أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد زغريت - لنفسي آذان على نفسي














المزيد.....

لنفسي آذان على نفسي


خالد زغريت

الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 00:31
المحور: كتابات ساخرة
    


كاد أن يجلطني صراخ صديقي الذي كاد يشبه مواء قط صيني، فكما هو معروف كل ما هو صيني غير أصلي لأنه " شغل "عمنا ماو" على رأي المثل :"هات يدك والحقني". قفزت إلى الباب فتحته مستفسراً مستهجناً ،سألته ما الذي أصابك؟ ضحك ضحكة باردة خشنة مثل شخير البراد الذي يقلق عين العوانس عن النعاس. بينما كانت سيمفونية الرصاص تملأ أجواء الوطن بعزيفها، كالعادة منذ شهور حين ارتأى أمن رأس النظام ترفيه مواطنيه. اقتداء بهولندا التي تصدح زرائب أبقارها بموسيقا بيتهوفن لتستدر حليبها. فهو يملأ الوطن بموسيقا الكلاشنكوف،ليستدر نخوتهم بالضحك من لحى الشهداء.
دخل صديقي يبربر كلاماَ لا أفقهه، كأنه محلل سياسي مبخوس الأجر، وراح يتفلسف : يا أخي جننتني ،إن طرقت الباب بنقرات خفيفة سريعة ، زمجرتَ وقلت : يخرب بيتك ظننتها زخة رصاص كلاشنكوف، وإن طرقت الباب بقوة وسرعة قلت: الله يُركضك وراء رغيفك، تشهق ولا تلحق : ظننتها زخة رصاص " بي تي إر ". وإن طرقة واحدة قوية : قلت الله يقطع ضناك : ظننتها قذيفة دبابة على الباب
طيب حيرتني كيف أدق الباب؟؟ إذن مالي إلا أن أموء حيث المواء لا يشبه صوت أي زخة ... وقبل أن يكمل جملته انهمرات زخات و زخات، و لتداخلها عجزنا عن تمييزها إن كانت كلاشنكوف أو.. أو ... قلت لا تخف كلها تحت سقف الوطن. هز برأسه موافقاً وأشار بإصبعه إلى بعض الثقوب التي أحدثتها بعض الطلقات التي ضلت طريقها إلى جدارنا انتبهت ردد فعلاً كلها تحت سقف ...
ضحكت وضحك ثم استنشق طويلاً . وقال:أشم رائحة عطر فرنسي أنفي لا يخطئ خبرة عشرين عاماً بين عطور الوزير . انتبهت رأيت زجاجة العطر الفرنسي متشظية على الأرض، وحشوة رصاصة متكئة على كسرة من الزجاجة باسترخاء. قلت لصديقي: لقد اصطدمت الزجاجة بالجدار وارتدت إلى الزجاجة ، حتى الرصاص يجذبه العطر الفرنسي تحت سقف.. لم أكمل الجملة فقد لفت سمعنا طفل يمشي تحت النافذة، وتحت سقف الوطن طبعاً مدندناً "الذي لا يقوّس ما فيه ناموس " ضحك صديقي، وقال : ألا يعرف هذا الولد الشيطان أن للحيطان آذاناً، أنا سائق الوزير بجلالة قدره هنا بين هذه الحيطان، ألا يخشى، مثل هكذا أذن، فعلاً مَن لايخاف سائق الوزير ما فيه ناموس كثيرون مَن هم تحت سقف الوطن مافيهم ناموس أما مَن فوق سقف الوطن فهم أكثر، وهم فوق سقف الناموس ...
صدقني يمكن لك أن تقيم للريح أرجلاً، فتمشي،و يمكن لك ذلك ولا بد لك أن تسمع صفيرها شاكرة لاعنة ،لكن حتماً ستشعر بصدى فعلك سواء كان هذا الصفير صدى تصفيق الشياطين للسلاطين بهجة بتفوقهم عليهم ،حتى الشياطين تفرح بتفوق تلامذتهم عليهم، وقيل حين تصفر الريح إنما تردد صدى الشياطين وهي تغني : علمناهم الشحاذة سبقونا على الأبواب ...
صدقني ويمكن لك وأن تطعم الفم فتستحي العين يمكن لك ذلك أفلا ترى كل أربابنا في الأرض من أصغر فرّاش حتى أكبر قائم مقام الآلهة البيزنطية تستحي عيونهم عن كل مصائبنا وآلامنا وأكل حقوقنا .....
صدقني و يمكن لك وأن تحصى كل عيون البعوض في الكون فيمكن لك ذلك أما أن تحصي عيون المسؤولين بين موظفيهم فلا يمكنك، أما إذا أن تحصي عيون السلاطين على شعوبهم فما عليك إلا أن تحصي عدد شعوبهم، وتضرب العدد بثلاثة أمثال مثلين هما عدد الملائكة على كتف كل مواطن و المِثل الثالث هو عدد المكتومين... وقبل أن يكمل طرق الباب بطرقات أعنف من الرصاص .. لم ينتظرونا لنفتح الباب ، دخلوا مدججين بالسلاح.
انقضوا علينا بطحونا بالأرض ، داسوا على رقابنا ، شتمونا أماً وأباً ، وخاصة حين كان صديقي يقول لهم : أنا سائق الوزير ... ركنوا مجموعة بنادق حربية لانعرف ماركتها ، ومجموعة قنابل ، ونثروا على الطاولة مجموعة جوالات ، ورزمة دولارات ، صورنا بجانبها .
و كالأغنام حملونا بسيارتهم، و على صوت هديرها يتنغمون بركلنا ، على ما فيّ من ألم كنت أتساءل ، ترى أكان صديقي يحمل جهاز تنصت ،وكان يبث حديثنا، ليوقع بي، أم الطفل هو من كان يسترق السمع ، أم الريح ، تمتم صديقي: ياخسارة الخبز والملح بيننا ، بمَ رشوك لتبيعنا ، كنت تخفي جهازاً ببيتك لتبث أحاديثنا وتوقعني ، رفسه أحدهم فارتطم رأسه ،فقد وعيه .
لما خرجت من السجن، عرفت أن صديقي مات تحت التعذيب. وعلمت أن الطفل أخذه الأمن ، وأعاده جثة هامدة، لأنه ينال من هيبة الوطن ، حينها شككت بنفسي ، أن الأمن دخل إلى نفسي وجعلها جاسوسة عليّ، ولاسيما بعد أن فتشت البيت خرم إبرة خرم إبرة ،ولم أجد أي جهاز تنصت ،إلا إذا كنت أنا ابتلعته من غير أن أدري، الدرس الذي تعلمته من الأمن ألا أثق بنفسي ، لأن لنفسي آذان على نفسي.
















صمت صديقي برهة أظنها أطول قليلاً من "غلوة" قهوة الضمير البرازيلي ثم يبدو جاءه ناموس الحكي حكّ رأسه بنزق وكأنه يحك رأس الناموس الألماني وقال صديقي سأحكي لك قصة جرت تحت سقف الوطن



#خالد_زغريت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشرة المبشرون بجدة
- اكتشفوا فأل التين
- دقوا الدف نزل الطاووس عن الرف أغاني زفة الديكتاتور
- خديعة القرن استبدال ممر داوود بالهلال الشيعي
- ألينا تشاوشيسكو تحمرّ ملح الشيوعية
- كهن السيدة الأولى و كيد الوزيرات
- طرطيرة المدموزيل الحاجة شعيلة صحبتكم السلامة إلى جهنم بإذن ا ...
- الدبلوماسي الذي حطّ رأس الوطن بالخُرْجِ
- اعتذار عاجل جداً من ستي خدوج
- البيان الختامي لحزب النعاج الشقر
- دور حليب البغال في مسيرة حزب البعث السوري
- ولما أيقن صاحبي أننا لاحقان بالقهقرى قال:لا تحك أنفك نحاول د ...
- مؤتمر الحوار الوطني السوري: الساحة ثورية و الدبكة بعثية


المزيد.....




- خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...
- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد زغريت - لنفسي آذان على نفسي