أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - المسكوت عنه فى بر الشام!؟














المزيد.....

المسكوت عنه فى بر الشام!؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من السهل على الانسان – كما قالت الدكتورة عفت – أن يتصيد الأخطاء، ثم يدين، ثم يغسل يده من أي مسؤولية. لكن بين النقد البنّاء والتقويم الصادق، وبين الشماتة التي تقوم على نظرية "عدوك يتمنى لك الغلط"، فرق جوهري.
وما يجري حولنا من كوارث، ومن تشابكات أشبه باللوغاريتمات، يكفي لإرباك أعقل العقول وإصابة أرسخ الأدمغة بالدوار والارتباك.

غير أنّ الملاحَظ أنّ الغالبية لا تبحث عن الحقيقة، بل باتت تتحرك إمّا بدافع الهوس الأيديولوجي والتحيز الطائفي، أو تحت ضغط الجبن وإيثار السلامة. وهكذا نجد أن كثيرًا من الأقلام لم تتوقف يومًا عن شيطنة النظام السوري الجديد، حتى تحولت أي خطوة – مهما كانت – إلى مادة لإدانته.
صحيح أنّ لقاء وزير الخارجية السوري بوفد صهيوني أمرٌ مدان سياسيًا، ولا يمكن اعتباره إلا سقطة خطيرة، كما أن أي محاولة لـ"الاستذكاء" مع هذا العدو لن تجلب أفضل مما جناه السادات أو العثماني. لكن النقد هنا – إذا أحسنا النية – ينبغى أن يظل في إطار التقويم ومحاولة منع الانزلاق.خاصة اننا لسنا أمام مشهد مشابه لما حدث فى السودان من تطبيع وسقوط رسمى ( للمفارقة سقوط يتفهمه كثيرون )
غير أنّ البعض هنا لا يرى في الأمر سوى فرصة لتصوير النظام السوري كدمية صهيونية بالكامل، مدفوعًا في ذلك بكراهية طائفية أو أيديولوجية سابقة التجهيز.
المثير للدهشة أنّ هؤلاء المنتقدين المشيطنين للنظام السورى، لا ينبسون ببنت شفة إزاء ما يحدث في لبنان. فبينما يصبّون اللعنات على الجولاني وأشياعه، يصمتون تمامًا أمام النظام اللبناني الحالي بزعامة جوزاف عون (رئيس الجمهورية) ونواف سلام (رئيس الوزراء).
رغم أن كلاهما يقودا تيارًا إقصائيًا يسعى لنزع سلاح حزب الله، بل وفي الغالب لجرّ مقاوميه إلى المحاكمات. والأسوأ من ذلك أن الرجلين ينقادا بلا خجل لسمير جعجع ، المعروف بتاريخه الأسود في القتل والعمالة لإسرائيل، والمدعوم اليوم من الخليج وإسرائيل وفرنسا وأميركا.

المؤسف أن الأمر لم يتوقف عند حدود الانبطاح السياسي للغرب والولايات المتحدة ،
بل تجاوز ذلك إلى اتخاذ اجراءات عملية لخطب ود الصهاينة ،وصلت الى إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي صالح أبو حسين ،دون أن تكلف السلطة اللبنانية نفسها عناء المطالبة بإطلاق سراح 19 أسيرًا لبنانيًا ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال: بينهم مزارعون وصيادو سمك وعمال بناء، إضافة إلى مقاومين قدّموا تضحيات جسام، خلال حرب إسناد غزة التي شهدها لبنان من 23 سبتمبر حتى 17 نوفمبر 2024، والتي ارتقى فيها أيضا مئات الشهداء من المقاومين البواسل.
والمؤسف أن المسألة لم تقتصر فى ذلك الانبطاح على السلطة السياسية فحسب، بل وصلت الأمور الى أنه فى الوقت الذى يقوم فيه العدو يوميا باغتيال اللبنانيين فى الجنوب دون رادع ، يُفاخر الجيش اللبناني بالتقاط الصور أمام المخيمات الفلسطينية وهو ينزع سلاح اللاجئين هناك!

إذن، المأساة ليست في إدانة النظام السوري فقط، فلا أحد منزه عن النقد والتقويم ، انما الخزى والعجب يكمن في هذا التباين الغريب بين التتبع المشيطن للنظام السورى وكل مايصدر عنه، وبين ذاك الرضا الصامت، أو السكوت الممنهج عن نظام لبناني ، يفرّط ببذخ في كرامة شعبه، ويصادر بقسوة تضحيات مقاوميه،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين العثمانى والجولانى،ياقلبى لاتحزن!!
- فى بنجلاديش !!
- نزع السلاح !!
- عقدة صنع الله !!
- تقييم صفقة الغاز المصرية،،
- لا يسقط بالتقادم !
- أين جماعة أهل السنة فى لبنان!؟
- له خوار !!
- المعادلة الصعبة فى لبنان!؟
- نزع السلاح ،هو الحل
- ذكرى شهداء حفر قناة السويس!!
- شرف الخصومة !؟
- فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!
- تكرار المهزلة، مهزلة !؟
- تل الزعتر
- خراب العالم !!
- معارك وهمية !!
- المعارك الآمنة للنخب المصرية!!
- الطريق الأوحد للخلاص؟
- جذور العروبة فى مصر،،


المزيد.....




- استقالة وزير خارجية هولندا لفشله في تأمين عقوبات ضد إسرائيل ...
- بسبب -التحديات الأمنية-.. سوريا تؤجل الانتخابات البرلمانية ف ...
- ما قصة السيدة التي بدأت مشروعها بقرض من جدتها، وأصبحت مليوني ...
- سيول جارفة في اليمن تسفر عن وفاة 8 أشخاص على الأقل وإصابة آخ ...
- الكيان الصربي في البوسنة ينظم استفتاء لدعم رئيسه المحكوم علي ...
- هكذا يمكن إفشال خطط نتنياهو وردعه
- كيف تؤثر القيود الأوروبية على الصناعة العسكرية الإسرائيلية؟ ...
- أمينة أردوغان إلى ميلانيا ترامب: أطفال أوكرانيا ليسوا أفضل م ...
- رفع تجميد عضوية المئات من حزب المعارضة الرئيسي بغانا
- دكتور ايليس -الروبوت-.. طبيب لا ينام ولا يتعب ودائما في خدمة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - المسكوت عنه فى بر الشام!؟