حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 18:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تداولت بعض المنصات بيانًا منسوبًا إلى أحد الأشخاص، وقيل إنه صادر عن جماعة سياسية محظورة. وجاء البيان في مجمله داعيًا إلى مراجعة ما مضى، وفتح المجال أمام مشاركة أوسع، ونبذ العنف، وإعادة إحياء قيم التعايش المشترك.
ثم صدر عن متحدث باسم الجماعة بيان آخر ،مختلف ،
في المقابل، تحدث أحد المعارضين بالخارج عن وجود اتفاق وشيك يقضي بعودة أعضاء هذه الجماعة إلى الداخل، والإفراج عن عدد من المحبوسين، معبرًا عن رفضه الشخصى لهذه الخطوة.
و المتأمل لدروس التاريخ القريب والبعيد سيعرف أن المجتمعات لا تتجاوز محنها وشدائدها إلا بالمصالحة والوفاق.
فبعد الحرب العالمية الثانية، حوكم بعض رموز النازية، لكن ألمانيا نفسها أعيد بناؤها واحتواؤها عبر مشروع مارشال.
واليابان كذلك جرى دمجها في النظام الدولي مع الحفاظ على رمزيتها السياسية الوطنية.
اما في جنوب أفريقيا، فقد قاد نيلسون مانديلا تجربة عظيمة تعتمد على فضيلة العفو العام، فأنهت عقودًا من الكراهية بين الأغلبية والأقلية، لتفتح الطريق أمام دولة تسع الجميع.
وفي بوروندي ورواندا، ورغم الكارثة الإنسانية التي أودت بملايين الأرواح، تم اختيار طريق العيش المشترك بدلًا من الغرق في دوامة الثأر.
أما في كولومبيا، فقد وُقعت اتفاقية سلام تاريخية عام 2017 أنهت صراعًا مسلحًا استمر لأكثر من نصف قرن، بين الدولة وجبهة فارك الثورية المعارضة، وفتحت المجال أمام حياة سياسية تستوعب كل الأطراف.
فكل هذه التجارب الإنسانية تؤكد أن العقل والحكمة والمصلحة الوطنية تفرض المصالحة باعتبارها الطريق الأجدى، وأن بناء المستقبل لا يتحقق إلا بجهد جماعي يتسع للجميع. خاصة عندما تشتد التحديات الخارجية التى تستهدف الأوطان ،
من هنا يبقى الأمل أن تكون مصر محطة جديدة لتجربة وطنية تُنهي الانقسام، وتؤسس لمرحلة من السلم الأهلي، والوفاق الوطني، والتعايش المشترك.، وتزيد منعة وحصانة شعبها قبالة المخططات والمؤامرات الخارجية،،
#حسن_مدبولى
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟