أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين الغزواني - الماركسية: رؤية نقدية للواقع الاجتماعي والاقتصادي















المزيد.....

الماركسية: رؤية نقدية للواقع الاجتماعي والاقتصادي


صلاح الدين الغزواني

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 04:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


 مفهوم النظرية الماركسية:

سميت بذلك نسبة إلى مؤسسها كارل ماركس 1818-1883، فكارل ماركس هو فيلسوف
ومؤرخ اقتصادي وعالم الاجتماع، درس الحقوق تم الفلسفة، عاش لمدة طويلة في إنجلترا ورغم المشاكل الاقتصادية التي واجهته، قد استطاع الاستمرار وخصوصاً بفضل دعم
صديقه إنجلز المتواصل. من أهم مؤلفاته فلسفة الطبيعية /1841 الأيديولوجيا الألمانية
/1846 بؤس الفلسفة /1847 البيان الشيوعي /1848 رأس المال ...1867

تعتبر الماركسية مقاربة نقدية راديكالية تسعى الى تغيير الأوضاع الاجتماعية بشكل جذري،
حيت تأسست على أنقاض البنيوية الوظيفية، التي لا ترقى إلى مستوى المقاربة العلمية بل
هي فقط تبريرية تبحث عن مبرارت للواقع القالم، وبهذا يكون هدف المقاربة الماركسية هو التقييم والتقويم.
وعرف كارل ماركس أيضا بما يسمى بالمادية التاريخية والمادية الجدلية، كذلك تميز بنقده للنظام الرأسمالي، يعتبر من المدافعين عن مصالح الطبقة البروليتارية وينتقد الطبقات
المالكة لوسائل الإنتاج، كما أنه عرف بطابعه الثوري والدفاع عن مصالح الطبقة العمالية
وكان يندد بتغيير المجتمعات تغييرا جذريا بدل الإكتفاء بتفسير وتبرير الواقع المعاش، وهنا للإشارة يوجه النقد المباشر للنظرية البنيوية الوظيفية التي تحاول أن تفسر الواقع والمحافظة عليه. أفكار كارل ماركس كانت لها بصمة واضحة على مجموعة من الكتابات التي تندرج ضمن الماركسية، الشيء الذي جعل لكارل ماركس بصمة قوية على الفلسفة سواء الكلاسكية أو المعاصرة.
يرفض كارل ماركس مايسمى بعلم الاجتماع؛ لأنه مجرد تبرير لمجموعة من الأوضاع القالمة، و أقر تسميته بعلم المجتمع. رغم ذلك يعتبر كارل ماركس عالم اجتماع، لكنه عالم
اجتماع بطابع فريد من نوعه، فهو عالم اجتماعي اقتصادي، يؤكد بأنه لا يمكن تفسير المجتمع دون فهم لنظامه الاقتصادي، ولا يمكن فهم هذا الأخير إلا بالعودة لفهم الأسس التي يبنى ويشتغل عليها.

 السياق التاريخي لظهور هذه مقاربة:

الماركسية هي مقاربة ظهرت في سياق تاريخي تميز بالصراع النضالي والجدلي بين البورجوازية وبين الطبقة العمالية، وقد جاءت كرد فعل على سيطرة الرأسمالية على وسائل الإنتاج.
جاء هذا الصراع في القرن 19م الذي بدوره شهد مجموعة من التحولات؛ كالثورة الصناعية والثورة العمالية اللتان كانتا سبباً أو محطة رئيسية في زعزعة البنى الاجتماعية، مؤدية بذلك إلى التحول الاجتماعي والاقتصادي؛ نتج عنه مجتمع رأسمالي طبقي قائم على الصراع، حيث الظلم والتهميش، الذي كانت تعاني منه الطبقة البروليتارية جراء التعسف والبطش والإستلاب الذي كانت تمارسه الطبقة البرجوازية على الطبقة البروليتارية، وكذلك الإستغلال وهضم الحقوق والمعاملة السيئة في حق هذه الطبقة. كل هذه الأسباب والمعاناة أدت إلى اتحاد العمال وخلق ما يسمى بالثورة العمالية كتعبير عن أرالهم التي طالبوا من خلالها بمجموعة من الحقوق تتعلق بمصالحهم الخاصة.
إذن من خلال هذه الثورات ومطالب الطبقة العمالية ظهرت الماركسية كوحدة وكإطار يدافع عن حقوق الطبقة العمالية ويعبر عن همومهم. ويعتبر كارل ماركس من المنظرين للنظام الإشتراكي.
ساهمت مجموعة من الثورات العمالية في فتح المجال لهذا النظام لكي يظهر ويتطور وينتشر كالثورة التي عرفها الإتحاد السوفياتي بزعامة لينين.
كما أن هذه النظرية قد وضعت تطور تاريخيا للبشرية، التي قطعت عدة أشواط، حيث قسمت تاريخ المجتمعات البشرية إلى مجموعة من مراحل: بدءا بالمرحلة المشاعية أي لا وجود للملكية الخاصة والأراضي ملك للجميع، بمعنى كان الإنسان يعيش مع الطبيعة فقط وليس هناك طبقات اجتماعية وليس هناك نظام الاجتماعي معين، ويطغى في هذه المرحلة حق القوة أي القوي يأكل الضعيف، وتم الإنتقال من هذه المرحلة إلى المرحلة العبودية، وفيها ظهر صراع بين العبيد والأسياد حيث كان هناك إستغلال العبيد بشكل كبير وكان الإستغلال واضح ومباشر، أي أن العبد كان أداة للسيد الآمر.
مما أدى إلى ثورة العبيد وبروز النظام الإقطاعي الذي يتكون بدوره من طبقتين: طبقة الإقطاعين أي ملاك الأراضي، وهم كبار الفلاحين، وطبقة الأقنان المستغلة وتتميز هذه المرحلة أيضا بالصراع ، وهذه المرة كان الصراع قالما بين ملاك الأراضي والأقنان الذين يشتغلون عند الاقطاعين مقابل تحقيق الأمن الاجتماعي اي توفير الطعام والحماية في غياب لأي أجر مادي، وبعد ذلك جاءت مرحلة جديدة وهي المرحلة الرأسمالية كنتيجة للثورة الصناعية، قائمة على الصراع الذي لازال مستمرا بين الطبقة البرجوازية
التي تملك وسالل الإنتاج والطبقة البروليتارية التي لا تملك أي شيء غير جهد عملها، وقد وضع ماركس توجيهات نظرية للقضاء على هذا النمط، وقد أطلق عليه تسمية الديكتاتورية البروليتارية، وأخيرا تأتي بعدها المرحلة الاشتراكية، وبعد ذلك تنتقل الإنسانية إلى المرحلة الشيوعية حيث القضاء على الملكية الخاصة والقضاء على الطبقات الاجتماعية، وإشاعة الأموال.

 التصور النظري للنظرية الماركسية:

ينبني التصور السوسيولوجي عند كل من كارل ماركس وإنجلز على منظور مادي تاريخي وجدلي، بحيث أنهم يدعيان إلى إقامة مجتمع اشتراكي تسيطر فيه الطبقة البروليتارية على وسائل الإنتاج، وبالتالي فالنظام الاشتراكي عند كارل ماركس وجل الاشتراكيين هو نقيض
للنظام الرأسمالي، والمجتمع الاشتراكي يعني ذلك المجتمع الذي تكون فيه الطبقة العمالية والبروليتارية هي المسيطرة على وسالل الإنتاج.
إذن فبالنسبة لهم إذا انتقل المجتمع من نظام رأسمالي إلى نظام آخر اشتراكي، سينتج عنه مجتمع شيوعي، ويتميز هذا المجتمع الشيوعي بإنعدام الدولة والطبقات.


 التصور المنهجي للنظرية الماركسية:

بالنسبة للتصور المنهجي، فالنظرية الماركسية تستند على مجموعة من المفاهيم المنهجية، فهي تستند إلى مسألة المادية الجدلية التي أخدها ماركس من أستاذه "فيورباخ" الذي يعتبر أن المادة لها أسبقية على الوعي، أما بالنسبة للمنهج الجدلي فهو مفهوم أخده ماركس من أستاذه هيغل الذي يعتبر أن الجدل هو وجود أطروحة نقيض أطروحة تعطينا تركيب أو أطروحة جديدة، لكن اختلافهما كان جوهرياً في كيفية تطبيق هذا المفهوم وتوجيهه، فالجدل عند هيغل يتعلق بعملية فكرية تحدت داخل العقل وتتعلق بتطور الفكرة أي وجود أطروحة تناقض أطروحة وتعطينا تركيب جديد أو طروحة جديدة، فالجدل عند هيغل يرتكز على الفلسفة المثالية حيت أن الواقع المادي ليس سوى انعكاس للأفكار المطلقة.
لكن ماركس أخد الجدل الهيغلي وقلبه رأسا على عقب، فالجدل الهيغيلي، كما يقال، كان
يمشي على رأسه، بينما جعله ماركس يمشي على قدميه، ومعنى هذا أن الأفكار ليست نتاج
الواقع وإنما المفاهيم والتمثلات التي يحملها الناس عن الواقع.

 أهم الإنتقادات التي وجهت للنظرية الماركسية:

اعتبرت النظرية الماركسية فلسفة طوباوية ترتدي توب الأيديولوجيا الراديكالية، لأنها لم
تقف عند الكشف عن الطابع الإستغلالي للنظام الرأسمالي والتفسير الموضوعي للمجتمع.
صحيح يمكن القول عنها بأنها نظرية علمية موضوعية، ولكنها تجاوزت حدودها التحليلية المنطقية. لماذا؟ لأنها قامت على أفكار تنبئية، وتنبأت إلى ضرورة إقامة مجتمع بديل يقوم
على رؤية أيديولوجية اشتراكية، وهذا لم يقم ليومنا هذا، وبالتالي أصبحت مجرد تأملات فلسفية، لذلك صنفت أعمال ماركس وإنجلز تحت خانة علم الاجتماع الراديكالي.



#صلاح_الدين_الغزواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التأسيس للسوسيولوجيا
- الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كقاطرة لتحقيق التنمية
- الهوية تحث مجهر أمين معلوف
- العولمة كبراديغم للتفكير


المزيد.....




- الشرع يبحث مع المبعوث الأميركي وقائد القيادة الوسطى تعزيز ال ...
- الجيش الأميركي يعلن قتل قيادي في القاعدة بسوريا
- دوفيلبان.. خصم أميركا وخصيم إسرائيل الذي صفق له مجلس الأمن ط ...
- محادثات شرم الشيخ..تفاؤل إسرائيلي حذر وتخوّف من عقبات -حماس- ...
- انهيار أرضي يبتلع حافلة في الهند.. ويودي بحياة 18 شخصا
- عراقجي: إسرائيل تختلق -تهديدا وهميا- عن قدراتنا الدفاعية
- بوتين يكشف مساحة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا ...
- إسرائيل تستعد لاعتراض -أسطول الضمير- المتوجه إلى غزة
- نجاة رئيس الإكوادور من محاولة اغتيال في إطلاق نار على موكبه ...
- وزير خارجية بولندا يتهم روسيا بشن حرب هجينة على أوروبا


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين الغزواني - الماركسية: رؤية نقدية للواقع الاجتماعي والاقتصادي