أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدبولى - التطهير القادم !؟














المزيد.....

التطهير القادم !؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 11:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ما يحدث في غزة وفلسطين ليس أمراً عفوياً أو استثنائياً طارئاً غير قابل للتكرار. إنه نموذج لنمط تاريخي مأساوي حدث في الأندلس قبل قرون. بغض النظر عن كيفية وصول المسلمين إلى هناك، فقد كانوا قد استقروا لمئات السنين، قبل أن ينتهي بهم الأمر إلى التعرض للإبادة الشاملة ، والطرد الجماعي، وتغيير العقيدة بالقوة.
وفي فلسطين اليوم، يبدو الأمر متجهاً نحو نفس المصير الأندلسي، لكنه سيأخذ وقته. قد نشهد نحن، أو أبناؤنا وأحفادنا، مأساة فلسطينية شاملة، حيث يُخيَّر كل الفلسطينيين صراحة بين الطرد أو القتل أو البقاء مقابل القبول بالتهويد أو التنصير.
بل إننا نرى اليوم الإرهابي إيتمار بن غفير (أو كاتس، وزير دفاع العدو) يهدد أهل غزة بالنزوح القسري، وإلا سيُعتبرون إرهابيين، أي أنهم سيُبادون إن أصروا على البقاء والصمود، فيما يتم دعم وتسليح الخونة والمرتدين الذين يتعاونون معهم ضد المقاومة ،

الحقيقة المرة الحالكة أننا لا نتعلم من التاريخ، ونتميز بالسذاجة المفرطة والتساهل العام. فمن المعروف أن بداية التهويد في فلسطين كانت مجرد فكرة متواضعة، تجميعاً لأساطير وغيبيات وأكاذيب وهرطقات، بدأت خجولة ومتمسكنة، ثم تدرجت حتى نالت الدعم الدولي والوعود التاريخية، فكبرت وتغلغلت حتى تمكنت وتوحشت إلى درجة الإبادة.

ورغم وضوح هذه الحقائق التي شكلت بداية المأساة الفلسطينية، فإننا نكاد نقبل – بغفلة وتهاون – بإعادة التجربة ذاتها بحذافيرها في مصر. فنحن لا نولي اهتماماً كافياً لتجمع بعض الشراذم الطائفية من المصريين العقائديين، الذين يعملون في الخارج ويؤثرون داخلياً، ويتبنون أيديولوجية عنصرية قريبة من الصهيونية، ترى أن الغالبية العظمى من المصريين مجرد "عرب مستعمرين" جاءوا مع الفتح الإسلامي، وأنهم ضيوف ثقال يجب أن يرحلوا لتعود الأرض إلى "أصحابها الأصليين".
ونتجاهل أيضا أن هؤلاء العنصريين يتلقون الدعم الكامل من نفس الأيدي التي دعمت الآباء المؤسسين للكيان الصهيوني. و بعض هؤلاء العنصريين يسارعون إلى أبواب واشنطن بشكل منتظم يحرضون ويستجدون دون ان يجدوا من يردعهم !

فكيف يُسمح بالصمت على وفد قبطي مصري، مصحوباً بوفود من الدروز والعلويين والآشوريين واليزيديين، يجلسون تحت سقف وزارة الخارجية الأمريكية، مبتسمين أمام الكاميرات، يعرضون مطالبهم الوهمية المزيفة على نفس اليد التي تصنع المجازر في فلسطين وتسد الطرق أمام المساعدات لأقلية مقهورة في غزة؟! كما يطلبون الدعم من الشيطان الأمريكي ضد بلدانهم التي يدعون أنهم مضطهدون فيها، ويزعمون أنهم أصل سكانها!

وكيف يتم فى الوقت نفسه، تجاهل الطرح الأمريكي الذى يستهدف استكمال تنفيذ مخططات الإبادة ضد أهل غزة، ويقترح مجلساً حاكماً لغزة برئاسة توني بلير ونجيب ساويرس لإدارة غزة يكون مقره بمدينة العريش المصرية ، تمهيداً فيما يبدو لمصادرة سيناء بكاملها. وكأن أهل مصر لا قيمة لهم، أو كأن بلادنا "ما فيهاش راجل" كما يُقال في مصر!!

إن الجرائم الجارية في فلسطين يجب أن تعلمنا درساً قاسياً وهو أن لا نستهتر بأي فكر عنصري إستئصالي مدعوما خارجياً، مهما بدا صغيراً أو سطحياً أو غير واقعي، فمعظم النار من مستصغر الشرر.

كما أن صمت المؤسسات الرسمية والإعلامية عن إدانة مخطط ترامب الذي يستهدف العريش تحديداً، وكذلك تجاهل المؤسسات الدينية والوطنية لمخططات بعض المنسوبين إلى الأقليات، الذين يتعاونون مع جهات خارجية تهدد الأمن القومي العربي وتمارس الإبادة العلنية،هو رد فعل مشين ومخزى بل ويبدو متواطئا،
فتلك الممارسات ليست هينة،ولا هى محض صدف، إنها تآمر عنصرى جلل، يستدعي اليقظة الفورية،
والرد قبل فوات الأوان،،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب على حافة الهاوية
- أستنساخ النزع !!
- إحتلال العقل المصرى!؟
- جدلية غزة والزمالك ،،
- ذكرى المشير طنطاوى
- من الأولى بالعداء !؟
- الفلسفة والبوابين !!
- حلفاء اسرائيل بالمنطقة!؟
- الحساسيات المصرية !!
- محور الهزيمة الماسخ ،،
- الحرب على ايران مرة أخرى!
- الإعتراف بدولة فلسطين !؟
- ماقبل الطوفان ،،
- فى ذكرى تفجيرات البيجر،،
- الناصريون فى مصر،،
- إعتذار إبراهيم عيسى للمسيحيين العرب!!
- الأمن القومى ،من يحميه؟
- ليست كل الثورات مقدسة،،
- كمال خليل ، الإشتراكى الزاهد ،،
- بيان القمة المتوقع !؟


المزيد.....




- -على راسي-..مصورة توثق مكانة غطاء الرأس بين شعوب العالم
- شاهد.. بركان -كيلاوي- يقذف حممًا بارتفاع مبنى -إمباير ستيت- ...
- شوارع مدينة طرابلس تتحوّل إلى منصة للموضة في لبنان
- شاهد.. متلسقون في الصين يستخدمون أرجلًا روبوتية للصعود إلى ا ...
- بعد إغلاق طوال الليل..مطار ميونيخ يستأنف رحلاته
- حركة حماس -تحتاج لبعض الوقت- لدرس خطة ترامب بشأن غزة (مسؤول ...
- قيادي في حماس يؤكد أن الحركة -تحتاج بعض الوقت- لدراسة خطة تر ...
- صعوبات قاسية يواجهها سكان مناطق غربي غزة بسبب الحرب
- فنزويلا تندد بـ-الاستفزاز- الأميركي وترامب يبرر
- مارينيت تواصل الإبحار وحيدة نحو غزة و10 سفن أخرى في الطريق إ ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدبولى - التطهير القادم !؟