تواصل التحليق فوق غزة.. ما الهدف؟
- مسؤولون: ترامب يخطط لتولي إدارة الجهود الإنسانية في غزة


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدبولى - نزع السلاح ،هو الحل