أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - درجات السلك الديني المندائي














المزيد.....

درجات السلك الديني المندائي


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 11:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عند الحديث عن التدرّج بالدرجات الدينيّة المندائيّة يتبادر للذهن فوراً الطموح المادي وإن الرتبة الأعلى هي أفضل لصاحبها. ولكن هذا غير صحيح في العالم الروحي. حيث أنّ الرتبة الأعلى دينيّاً تعني بأن صاحبها قد أبتعد أكثر عن الماديات والمتع والسياسة وأقترب أكثر من العالم الروحي. وكما يبدأ مساعد رجل الدين الاشكندا بمهام الطقوس الكثيرة ويمثّل مع الترميدا الدرجات الأكثر عملاً في الطقوس ولأنهم في طور تطبيق التعاليم الدينيّة بصورة عمليّة. وهو ما يتطلب منهم الوقت الكثير والاحتكاك مع الناس بصورة أكبر. وأن الاشكندا الذي تعلّم إجراء الطقوس بصورة عملية وحَفَظَ النصوص ودَرس الفلسفة بصورة كاملة هو يترقّى إلى ترميدا عبر طقس خاص وامتحان. وبعدها يُفرض عليه التعبّد بصلاة الرهمي ثلاث مرّات في اليوم لمدة ستين يوماً. وفيها يبتعد عن العالم المادي ويلتزم بأقصى درجات الطهارة الروحيّة والتي تتطلّب منه حتى أن يبتعد عن الفراش الزوجي أيضاً.

وبعد سنوات وعندما يحفظ الترميدا النصوص المهمّة الأخرى ويكتمل فهمه لكل الكتب والدواوين بلغتها الأصليّة. ويصبح مستحقّاً ومؤهلاً لأن يكون كنزبرا؛ وهو المرجع الديني الذي يرشد السائلين من الترميدي بمعرفته وعلمه ويكون المؤتمن على التعاليم وعلى تطبيقها بصورة صحيحة. وهناك العديد من المحددات للترميدا المُستحق الذي يريد أن يترقّى: منها أن يكون متزوّجاً ومنجباً, وأن يرسل الرسالة عبر طقس وإجراء ديني يقوم به مع توديعه لنشمثا احد الصالحين قبل مفارقته الحياة بوقت قصير. وبعد ذلك يتوقف عن إجراء جميع الطقوس الدينيّة ولغاية أن يقوم بمراسيم قابين شيشلام ويزوّج أحد رجال الدين وبعدها فقط يعود لطقوسه. وغالباً تستمر تلك العمليّة لسنوات بسبب عدم أمكانية إجراء الطقسين بسرعة لصعوبة الحصول عليهما بفترة قصيرة. ولهذا فيبقى يتعبّد ويتأمل ويبحث في النصوص وفي ملكوت الخالق العظيم طوال تلك السنين ويحفظ طهارته.

ومن هذه العملية فنعرف بأنه كلما ارتفعت الدرجة الدينيّة, زاد أبتعاد رجل الدين عن العالم المادي وأقترب أكثر من العالم الروحي. فيبتعد أكثر عن المُتع والمال والسياسة ويتقرّب أكثر من الزهد والتعبّد والمعرفة؛ وعندها قد يصل للمرحلة الروحيّة العالية فيصبح لديه تواصل ربّاني “إمرا وشيما”. وأن الكنزبرا الذي يصل لتلك المرحلة يصبح ريش امه أو رئيس الأمّة وتأتيه بشهادة إنجازاته وهيمنوثته ومعجزاته. وهذه الدرجة الدينيّة هي نادرة لم يصلها حسب كتبنا سوى شخصيّة آدم بولفرز أو آدم أبو الفرج. وهنالك ذكر لشخصيّة الريش أمه قيقل الذي كان في بداية العصر الإسلامي أيضاً والذي تمّ ذكره في مخطوطة حرّان كويثا التاريخيّة. وعدى عن هذه الشخصيتين فلا يوجد ذكر لرجال دين وصلوا لهذه الدرجة العالية في نصوصنا. يضاف لهم الناصورائيون الأوائل “آدم, شيتل, رام, شورباي, نو, سام بر نو, دنانوخت, يهانا”.

وتوجد نصوص تحذّر رجال الدين من الحصول على درجة لا يستحقونها وتتوعدهم بالعقاب.

علماً بوجود تكملة من قبل أحد رجال الدين القدامى لترتيلة ابهاثن قدمايي, وفيها يقوم بتعداد بعض الأسماء لرجال ونساء بدرجة الريشما. وقد قمت بالبحث في هذا الموضوع وتبيّن بأن الناسخ كان قد نقل أسماء الناسخين القدامي للكتب المندائيّة وقام بتوزيعها بصورة عفويّة إلى ترميذي وكنزبري وريشمي (1), ولهذا فأن الموضوع لا يعدو كونه خطأ تمّ تناقله عبر القرن الماضي أو القرون القليلة الماضية.

ولو أعطى أحدهم لنفسه درجة من درجات النبوّة فعليه أن يتّصف بصفاتها العالية مثل الصدق والأمانة وأن يترك السياسة والمراوغة. ولا يجب عليه أن يستأثر لنفسه ولمجموعته الضيّقة بكل شيء؛ بينما هو لا يقبل حتى بمشاركة رمزيّة مع رجال الدين الآخرين جميعهم وخاصّة في أوقات الخطر والتشرذم والضَياع. الآن هو الوقت المناسب لرجال الدين لكي يفكّروا بتوحيد جهودهم في سبيل إبطاء التشرذم بمجتمعنا المندائي الذي يعاني بشدّة وهو أمانة في أعناق رجال الدين والمخلصين من أبناء الطائفة. ونحتاج لأناس شجعان لا يكتفون بالفرجة وإنما يبادرون بالعمل الجاد لأن الخطر محيط بكل مجتمعنا المندائي العريق.

1. السلك الديني المندائي الذكوري / تكملة
https://mandaean.home.blog/2023/06/25/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d9%83%d9%85%d9%84%d8%a9/



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدراليّة هولندا المندائيّة ومَرَدَة الظلام!
- السومريون هم نفسهم الأكديون
- الأسماء المندائيّة وسلسلة الأجداد
- الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة
- الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل
- سجود الملائكة والتوحيد المندائي
- اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة
- السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
- كنيانة سُماقا وأصلها إكوما
- الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
- مُعلمنا يهانا وليس يوحنا
- المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا
- الغُرباء والتلاعب بالكتب المندائيّة
- “التَّسبيحُ من السِّحرِ والشعوَذَةِ أقدَم” الكنزا ربا
- التآخي بين العشائر المندائيّة
- البخور العَطِر والطقوس الدينيّة
- “لا تنحازوا للقوي على حساب الضعيف” الكنزا ربا
- الطَبيب العَظيم غافِر الخطايا
- أبو إسحاق الصابي فخر الصابئة والمسلمين.
- نقد وتحليل // كتاب كِنزا ربا للدكتور منذر الحايك


المزيد.....




- أعاصير وعواصف عملاقة تضرب أمريكا.. وخبراء طقس يحذرون من القا ...
- لحظة تحبس الأنفاس.. شاهد صاعقة برق تضرب سيارة شرطة أمريكية ف ...
- بريطانيا تستدعي سفيرة إسرائيل وتُعلق مفاوضات اتفاقية التجارة ...
- المملكة المتحدة تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتستدعي ...
- بعد 3 أشهر من الحصار الكامل.. دخول أولى شاحنات المساعدات إلى ...
- بعد فضيحة دامت عقودا.. بريطانيا تطلق حملة للكشف عن ضحايا -ال ...
- الدفاع الروسية تكشف حصاد الأمس من العملية العسكرية الخاصة
- مدفيديف يحدد العقبة الرئيسية أمام السلام في أوكرانيا وآخر -ف ...
- معركة كورسك بعيون قوات -أحمد-
- ليبيا.. 67 حزبا سياسيا تعلن دعمها للمحتجين وتدعو لإسقاط الحك ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - درجات السلك الديني المندائي