أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن مدبولى - خميس والبقرى، شمس لاتغيب














المزيد.....

خميس والبقرى، شمس لاتغيب


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 13:48
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في صباح السابع من سبتمبر عام 1952، صُلب حلم العدالة على أعواد المشانق، حين نُفِّذ حكم الإعدام في عاملين شابين من عمال شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار:
الشهيد محمد مصطفى خميس (19 عامًا)، وزميله محمد عبد الرحمن البقري (17 عامًا).
شابان غضّان، لم يحملا سلاحًا ولم يخططا لانقلاب، بل طالبا فقط بحقوق بسيطة وعادلة: تحسين أوضاع العمال، وقف النقل التعسفي لزملائهم، وزيادة الأجور بما يليق بعرقهم ودمائهم التي تُسقي مصانع الوطن.
بدأت القصة يوم 12 أغسطس 1952، بعد أسابيع قليلة من ثورة يوليو التي بشّرت المصريين بفجرجديد، لكن إدارة المصنع رأت غير ذلك عندما أقدمت على نقل مجموعة من العمال إلى كوم حمادة دون ذنب، فاشتعل غضب رفاقهم وقرروا الإضراب دفاعًا عن كرامتهم، وكانوا يتوقعون أن الثورة الوليدة ستصغي لصوتهم، فإذا بالصدمة تأتيهم من حيث لم يحتسبوا: قوات الأمن تحاصر المصنع وتقتحمه، تسقط أول شهيد من صفوف العمال، وتُحاصر المئات، فيخرج رفاقهم والأهالي بمسيرة غاضبة دفاعًا عن المظلومين، لتتحول المدينة الهادئة إلى ساحة مواجهة غير متكافئة.
دبابات ومدرعات تطوّق كفر الدوار، رصاص ينهال بلا رحمة، أربعة عمال يسقطون شهداء، جنديان حكوميان يقتلان، المئات يُعتقلون، وأحلام العدالة الاجتماعية تُسحق تحت جنازير الحديد.
وفي خضم هذا المشهد الدموي، جرى اقتياد خميس والبقري إلى محاكمة عاجلة أشبه بالتمثيلية، أربعة أيام فقط بلا أدلة حقيقية، بلا دفاع منصف، وسط أجواء معادية تريد رأسين بريئين لتلقين الآخرين درسًا قاسيًا.
تُروى الحكاية أن القاضي سأل إن كان بين الحضور من يستطيع الدفاع عن المتهمين، فتصادف وجود الصحفي الشاب آنذاك موسى صبري الحاصل على ليسانس الحقوق، فكُلّف بالدفاع عنهم. لكن دفاعه – كما نقلت بعض المصادر – كان سببًا في تثبيت التهمة أكثر مما كان سندًا لهم.
صدر الحكم: الإعدام شنقًا لخميس والبقري. ثم صادق عليه مجلس قيادة الثورة سريعًا، بدعوى الردع ومنع "التمرد". فلم يشفع لهم صغر سنهم، ولا فقر البقري الذي كان يعول أمًا معدمة وخمسة أفراد مقعدين، ولا كونهم رمزًا لعرق الشغيلة الذين حركوا مصانع مصر بأذرعهم العارية.

وفي سجن الحضرة بالإسكندرية، أُسدل الستار على حياتهما، لكن ذكراهما تحولت إلى راية خفاقة في تاريخ الحركة العمالية المصرية. خرجا من الدنيا وهما أكثر نقاءً من كل حسابات السياسة، وأكثر وفاءً لقضية العدل من كل الشعارات.

لقد أرادوا أن يجعلوا منهما عبرةً، فإذا بهما يصبحان رمزًا خالدًا، يذكّرنا بأن العدالة إذا غابت، لا يبقى للوطن سوى دماء أبنائه البسطاء لتكتب التاريخ من جديد.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفقار الغالبية الساحقة !!
- من أعلام الفن المقاوم: المطرب محمد حمام
- شفيع شلبى والتراث الشعبى
- قميص فلسطين ،
- النزوات الخاصة،والمسئوليات العامة !
- مقاتلوا التاميل !
- بيان يدعو إلى السلم !!
- طعن الشراكة !!
- النصر البيروسى !!؟
- الإقتصاد والحرية
- نقطونا بسكاتكم !!
- تمهيد الأرض للعدو!؟
- للمرة المليون !
- من العروبة الناصرية،الى الاصطفاف الطائفى؟
- المسكوت عنه فى بر الشام!؟
- بين العثمانى والجولانى،ياقلبى لاتحزن!!
- فى بنجلاديش !!
- نزع السلاح !!
- عقدة صنع الله !!
- تقييم صفقة الغاز المصرية،،


المزيد.....




- العدد المزدوج 617/616 من جريدة النهج الديمقراطي
- من بينهم القيادي العمالي شادي محمد.. غدًا نظر تجديد حبس شباب ...
- احتجاجات حول مقر حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول
- حل الدولتين غير معقول، ما الذي يتطلبه تحرير فلسطين؟
- بعد أيام من الإغلاق .. قناة السويب تُفتح والحراك الشعبي يحذر ...
- أحمد العبادي عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب ضيف بر ...
- يونس سراج عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والكاتب ...
- تجديد الاتحاد العام التونسي للشغل حتى لا يصبح أثراً رمزياً ب ...
- تجمعوا احتجاجًا على حظر منظمة -فلسطين أكشن-.. شرطة لندن تعتق ...
- رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز يساري أسترالي أغضب إسرائيل


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن مدبولى - خميس والبقرى، شمس لاتغيب