أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - تعدد الزوجات لدى المندائيين














المزيد.....

تعدد الزوجات لدى المندائيين


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 23:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عند الحديث عن هذا الموضوع لابد أن نعود مجدداً إلى موضوع الأصول الرافدينيّة للمندائيين. ولأن هذا الموضوع كان مسموحاً به في شرائع الأقوام الشرقيّة القديمة في بلاد الرافدين ومصر والهند. وبالنسبة لبلاد الرافدين فكانت شريعتهم تجيز تعدد الزوجات بصورة خاصّة في حالة وجود أسباب أو قصور في الزوجة الأولى مثل المرض أو نقص في تلبية متطلبات الزوج بالإنجاب أو القيام بالأعمال. كما في المواد 144, 148 من قانون حمورابي وكذلك المواد 36, 41, 44 من قوانين الدولة الآشوريّة الوسطى. وحيث أنّ المندائيين الشرقيين كانوا يتّبعون الشريعة القديمة الفطريّة منذ الأزل فكانوا يسمحون بتعدد الزوجات بشكل لا لبس فيه ولغاية هذا الزمان.

وعلى العكس من الأقوام الغربيّة وهم الإغريق والرومان والجرمان في العالم القديم فكانوا يحرّمون تعدد الزوجات ويحرّمون الطلاق. وبعد القرون الأولى للميلادي وعندما تم تعميم المسيحيّة كدين ونظام اجتماعي وتشريعي مُلزم لجميع البلدان التي أحتلها الرومان, فأدخلوا الشرائع الغربيّة القديمة ضمن الدستور الذي يحكمون باسمه. ولغاية الآن فأن مواد الدستور الذي يحكم الدول الغربيّة هو مُستمَد من تعاليم الإنجيل, ومن أهم بنوده تجريم تعدّد الزوجات.

وقد برزت في نهايات القرن العشرين مصادر خارجيّة تحاول أن تقرّب الشريعة المندائيّة من المسيحيّة. وكذلك بسبب بروز المؤسسات النسويّة المدعومة والتي لم تعد ترضى بغير اعتبار المرأة ندّاً للرجل وتطالب بالمساواة حتى بالأمور الفطرية المختلفة بين جنسي الذكر والأنثى. وطبعاً فأن تعدّد الزوجات في هذا العصر هو ليس بالأمر الهيّن وهو سبب لكثير من المشاكل. وبرغم ذلك فنحن نبحث في الموضوع تاريخياً وفقهياً ولأنه قد تم أستغلاله ولكي يحسبوا المندائيين على الشريعة المسيحيّة التي تحرّم ذلك, أو على الطوائف الغنوصيّة في بدايات المسيحيّة التي كانت تحرّم الزواج من أصله! فيقولون بأن المندائيين هم من ضمن تلك الفرق الغنوصيّة المسيحيّة الحديثة التي تتّبع الشريعة الغربيّة بزوجة واحدة أو بأنهم من ضمن الرهبان الغنوصيين المسيحيين الذين كانوا يزهدون عن الزواج فيحرّمونه. وبالتالي فأن القول بعدم وجود تعدد الزوجات أو عدم وجود الطلاق لدى المندائيين تكون أهدافه بالدرجة الأولى أستهداف تاريخ الدين المندائي.

عند البحث في كُتبنا ونصوصنا الدينيّة نُلاحظ تفاصيل دقيقة في تنظيم الأسرة وتربية الأبناء ولكن لا يوجد أي نَص ديني يمنع أو حتى يُشير بسلبيّة إلى تعدد الزوجات, وإنما على العكس فتوجد نصوص تُشير إلى وجود تعدد الزوجات. وكذلك نصوص أخرى تُشدد على الزواج وزيادة الإنجاب وتحريم العزوبيّة فتقول بأن الذي لا يُنجب سوف لن يصعد للنور.

* “أُنظروا الأشجار القائمة على ضِفّة الفُرات العظيم, وهيَ تَشربُ الماء وتُثمر الثِمار ولا تنتهي.

أُنظروا النَهر الجاف الذي جَفّت مياهه, فيَبست وماتت الأشجار التي على ضِفافه.

هكذا ستَتَيبّس وتَموت نشماثا العزّاب والعازِبات, الرِجال الذينَ لا يُريدون النِساء, والنِساء اللواتي لا يردنَ الرِجال. فعندما يخرجون من أجسادهم سيسكنون بالغمامات المُعتمة..

ثُمّ نُناديكم ونوضّح لكم : في العالم الذين أنتم موجودون به, أعملوا أعراساً لأبنائكم الذكور ولبناتكُم الإناث أيضاً. وآمنوا بربّكم مَلك النور السامي, ولأن هذا العالم يَنتهي ويَزول.”

* “أثمِروا إن أردتُم أن تَصعَدوا حيثُ النّور” كتاب الكنزا ربا (٢٠٠٠): بغداد.

ويمكن معرفة وجود تعدّد الزوجات في نصوصنا الدينيّة, ضمن المجتمع الملائكي الذي يكون المجتمع الأرضي نظيراً له ويسير على خطاه بالتعاليم.

وفيما يلي أحد النصوص من حوار هيبل زيوا مع أتباع الكواكب وفيه يتم عرض زوجة ذات مقام عالي وهي الروهة إلى هيبل وأن يضعها مع زوجاته الأخريات.

* “بهيئة الجسد ظهرت وذهبت إلى طائفتهم الدينيّة .. فخضعوا لي وباركوني وقالوا لي:
..

كُن أنتَ لنا رئيساً, ونحن نكون أتباعك.

الروهة بعظمتها أنت ضعها مع نسائك.

أنت أجعلها من نسائك (تزوجها لتكون من زوجاتك)” الكنزا ربا اليمين

وهذا نص آخر من ديوان يوشامن كان يندب فيه زوجاته المتعددات وليست زوجة واحدة.

* “أولئك زوجاتي الفاتنات, يمشينَ حافيات (مسبيات ذليلات)

..

بعد أن قال يوشامن ذلك, تكلّم منداادهيي قائلاً له:

إذا عَملت أمراً طيباً فسوف تجد الخير.

وإذا عَملت أمراً كريهاً فسوف تجد الشر.” دراشا أد ملكي

وللملاحظة فأنه يقول عن زوجاته بأنهن أصبحن يمشين حافيات بمعنى أنه قد تمّ سبيهنّ. ولأن العبيد كانوا يُساقون حُفاة ومن دون أحذية وتُحلق شعور ولحى الرجال ويُساقون وهم عراة.

المصدر لمشاهدة النصوص الأصليّة
https://tinyurl.com/42ke49bn



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملالي المندائيين والمعرفة الزائفة
- الديانات التبشيريّة وإلغاء القوميّة
- الكشف عن التشابه بين ترنيمة نجع حمادي (الرعد: العقل المثالي) ...
- اللّفظ المندائي بالعراقي والإيراني
- اللُّغة المندائيّة العربيّة القديمة
- درجات السلك الديني المندائي
- فيدراليّة هولندا المندائيّة ومَرَدَة الظلام!
- السومريون هم نفسهم الأكديون
- الأسماء المندائيّة وسلسلة الأجداد
- الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة
- الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل
- سجود الملائكة والتوحيد المندائي
- اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة
- السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
- كنيانة سُماقا وأصلها إكوما
- الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
- مُعلمنا يهانا وليس يوحنا
- المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا
- الغُرباء والتلاعب بالكتب المندائيّة
- “التَّسبيحُ من السِّحرِ والشعوَذَةِ أقدَم” الكنزا ربا


المزيد.....




- كحبيبين سابقين ودودين.. جينيفر لوبيز وبن أفليك معًا مجددًا ع ...
- ماذا قال نتنياهو في الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر؟
- المدن الداعمة للديمقراطيين في مرمى ترامب.. الحرس الوطني ينتش ...
- غرق قارب مهاجرين قبالة جزيرة ليسبوس ومصرع أربعة أشخاص
- بعد عامين على هجوم 7 أكتوبر... ترامب يرى -فرصة حقيقية- لإنها ...
- ما الجديد الذي يحمله المبعوث الأميركي في زيارته إلى سوريا؟
- -ما وراء الخبر- يناقش اتفاق حكومة دمشق و-قسد-
- الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على ...
- مسيّرات تضرب العمق الروسي وبوتين يستخف ويباهي بمكاسبه في أوك ...
- 12 شهيدا في غزة والاحتلال يواصل غاراته على القطاع


المزيد.....

- كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم / تاج السر عثمان
- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - تعدد الزوجات لدى المندائيين