أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسن مدبولى - الحساسيات المصرية !!














المزيد.....

الحساسيات المصرية !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 11:05
المحور: قضايا ثقافية
    


في مصر تستطيع أن تنتقد أشياء كثيرة: من الحكومة إلى الطقس،و من أسعار الأدوية التى تسابق الطماطم فى الجنون، إلى مستوى المنتخب الوطنى وفساتين المسلسلات الرمضانية واعلانات القصور والشاليهات الفارهة،

لكن مع ذلك، هناك ثلاث مناطق ملغومة أو “محميات خاصة” محاطة بجدران من الحساسية المفرطة، الدخول إليها مغامرة قد تكلّفك الكثير.

أولها: النظام السياسي ورموزه العليا، ومؤسساته ذات المكانة الخاصة التي يحيطها الإعلام والواقع بهالة من الاحترام والقداسة، فلا يُسمح عادة بالاقتراب منها إلا في إطار الثناء أو الإشادة.

ثانيها: ملف الأقليات الدينية، حيث يصبح مجرد الإشارة إلى بعض السلوكيات أو المصطلحات، حتى لو كانت متداولة عالميًا في سياقات فكرية أو سياسية، كفيلاً بإثارة عواصف من الاستنكار.
والعجيب أن الخطاب الذي يتشدق بحرية التعبير حين يتناول الإسلام، هو نفسه الذي يغضب بشدة عند أي توصيف يخص ديانات أخرى.

ثالثها، والأكثر غرابة هو كيان رياضي بعينه تحوّل بمرور الوقت من مجرد نادٍ للرياضة إلى رمز اجتماعي ووطني له مكانة تكاد تقترب من القداسة في وجدان جماهيره. انتقاد رموزه أو شخصياته ـ حتى لو ارتبط اسمها بقضايا جدلية في الداخل أو الخارج ـ يفتح الباب أمام عاصفة من الهجوم الجماهيري العاطفي والنخبوى المدلس، وكأنك لم تمسّ مجرد نادٍ رياضي، بل مسست معبودًا جماعيًا لا يُمس !

وهنا يُطرح السؤال: ما الذي تبقّى إذن للنقد؟
الجواب: الكثير جداً!
يمكنك ـ مثلاً ـ أن تنتقد الفكر الديني الإسلامي ذاته، أو أن تعيد تفكيك العقيدة بأكملها، ولن تجد إلا أصواتًا محدودة غاضبة، بينما سيقف بجوارك طابور من “المستنيرين” يتبارون في الدفاع عنك باسم حرية الرأي.

كذلك يمكنك أن تهاجم وزراء أو محافظين محدودي النفوذ، وأن تتهمهم بالقصور أو الفشل، ولن يسألك أحد: لماذا؟ بل قد تُستجاب دعوتك أحيانًا، ويُستبعد بعضهم لعدم قدرتهم على الرد أو الظهور الإعلامي الجيد.

أيضًا يمكنك أن تسخر من المعارضة بكل أطيافها: إسلاميين، ماركسيين، قوميين، ليبراليين، مقيمين أو مهاجرين، الكل في مرمى النيران والتوصيف بلا حصانة.

وفي الرياضة والفن والاعلام. ، الباب مفتوح تمامًا لانتقاد ماتشاء، من منتخب البلد نفسه، وحتى كافة المؤسسات والرموز الرياضية والفنية والاعلامية، الى الأندية الأخرى الأقل نفوذا مثل الزمالك أو الإسماعيلي أو بيراميدز أو الاتحاد السكندري وغيرهم، وستجد من يشاركك السخرية وربما يزيد عليها بتوابل مجانية من المبالغات.

وباختصار: في مصر، كل شيء تقريبًا قابل للنقد والتهشيم والسخرية، ما عدا تلك “الثلاثة” مناطق الحساسة، من وجهة نظري.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور الهزيمة الماسخ ،،
- الحرب على ايران مرة أخرى!
- الإعتراف بدولة فلسطين !؟
- ماقبل الطوفان ،،
- فى ذكرى تفجيرات البيجر،،
- الناصريون فى مصر،،
- إعتذار إبراهيم عيسى للمسيحيين العرب!!
- الأمن القومى ،من يحميه؟
- ليست كل الثورات مقدسة،،
- كمال خليل ، الإشتراكى الزاهد ،،
- بيان القمة المتوقع !؟
- المناضل المصرى الشيوعى أحمد نبيل الهلالى
- الحزب الشيوعى النيبالى !!
- شنئان قوم !!
- العدو وحلفاؤه ،،
- احتلال سيناء !؟
- خميس والبقرى، شمس لاتغيب
- إفقار الغالبية الساحقة !!
- من أعلام الفن المقاوم: المطرب محمد حمام
- شفيع شلبى والتراث الشعبى


المزيد.....




- إعادة ابتكار وطاقة متجدّدة.. أسبوع الموضة في لندن يدخل حقبة ...
- محكمة فرنسية تدين ساركوزي بتمويل حملته الانتخابية بأموال الق ...
- ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أنك تتعرق كثيراً؟
- الصحفي رامي أبو جاموس من مدينة غزة: الجيش الإسرائيلي يحاصرنا ...
- بعد إيطاليا.. إسبانيا تعلن إرسال سفينة لمساعدة أسطول الصمود ...
- فرنسا: القضاء يصدر حكمه بحق ساركوزي في قضية اتهامات بتقاضي أ ...
- سقوط 22 جريحا في إيلات جراء هجوم بمسيرة من اليمن.. ما تداعيا ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل توغله ونسف المساكن والسكان في مدينة غ ...
- فيضانات تدمر الجسور.. صور -مرعبة- من إعصار راغاسا العنيف في ...
- الشرع يصافح ماكرون ويجلس مع ميلوني.. وملف -حقائب القذافي- يل ...


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسن مدبولى - الحساسيات المصرية !!