أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الطَبيب العَظيم غافِر الخطايا














المزيد.....

الطَبيب العَظيم غافِر الخطايا


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 10:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد كان الطب في بلاد الرافدين يعتمد على معالجة الجسد فيزيائياً وروحيّاً. فيتم تحضير الأدويّة بطرق علميّة ومن مواد طبيعيّة مثل الخردل وقشر الرمان وبذر الكتان واللوتس والزيتون والخروع والنعناع والزعفران والخشخاش والكبريت والشب والمعادن والنباتات السامّة وغيرها من المواد. وبنفس الوقت فهم كانوا يستخدمون التراتيل ضمن طقوس مكمّلة للعلاج (1). وذلك لأنهم اعتقدوا بكون الأمراض هي حالة من عدم الاتزان التي تصيب الجسد نتيجة لغضب إلهي أو لهجوم شيطاني, ولذلك فكانوا يحتاجون لمداواة الجسد وبنفس الوقت ترتيل الأدعية لطلب الغفران من الإله لتخفيف غضبه وكذلك ترتيل التعاويذ لطرد الأرواح الشريرة التي تسببت بالمرض.

أنّ الطبيب أو الشافي يسمى بالأكديّة آسو وفي المندائيّة هو أسي, ومنه كانت كلمة الآسي العربيّة والتي تعني الطبيب أيضاً.

حيث أنّ الشافي أسي هو الذي يعطي الأسو وهو الشفاء ومنها كلمة أسوثا التي تستخدم بصورة رئيسيّة عند إلقاء التحيّة للمندائيين. وأنّ التحيّة بكلمة أسوثا هي لا تعني فقط الدعوة بالشفاء للمتلقي, وإنما هي تعبّر عن فلسفة عميقة تكون خلالها الدعوة بأن يأتي الشافي الذي هو الحيّ العظيم أو منداادهيي ويشفي الشخص من خطاياه وذنوبه وهذا كان أقصى ما يتمناه كل إنسان.

“الملك السامي الذي كُله رَحمة، برحمَتِك ترحّم علينا.

الشافي (أسي) الذي يُشفي مُحبيه، أشفنا من خطايانا ولا تَحكُم عَلينا.

الشافي الذي يُشفي النشماثا، أشفنا ولا تَحكُم عَلينا.” الكنزا ربا اليمين

أنّ المندائيين ومن قبلهم أجدادهم في حضارات بلاد الرافدين, كانوا أناس مؤمنين جداً يحتل تفكيرهم هاجس واحد وهو التشبّه بالنقاء والطيبة والخير الذي هو من صفات الخالق في سبيل أن يذهبوا لعالم النور بعد أن ينتهي أجلهم في هذا العالم والذي يُسمى بعالم الظلام. بسبب كونه مليء بالمغريات والشرور التي تدفع البشر لارتكاب الخطايا في سبيل الحصول عليها. بينما أن تلك الأشياء الماديّة والمُتع الجسديّة هي لن تكون ذات قيمة عندما ينتهي أجل الإنسان. ولكنها ستحكم على نفسه وروحه بالفناء عندما لا يكون نقيّاً أو طيباً بصورة كافية لكي يذهب لعالم النور, والذي هو العالم الحقيقي والوصول له هو الهدف الأسمى لكل إنسان مؤمن.

“مَن يقُولُ لهم ألّا يُبَدِّلوا الطبيبَ العظيم, ولا يُبدِّلوا المصباحَ العظيم, ولا يُبدِّلوا منداادهيّي الَّذي سَيَقفُ لهم المساعدَ المُعين..” الكنزا ربا اليمين

1. مقالة: تاريخ الصيدلة في بلاد الرافدين، د. سعد الفتال، موقع الجزيرة
https://www.aljazeera.net/health/2018/3/26/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%AF%D9%8A%D9%86



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو إسحاق الصابي فخر الصابئة والمسلمين.
- نقد وتحليل // كتاب كِنزا ربا للدكتور منذر الحايك
- خدعة الديمقراطيّة.. واستعباد الشعوب
- مزادات بيع آثارنا المسروقة
- الآثار المندائيّة المُهمّشة والمنهوبة
- السلك الديني المندائي الذكوري.
- الآثار المندائيّة في الطِيب
- الويكيبيديا وتحريف التاريخ المندائي
- الحِقد على الحضارات الأصيلة
- شيوخ السُلالة الناصورائيّة المندويّة
- اللّغة الرافدينيّة المندائيّة والترجمة
- أين آثارنا الرافدينيّة المنهوبة؟
- المندائيّة الأخلاقيّة والغنوصيّة الإباحيّة
- حقيقة التصميم الذكي للحياة وإنهيار فكرة التطور والإنتخاب الط ...
- الحِبر المَندائي السرّي
- المطرقة والسندان إسرائيل وإيران
- الحَذر من الإسرائيليين والمدسوسين
- يهانا يَقول: لستُ يهوديّاً ولا أشربُ الخَمرة.
- يحيى بهرام ..والقصّة المُحرّفة!
- تطابق مخطوطات نجع حمادي المصريّة مع الفلسفة المندائيّة


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الطَبيب العَظيم غافِر الخطايا