سلام عبدالله – كاتب وصحفي وناشط يساري تعاوني من إقليم كردستان العراق - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تنظيم التعاونيات الحرة ردنا الاشتراكي على الوضع القائم، وفي مواجهة سلطة الرأسمالية المتوحشة.


سلام عبدالله
الحوار المتمدن - العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 23:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات     



من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -199- سيكون مع الأستاذ سلام عبدالله – كاتب وصحفي وناشط يساري تعاوني من إقليم كردستان العراق - حول: تنظيم التعاونيات الحرة ردنا الاشتراكي على الوضع القائم، وفي مواجهة سلطة الرأسمالية المتوحشة .




تفرض الراسمالية المعولمة في ارقي درجات تطوره(سلطة راسمال المالي المعولم) و عن طريق مؤسساته الفوق القومية (البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و ناتو و محكمة"العدل" الدولية...الخ) مقدسات الليبرالية الجديدة و سوقه الحر المتمثلة ب (خصخصة الاقتصاد، التقشف، حرية الاستثمارات الخارجية، ترشيق الدولة، الغاء حقوق و شروط العمل في الاقتصاد الكنزي من خلال حصان طروادة-المنظمات"الانسانية"-، الديون الخارجية). وهنا علينا ان نعيد السؤال التالي: ماالعمل؟ هل نكتفي بالاجتماعات الرتيبة في اغلب الاحيان داخل المقرات و تنظيم التظاهرات هنا و هناك و سرد الذكريات و البطولات؟ هل هناك مجال اخر للتغلغل في صفوف الجماهير و الاستماع إليهم و تبني احتياجاتهم (قدر الإمكان) و بذلك نهيئ ارضية داخل القاعدة لطرح البديل لانظمة الاستغلال و حروبهم؟



باعتقادي ان الحياة التعاونية تمثل الركن الاساسي لتعزيز ثقافة قيم و مبادئ التضامن الانساني الحر للمقهورين، انه و كسلطة، المقبرة الحقيقية لفائض القيمة و حروب سادته و أضطهادهم الطبقي. فمن خلال الاجتماعات العمومية في كل مكان و في كل مجال حول الحاجات الأساسية و المباشرة (ابنيه للورش التعليمية و التطبيقية و المراكز الصحية و المدرسة و الحضانة و المزراع و تعاونية المستهلكين...هتد) يتلمس الشعب يوميا و من خلال احتكاكه العملي و بغض النظر عن اتجاهاتهم الحزبية و المذهبية و القومية، سمو خيارنا و طريق خلاصه. هناك في اعماق و وجدان و وعي كل أنسان روح تعاونية متأصلة ويعبر عنه يوميا و بألف شكل و شكل، و لكننا كقوى يسارية لانخطوا خطوة عملية واحدة في تنظيمة و تعبئته، و لهذا يبقى في اغلب الاحيان كممارسات فردية معزولة عن بعضها الأخر، ناسين انه سلاحنا العملي الجبار و قادرون على تنظيمه كشكل من أشكال الحكم القاعدي للجماهير المقهورة.
هنا في قرية (سه ركه وتن) التابعة لمدينة خانقين- العراق لا توجد بناية مدرسة و دعونا الى عقد اجتماع عام شارك فيها أكثر من 40 مواطن-ة و بعد تبادل الاراء قررننا بالاجماع ان نبادر نحن و بارادتنا و قوانا العاملة و امكاناتنا المادية الضعيفة أولا الى بناء المدرسة بشكل تعاوني، و هكذا نحن الان و بمشاركة الطيبين في المدينة و الرفاق في المنفى و الذي لولاهم و تنظيمهم ل(حملة دعم تعاونيات خانقين) لم نتمكن ان نحقق ما حققناه لحد الان في اكمال بناية المدرسة.



لقد بادرت الى تشكل (لجنة العمل التعاوني) و قمنا سوية ولاول مرة في تاريخ مدينة خانقين بتنظيم (رياضة المشي)، كما نظمنا مع مدرسي اللغة الانكليزي لتدريس الطلاب بشكل طوعي و بدون مقابل و الآن يشارك 80 طالبة و طالبة في دورات التقوية في اللغة المذكورة(أي ضمان راتب شهرى ل 80 عائلة من دون ان نملك قرشا واحدا- كل درس يكلف عوائل الطلاب مايقارب 500الف دينار و يضطر الكثيرين منهم القرض لتسديد اسعار الدروس!) و قام بعض الشباب بالعمل الطوعي لبناء بيت لاحد العوائل و بادرت سكان احدى الحارات – المحلات بأنفسهم العمل لصب شارعهم و تأسيس ونصب المجارى تعاونيا. وخلال هذة الفترة قمنا سوية بزيارة (الدكاترة و الحلاقين و الخبازين و السواق) المشاركة في تعين ساعة أو نصف يوم لتقليل الاسعار و تعاون الجميع بروح انساني رائع مع الحملة. رغم كل ذلك فان عملنا يملئه الأخطاء هنا وهناك و أحيانا سوء فهم و نواقص في مجالات اخرى. كما واننا بصدد تشكيل تعاونيات زراعية و دورات لتعليم الحياكة و سياقة السيارات و الدراجات للنساء. في هذا الوقت بادر بعض رفاقنا ورفيقاتنا في مدينة كفرى بتأسيس مكتبة بشكل تعاوني و رفاق ورفيقات في مدينة كلار بصدد تشكيل ورشات تعاونية لتعليم الاعمال الكهربائية و ميكانيك السيارت و تقديم دروس في الكومبيوتر و الكتب المدرسية.



نعمل جاهدا في ظروف قاهرة و بامكانات شبة معدومة و بأساليب بدائية و (بصبر ايوب) لإعادة الارادة للقوة الجماهيرية من أجل بناء ارقي أشكال الإنسان (الفرد التعاوني) و مواجهة سلطة الرأسمالية المتوحشة، انه امتداد ل(حديقة ابيقور) و كامل تجارب التعاونيات هنا و في كل مكان والذي يوحدنا كأحزاب و افراد و منظمات يسارية بشكل ميداني. هنا الوردة، تعالوا لنرقص هنا!