أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن مدبولى - المناضل المصرى الشيوعى أحمد نبيل الهلالى














المزيد.....

المناضل المصرى الشيوعى أحمد نبيل الهلالى


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 23:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أحمد نبيل الهلالي الحرية لا تتجزأ ،،

في تاريخ الحركة الوطنية المصرية، برزت أسماء كثيرة ناضلت بالكلمة والموقف، لكن قلّما نجد شخصية جمعت بين الالتزام الفكري، والنبل الإنساني، مثلما فعل أحمد نبيل الهلالي، المعروف بين رفاقه وموكليه بلقب "القديس".
وُلد الهلالي في أسرة سياسية مرموقة، فهو ابن نجيب الهلالي باشا، رئيس وزراء مصر قبيل ثورة يوليو. غير أن الابن سرعان ما اختط لنفسه طريقًا مختلفًا، فاختار الانحياز إلى الفكر الماركسي، وإلى قضايا العمال والفلاحين والمهمشين. لم يغره المجد العائلي ولا الامتياز الطبقي، بل حمل قلمه ومهنته في المحاماة ليكونا سلاحين ضد الاستبداد.
فإنخرط منذ شبابه المبكر في صفوف التنظيمات الماركسية السرية، وهو ما جعله هدفًا مباشرًا لأجهزة الأمن في عهد جمال عبد الناصر. حيث تعرّض للاعتقال أكثر من مرة، وقضى سنوات طويلة بين جدران السجون والمعتقلات.
كانت تجربة السجن بالنسبة له مدرسة حقيقية؛ فقد عاش إلى جوار مئات المناضلين من اليساريين والوطنيين والاسلاميين ، فخرج أكثر صلابة وإيمانًا بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع. وفي المعتقل لم ينكسر ولم يساوم، بل ازداد قناعة بأن الاستبداد عدو مشترك لكل التيارات السياسية مهما اختلفت مرجعياتها.
أما في السبعينيات، ومع انفتاح أنور السادات على الغرب والولايات المتحدة ، وتشديد قبضته على اليسار من ناحية أخرى، لم يسلم الهلالي من الملاحقات. فتعرض للاعتقال مجددًا، لكن فترات سجنه في عهد السادات كانت أقصر بكثير مقارنةً بسنوات الاعتقال الطويلة في عهد عبد الناصر. ومع ذلك، فقد ظل الرجل ثابتًا على مواقفه، مدافعًا عن حرية الجميع، رافضًا أن ينحني للترهيب أو الإغراء.

تميّز الهلالي بمبدأ راسخ: وهو إن الحرية لا تتجزأ. فعلى الرغم من انه كان شيوعيًا حتى النخاع، لكنه لم يحصر نضاله في الدفاع عن اليساريين وحدهم. على العكس، فقد وقف في ساحات المحاكم يدافع عن الإسلاميين حين لاحقتهم أجهزة الدولة، رغم إدراكه التام لاختلاف الرؤية والمرجعيات.
وكان يردد: "أنا أدافع عن الإسلاميين لا لأنني أتفق معهم، بل لأنني لا أريد أن تُكسر عين الحرية. إن كُسرت عين الحرية فلن يسلم أحد."
هذه المقولة لم تكن مجرد شعار، بل ممارسة يومية؛ فقد ترافع في قضايا لشباب التيارات الإسلامية، مؤكدًا أن العدالة إن لم تشمل الجميع فهي عدالة زائفة.
لم يكن الهلالي ساذجًا ولا غافلاً عن الصدامات الفكرية بين اليسار والإسلاميين، لكنه كان يرى أن المعركة مع الاستبداد أهم من أي خلاف فكري. وقد كسب احترام خصومه قبل أصدقائه، إذ شهد الكثير من المعتقلين الإسلاميين بأن هذا الرجل الشيوعي كان أصدق من دافع عنهم، وأشد من تمسك بحقوقهم.

توفي أحمد نبيل الهلالي في 2006، لكنه ترك إرثًا معنويًا يتجاوز ما كتبه وما ترافع فيه من قضايا. لقد ترك سيرة إنسان نبيل عاش باسمه ولقبه، وظل وفيًا للمبدأ الذى آمن به حتى آخر لحظةقائلا مقولته الخالدة : أن الحق لا يُقاس بالاتفاق أو الاختلاف، بل بكونه حقًا يجب الدفاع عنه.

ولهذا، يظل "القديس" حاضرًا في الذاكرة الوطنية المصرية، نموذجًا للمحامي الذي لم يخن قسمه، والمفكر الذي لم يساوم على ضميره، والإنسان الذي أدرك أن الحرية حين تتجزأ لا تعتبر حرية.
#حسن_مدبولى



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعى النيبالى !!
- شنئان قوم !!
- العدو وحلفاؤه ،،
- احتلال سيناء !؟
- خميس والبقرى، شمس لاتغيب
- إفقار الغالبية الساحقة !!
- من أعلام الفن المقاوم: المطرب محمد حمام
- شفيع شلبى والتراث الشعبى
- قميص فلسطين ،
- النزوات الخاصة،والمسئوليات العامة !
- مقاتلوا التاميل !
- بيان يدعو إلى السلم !!
- طعن الشراكة !!
- النصر البيروسى !!؟
- الإقتصاد والحرية
- نقطونا بسكاتكم !!
- تمهيد الأرض للعدو!؟
- للمرة المليون !
- من العروبة الناصرية،الى الاصطفاف الطائفى؟
- المسكوت عنه فى بر الشام!؟


المزيد.....




- مباشر: ندوة “استلهام وتطوير الخط الثوري لمنظمة إلى الأمام ال ...
- بيان الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة انعقاد مهرجان اللومانتيه ...
- وكالة حماية البيئة الأميركية تمهّد لوقف الإبلاغ الإلزامي عن ...
- جنازة أحمد الزفزافي : محطة أخرى مشرقة في مسلسل نضال الريف من ...
- الخناق يضيق حول حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا
- كارثة غزة والخط الأحمر
- العدد 619 من جريدة النهج الديمقراطي
- العدد 618 من جريدة النهج الديمقراطي
- ما السيناريوهات المتوقعة لحزب الشعب الجمهوري بعد أزمته الجار ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي 


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن مدبولى - المناضل المصرى الشيوعى أحمد نبيل الهلالى