لنكافح ضد العطالة الجماعية وأسبابه الرأسمالية !


سلام عبدالله
الحوار المتمدن - العدد: 501 - 2003 / 5 / 28 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لنتعلم من النضال النموذجى للعاطلين عن العمل في فرنسا !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      يسود اليوم في المانيا كما في فرنسا واسبانيا وايطاليا وتركيا و بولندا الخ..الملايين من العاطلين عن العمل وتتواصل عددهم في الارتفاع، وهذا مايعني المزيد من الفقر الجماعي.  ولتبرير العطالة و قطع الطريق عن كل احتجاج نضالي ضده، يقوم الرأسماليين بنشر مختلف الاكاذيب الرجعية، أذ يصفون العطالة الجماعية فقط كنوع من"عطب"عابر للرأسمالية ويمكنهم بانفسهم القيام بتصليحه، أو انهم يتصرفون بشكل، وكأن أدخال التكنيك والمكائن الجديدة في العملية الانتاجية "بحد ذاته" السبب في البطالة الجماعية. ان الراسماليين يقومون سنة بعد الاخ؛ وشهرا بعد الاخر باستهمال الجماهير المليونية بتقديم الاعتذار حول عدم امكانية رؤية"تحول" في الاوضاع حاليا. وترابطا مع تلك التوجهات، يضرمون نار الأفكار الشوفينية ـ العنصرية وذلك في بأدعائهم ان جذور"البطالة"تقع في"الزيادة السكانية" وفي مقدمتها في البلدان التابعة، حيث ان  شعار النازيين" أيها الأجنبي اخرج" عبرت عن قمة تلك التوجهات، وفي نفس الوقت يسوء وضع العاطلين دون أبطاء من جراء التفاقم العنيف للتشديداتـيقصد أجراءات تخفيض الضمانات الاجتماعية(المترجم) .
ان الرأسماليين المنتفعيين يعتمدون في كل ذلك على عزلة العاطلين ويزعمون ان هؤلاء وتحت وطأة ظروفهم القاهر يستسلمون للعجز، كما ويزعمون ايضا ان العاطلين لاأمل لهم في الحصول على التضامن من العمال و العاملات و الكادحين الاخرين. غير ان عشرات الالاف من العاطلين والعاطلات في فرنسا قالوا"وكفى"وشرعوا في النضال ضد العطالة و أثبتوا امكانية النضال الضغط على الطبقات الحاكمة؛ متضامنين مع بعضهم دون أكتراث بالأنتماءات القومية و الوطنية؛ متحدين مع جميع الضحايا والمضطهدين الاخرين للرأسمالية وأثاروا في نفس الوقت ايضا قاموا ولأكثر من مرة قضية الاسباب الجوهرية  للعطالة على بساط البحث؛ تلك الاسباب الجوهرية التي وكون تقع في صميم نظام الربح الرأسمالي .
           Der Kampf der Erwerbslosen in Frankreich         
                                   نضال العاطلين عن العمل في فرنسا

وصل عدد العاطلين المسجلين رسميا الى مايقارب2،3 مليون مواطن، أى 4،12%من السكان القادرين على العملـ1ـ، ولكن العدد الحقيقي تقدر ب(7)ملايين عاطل في البلاد:2،3مليون بدون عمل؛ مليون مواطن و مواطنة مجبرين للحصول على المساعدات الاجتماعية؛ واحالة مليون انسان قسرا الى التقاعد قبل انهاء سنوات العمل المطلوبة؛ 8،2مليون انسان يعملون طبق عقود عمل شاقة ومحرجة، ونصف مليون شاب و شابة بدون عمل.ـ2ـ:
ان كل من يرمى من قبل الرأسماليين على أرصفة الشوارع، يسقط بسرعة في هوة الشقاء، اذ ان العاطلين يتقاضون70%من نسبة اخر أجر لهم كراتب للعاطل، وفي خضون كل أربعة أشهر تخفض17%وعلى التوالي من الراتب المذكور حتى لايبقى منه شيئا، وبعد ذلك يبقى للمعيشة فقط مايسمى"الدعمـ التضامني"أو المساعدة الاجتماعية التي تعادل مايقارب650ـ700 مارك شهريا، علما ان البالغين دون سن25 لايحصلون حتى على تلك المساعدات الاجتماعية ـ3ـ .
ان أكثر من ثلث العاطلين اجبروا على العطالة منذ اكثر من عامـ4ـ، فما لايقل عن 500000 عاطل محتاجين ل: المساعداتـالتضامنية " التي تصل الى2300 فرانك(650 مارك)، ومليون منهم على"أقل معدل دخل لاعادة الاندماج"(المساعدات الاجتماعية) ـ5ـ. فحسب أحد الدراسات، يجبر اليوم في فرنسا مايقارب6ملايين انسان العيش على المساعدات الاجتماعية و العطالة واقل نسبة من الراتب التقاعدي ومساعدات المعوقين، اضافة الى8،2 مليون" عامل و عاملة يعيشون في حالة الفقر"، وهؤلاء تتاح لهم فرص العمل ولكن جلهم لهم فرص عمل مؤقتة وباجرة عمل لاتصل الى5000 فرانك(490،1مارك) شهريا، اي ان11% من السكان يعيشون دون المستوى الرسمي للفقر، أي مايقارب 3,300 فرانك (مايقارب 970 مارك ) ـ6ـ .
وعلاوة على ذلك يوجد الالاف الناس بدون أوراق (Sans papiers)، أي اولئك الذين يعتبر وجودهم في فرنسا"غير شرعيا"وترفض الحكومة تزويدهم بمستمسكات الأقامة الشرعية فهم مرغمين ومنذ سنين العيش على تضامن اصدقائهم و صديقاتهم، أي عن طريق"العمل الاسود"، كما وانهم مهددين على الدوام بالطرد وأوضاعهم وشقائهم قاسية بشكل لامثيل له .
                                         ...........
Ausloeser der Proteste
                                أسباب تفجــــير الاحتجاجات    
             في يولي1997قرر الحكومة الفرنسية مايسمى ب"أصلاح"مساعدات العاطلين (UNEDIC )ولكي تكون تاثيرات  تلك الاصلاحات " فعالة " أوعزوا الى المنظمات المحايدة من الان فصاعدا بأدارة تنظيم"الاصلاحات"على شاكلة صندوق للمالية. وكانت عواقب تلك الخطوات للكثير من العاطلين تعني حرمانهم من الحصول على المساعدات الاستثنائية بعد الان، لان الطرف المسؤول مباشرة في دائرة مساعدة العاطلين اصبح غائبا. وكثيرا ما كانت صندوق مساعدات العاطلين في السنوات الماضية تصرف مبالغ اضافية مع حلول عيد الميلاد والتي عن طريقها مكن العاطلين الى حد ما من ترقيع أسوء ثقوب ميزانيتهم البيتية، ولكن قرارات " الاصلاحات " الجديدة حولت دون تلك الامكانيات .
ان التنظيمات المستقلة للعاطلين عبروا عن أحتجاجاتهم ضد تلك التشديدات الواقعية التي دخلت في 1/اكتوبر1997حيز التنفيذ، وترابطا مع تلك الاحتجاجات رفعت مجموعة من المطاليب الأساسية :التراجع عن"الأصلاحات" التي صدرت في2/يولي/1997؛ زيادة المساعدات الاجتماعية ومساعدات العاطلين الحالية2,430 فرانك(730 مارك) بزيادة 500،1 (450 مارك) فورا و للجميع؛ ودفع الاجر الاضافي لنهاية العام بمبلغ3000فرانك(مايقارب 900 مارك)للعاطلين والتى تناسب الراتب الأضافي الذي يحصل عليه العاملين والموظفين في نهاية كل عام؛ ومطلب تنفيذ 35 ساعة عمل في الاسبوع فورا .

                          ..........................................
Die Kaempferischen Merkmale der Erwerblosenbewigung in Frankreich
                            السمات الكفاحية للعاطلين في فرنسا  
          في بداية ديسمبر/1997شرعت الحركة الحالية للعاطلين بنشاطاتهم من مدينة مرسيليا واعتصموا في11/12/داخل أحدى مكاتب صندوق العاطلين ، كما وكانت المنطقة المتاخمة للحدود البلجيكية التي تعاني من العطالة بشكل خاص نقطة انطلاقة اخرى لهذه الحركة النضالية التي أخذت في الاتساع لتشمل جميع مناطق فرنسا. وفي بداية شهر ينوري أعتصم العاطلين في وقت واحد داخل30مكتبا للعمل في مختلف مدن فرنسا؛ ونفذت يوما بعد الاخر أحتجاجات نضالية مختلفة، ومنها محاصرة محطات القطارات واشغال شبكات السكك الحديدية والاعتصام داخل مختلف المباني الحكومية وتنظيم المظاهرات. ان السمات البارزة بشكل خاص لحركة العاطلين في فرنسا حسب أعتقادنا تتكون من:
+  الطابع العنفي للأعمال الاحتجاية
   لقد انتجت حركة العاطلين قبل كل شيئ ضغطا حقيقيا على حكومة الامبريالية الفرنسية ، وذلك لانهم نفذوا فعاليتهم دون ان يعيروا أية أهتمام  بما"يسمح "لهم القوانين البرجوازية أو لاتسمح. وهكذا ففي مدينة ارلس هاجم20عاطلا عن العمل في11/1/1998ـ بعد ان طاردتهم الشرطة من أحدى مكاتب العمل ـ مبنى بلدية المدينة  وأحتجزوا أثنين من نواب محافظ المدينة ـ7ـ. ومما لاشك فيه ان أحتلال بورصة التجارة في باريس في13/1/199من قبل500عاطل كانت ذروة تلك الفعاليات، اذ انهم أستهدفوا وبوعي"رمز الرأسمالية"، وتحصنوا داخلها؛ مدافعوا عن انفسهم من خلف المتاريس التي بنوها من كراسي و مناضد البورصة لصد هجمات الشرطة التي تقدمت ضدهم بالغازات المسيلة للدموع ولكنهم قذفوا قوات الشرطة التي طوقت المكان بالكراسي و الوسائل الاخرى من الطابق الثاني؛ وفي هذا الاثناء عقدوا اجتماع لتبادل الاراء حول كيفية مواصلة المقاومة .
++ ان أحدى السمات الكفاحية الاخرى للعاطلين في فرنسا هو، انها تقف  بتراصف وبقوة في علاقات تضامنية متقابلة مع الحركات التقدمية الاخرى كحركة"سانس بابيرس"وحركة المشردين، كما و يستهدفون الاندماج  بشكل خاص مع العمال و العاملات ويتعاملون طبقا له .
+++ قامت منظمة العاطلين(لنعمل سويتا ضد العطالة!) قبل وقت طويل في تظاهرة لها امام أبواب شركة رينوالت وفي أثناء راحة الظهر قاموا بالمناقشات المشتركة مع العمال و العاملات .
++++  التضافر المتلاصق مع حركة (سانس بابيرس)، اذ انهم و بعد ألانتهاء من أحتلال بورصة التجارة في13/1/1998نظموا تظاهرة محظورة من البورصة الى مكان عقد الاجتماع الجماهيري لحركة سانس بابيرس ضد القوانين العنصرية الصادرة أمام مبنى البرلمان. ففي اثناء التظاهرة  هتفت شعارات ضد العطالة ومن أجل حق البقاء لجميع اللاجئين"غير الشرعيين"، مثل شعار" بدون عمل، بدون سكن، بدون أوراق، نضالنا مشترك".وعندما أحتل العاطلين في مدينة اراس(شمال فرنسا)احدى الشوارع السريعة، حصلوا خلالها على تبرعات بلغت الالاف الفرنكات، وأرسلت نصفها الى حركة(سان بابيرس) المضربين عن الطعام في مدينة(Lille).

+++++عبر تنظيم الفلاحين(Confederation Paysanne)عن"تضامنهم مع نضال العاطلين عن العمل و أتحاداتهم  الذين يقودونه منذ عدة أسابيع . ففي مختلف المقاطعات شاركت تنظيم الفلاحين في نشاطات العاطلين"(عن بيانهم الصادر في 15/1/1998) .

++++++ ان الصلات مع حركة الشبيبة التقدمية ذوو أهمية بالغة ، حيث ان نسبة العاطلين من الشبيبة في فرنسا تصل الى25%. ففي السنة الماضية وقعت أحتجاجات مظفرة من قبل الشباب ضد تخفيض نسبة صعود الدخل و حدثت تظاهرات وأشتباكات في الشوارع ونشاطات مختلفة في مدن عديدة و رغم القمع خرج المقاومة منتصرا، فيما ان مخططات الحكومة أختفت(الى حين) ثانية على أدراج المكاتب .     
ان أحتجاجات العاطلين تداخلت في نهاية العام1997/1998مباشرة مع أحتجاجات الشباب العنيفة، والتى اثيرت جراء مقتل شابين قبل حلول عيد الميلاد بيومين. ففي منطقة(Dammerie - Les - Lys) على اطراف باريس أطلق شرطية الرصاص على شاب بلغ 16 عاما كان يسوق سيارته وأجتاز نقطة تفتيشهم دون توقف وقتل على الفور. وبعد ساعات قليلة من هذا الحادث أطلق الشرطة النار على فابريسه فيرناندز ـ صاحب عائلة ـ في داخل احدى مخافرهم في مدينة ليون . وقد رد الحكومة على الأحتجاجات العادلة للشباب بالعنف وتنفيذ عقوبات قاسية والاعلان عن اجراءات جديدة لتشديد القوانين .

+++++++ وعلى العموم لم تتمكن الحكومة وعناصره في داخل مراكز لجان العاطلين (سي جي تي) و(سي ئيف دي تي)من عزل حركة العاطلين عن الجماهير الكادحة، اذ انه وبالعكس تماما، فان الاكثرية الواسعة من الجماهير عبرت عن تعاطفها مع أهداف و نشاطات العاطلين المناضلين . وقد أكد ذلك أيضا استفتاء قامت بة جريدة(لي باريسين في31/12)، حيث عبر63%من المستفتئين عن تضامنهم و تعاطفهم مع حركة العاطلينـ 8ـ. والجدير بالذكر، فان عمليات الشرطة في أخلاء مكاتب العمل و المؤسسات الاخرى من العاطلين المعتصمين استهدفت أيضا اضعاف تضامن"المراجعين" لتلك المؤسسات مع حركة العاطلين. فمثلا عندما حاولت احدى ادارات فرع شركة الكهرباء الحكومية طرد العاطلين المعتصمين بالعنف، حال المراجعين المتواجدين هناك سويتا مع العاطلين دون ذلك . ـ9ـ

++++++++ الترابط بين النشاطات و المناقشات
جاء في بيان(اننا لاشيئ، لكننا سنصبح كل شيئ!) الصادر في15/1/1998عن العاطلين المعتصمين في مدرسة التعليم العالي ـ للنخبة في باريس مايلي : " اننا نقوم بالأعتصام في داخل هذه المدرسة، وتأتي محاولتنا هذا لأسباب عملية مباشرة متوخين من ورائه فتح مكان للجميع لكي نتمكن في داخلها التطرق الى كل المسائل التي تقتضي المناقشة، أذ انه فقط  و بواسطة هذا المكان يتاح لنا الفرصة لكي نكون في امان ولو لأيام معدودة بعيدا عن قوى النظام. ان عزل الافراد هو السبب الرئيسي في أضعاف تقدم نضالنا، كما وانه سلاح ثمين بايدي السلطة الحالية، وهذا هو بالضبط ما يجب علينا تحطيمه " .

                               ..................................
Die Politik der Regierung der fransoesische Imperialisten : Zukerbrot und Peitdsch   
                     سياسة حكومة الامبريالية الفرنسية : الترهيب و الترغيب
     لقد أقدم مايسمى ب"حكومة اليسار" بالرد على حركة العاطلين بالتكتيك البرجوازي المزدوج : فمن جهة  تقدمت بالوعود الكاذبة وبعض الاعترافات، كي يتمكنوا من  خنق الحركة ، ومن جهة اخرى واجهوا نضالات العاطلين بالوسائل القمعية للشرطة. ففي ليلة10ـ11/1/1998دعوا  رجال الشرطة لأخلاء مكاتب العمل من العاطلين المعتصمين. وحقا انهم لم يتمكنوا حتى الان بكلا الوسيلتين من تحقيق أهدافهم. وقد جاء في بيان للمعتصمين حول اجراءت الاخلاء مايلي"انكم تتمكنون من طردنا، لكنم لاتتمكنون من اجبارنا على الاختفاء"ـ10ـ، وفعلا قام العاطلين مباشرة بعد ذلك بأعتصامات جديدة . انه وحتى ان مايسمى ب" التساهل مع البعض"من قبل الحكومة نظر اليها بدقة من قبل العاطلين وكانت ترفض في اكثرية الحالات ، كما وعرت منظماتهم جميع المناورات، بعد ان اثبتوا ان الاصلاحات المعلنة لا يجلب لجميع المعنيين(العاطلين) غير زيادة مايقارب30ماركا في الشهرـ11ـ.
لقد اصبح واضحا للعاطلين، ان الحكومة تبقى بتعنت في وجة مطاليبهم الرئيسية في الزيادة الشاملة لمساعدة العاطلين والمساعدات الاجتماعية وكذلك الراتب الاضافي في نهاية العام. ان وظيفة هذه الحكومة هو اداء دور الوكيل للأمبريالية الفرنسية لتأمين وتنفيذ مصالحه الرجعية على الصعيد الداخلي و الخارجي، حيث ان غطاء"اليسارية"تخدم هذا الدور. ومع نموذج"الحكومة اليسارية" ينبغي الوصول الى ما لايمكن لحكومة رجعية الوصول الية في مثل هذه الاوضاع:   خنق الحركة التقدمية للعمال و العاملات والكادحين الاخرين؛ اي جميع المضطهدين و المستغلين من قبل الرأسمال بواسطة ممارسات ديماكوكية أجتماعية ماهرة. ان الحركة المستقلة للعاطلين ونشاطاتهم الاعتصامية تمثل شوكة في عيون جميع القوى الرجعية: ان مارتينه اوبرى وزيرة العمل"عن الحزب الاشتراكي"طالبت من العاطلين أنهاء" الاعتصامات الغير شرعية لمكاتب العمل "، واعتبرتها"غير مبررة أطلاقا"ـ12ـ. وعبرت وزيرة البيئة(Voynet) بوضوح عن تحفضاتها بصدد عمليات الاعتصامات ، وقالت في مقابلة اذاعية " اقيم الحوار ، وليس هناك أية مببر للحول دون اداء الموظفين لاعمالهم الاعتيادية في مكاتب العمل ". كما ورحب وزير النقلJean - Claude Gayssot حرفيا بقرار جوسبين  في10/1/1998 القاضي بأخلاء مكاتب العمل من العاطلين المعتصمين ، وقال " انني أتضامن"ـ لم يقصد التضامن مع العاطلين، بل مع مجلس الوزراءـ، فيما تحفض مركزCGT بصدد أحتلال بورصة التجارة في باريس. وعبر" المعارضة " الفاشية " الجبهة القومية " بوضوح عن وقوفها ضد حركة العاطلين ، اذ ان فاشيي الجبهة القومية يشتمون على حركة العاطلين و بنفس الدرجة على حركة المشردين و" بدون اوراق" وكتبوا: " بعد اداء رقصة السمبا من قبل بدون ـ اوراق و رقصة رومبا للمشردين جاء الان دور رقصة سالسا للعاطلين"ـ15ـ. ورغم هذه الاهانة العلنية لم تسمح ولم تدع لا للمشاكسات الديماكوكيية ولا لمحاولاتهم  بالحصول على أية موقع قدم داخل حركة العاطلين. ان المخاوف الكبرى لجميع القوى الرجعية تأتي من المشاركات اليومية  للالاف النشطاء في حركة العاطلين المناضلة التي تتجه نحو التوسع ، ومن أرتباطها  المتزايد بحركة العاملات و العمال والحركات الكادحة الاخرى في المصانع ومع الحركة التقدمية للشباب . 

                                     +++++++++++++++
      وحول أهمية هذه الحركة قال احد فعالي AC! "ان المهم في حركة كحركتنا، هو اننا رفعنا رؤوسنا ثانية ، وكون اننا أثبتنا للاخرين انه بالامكان ان نناضل"ـ16ـ . ففي هذا النضال ـ كما في النضالات الاخرى ـ تكمن مشكلة كبيرة ، الا وهو ان قوى تحريفية و اصلاحية يدخلون مواقفهم الاصلاحية الى ساحة النضال ، وهكذا تنشر مثلا أوهام أمكانية القضاء على العطالة من خلال تقليل ساعات العمل في اطار النظام الرأسمالي، وفي الوقت نفسه تقوم مختلف القوى الوفية للرأسمال أيضا بنشر سموم القومية الشوفينية بين الجماهير ، وذلك بالمحاججة ب" الكرامة القومية " الخ.. . وهذا ما يبين لنا اليوم ايضا في فرنسا ضرورة ايجاد حزبا شيوعيا ثوريا حقيقيا يكون في موقع يتمكن فيها من نقل الوعي الطبقي البروليتاري الى الطبقة العاملة ، ولتشمل جميع النضالات العادلة والقيام بمحاربة الاصلاحية و التحريفية بقوة ؛ والعمل كمركز للنضال السياسي لتهيئة الثورة البروليتارية .  
ان حركة نضالية وبالتحديد حركة العاطلين في فرنسا تتيح لنا الحالة العكسية أيضا، وذلك في وجود امكانية كبيرة للعمل بين صفوف المليتانتيين و الجماهير الواسعة؛ وفي المشاركة في المناقشات حول المبادئ الاساسية للتقدم نحو الامام، أذ يتم حاليا وبشكل واسع مناقشة بيان العاطلين الذين أعتصموا في المدرسة العاليا للنخبة(باريس) في15/1/1998، وهذا ما يبين لنا ثانية، حول ما ينبغي مناقشتة : انه لمعروف لنا، أي تهديد يقف وراء حصول الربح الراسمالي من حجم العاطلين واية ضغط تشكله ضد كل كادح ، وهكذا فان العطالة يشكل ايضا وسيلة مؤثرة لتأمين المجتمع و شقائة. ولكن البطالة تشكل ايضا الضرورة الحتمية للرأسمالية، و لايقدر في مواجهته فعل اية شيئ. ان مشكلة العطالة تطرح مشكلة بقاء الرأسمالية، والمهم الان هو ان النضال ضد الاضطهاد و الاغتراب تنظم نفسها  بنفسها"(مقتطف من بيانهم بأسم"نحن لاشيئ، لكننا سنصبح كل شيئ " ) .

                                المسائل المبدئية للنضال ضد العطالة                                                            

         أسبــــــــــــــاب العطالــــــــــــــــــة
 تسمى العطالة من قبل الدولة الالمانية و ممثليها رسميا ب"البطالة"، حيث يستهدفون من وراء ذلك التستر على حقيقة ، كون ان هناك فرص عمل كافية لجميع الكادحين و ليس هناك نقص في فرص العمل، بل في امكانيات كسب العمل. ان مايجب ابرازه مركزيا هو: ان النظام الراسمالي ككل هو المسبب للعطالة الجماعية . ان ماركس  اثبت لنا في" الرأسمال " ان : انتاج فائض القيمة أو تحقيق الارباح هو القانون المطلق لطريقة الانتاج الرأسمالي" (كارل ماركس ، المجلد الاول، 1867، الاعمال الكاملة لماركس و انكلس /23 ، صفحة 647 ) .
     تقوم الدستور الاقتصادي في المرحلة الامبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية بضمان اقصى الارباح للرأسمال المالي من خلال اضطهاد و خراب وشقاء كادحي" بلدانهم"؛ ومن خلال استعباد ونهب الشعوب الاخرى، وخاصة للبلدان التابعة للامبرياليين، ومن خلال سياسة العسكرة والحروب الامبريالية التي تخدمهم  لتحقيق أقصى الارباح . وتحت سيادة قوانين كسب الارباح هناك نفس جوهري لهذا النظام الا وهو: ان راسمالي واحد يتضارب مع رأسماليين كثيرين وحتى الموت، وهذا ما يعني أنه في صراعهم على الحياة و الموت من أجل الحصول على اقصى الارباح، يطمح الرأسمالي الى أزالة منافسيه وأبتلاع معامل المربحة للأخرين لكي يصبح بنفسه دائما أكثر كبرا وضخامة وقوة.
فعلى أساس المنافسة الامبريالية يكون الراسمالي مجبر بدرجة عالية في أدخال التكنيك والوسائل الانتاجية الجديدة، كي يزيد من أستغلال العاملات و العمال ومعها تحقيق أقصى أرباحه، وعلى نفس الاسس تنشأ لامحالة الجيش الاحتياطي الصناعي؛ جيش العاطلين. ان المدافعين و رجال الدعاية للنظام الرأسمالي القائم يروجون التصورات الخاطئة في كون ان أدخال التكنيك والمكائن الجديدة هو المسببة للبطالة ، الا ان ماركس قام بأكتشاف جميع الاوجة غير المنطقية لأسلوب الانتاج الراسمالي وكذلك أمكانيات التكنيك الجديدة، حيث كتب: انه لحقيقة ساطعة، كون ان الالات بحد ذاتها غير مسؤولة في" أبعاد"العمال عن المواد الغذائية" (نفس المصدر). ان عبارة "بحد ذاتها " تعني: بغض النظر عن الشروط المعطاء، و بدون جنون الراسماليين في أستعمال الالات . ان كل من يفكر بموضوعية يشير فورا الى ان في أدخال كل ماكنة جديدة تعمل بطريقة أسهل وبوقت عمل اقصر يجب ان تؤدي الى زيادة المؤنة للمجتمع ، ولكنة في النظام الرأسمالى نلاقي بالضبط  العكس تماما، ومثلما قال ماركس: "ثم ان الالات بحد ذاتها تعني تخفيض ساعات العمل وعند استخدامها رأسماليا تؤدي الى أطالة يوم العمل؛ ونفس الشيئ ، فانه بحد ذاتة تؤدي الى تسهيل العمل، ولكن استخدامها رأسماليا تعني زيادة شدته ؛ كما وانه بحد ذاتها تمثل أنتصارا للأنسان على قوى الطبيعة، ولكن أستخدامها رأسماليا تعني أستعباد الانسان من قبل قوى الطبيعة؛ انه و بحد ذاتها تؤدي الى زيادة ثروة المنتجين، ولكن استخدامها رأسماليا تؤدي الى أفقاره ".( نفس المصدر، صفحة 465) .
ان الذنب ليس في أدخال التكنلوجيا الحديثة"بحد ذاتها"في العملية الانتاجية، لابل انه ووفق المستوى الحالي للقوى الانتاجية يكون بالأمكان  تنظيم الأنتاج  بعيدا عن التوجهات نحوتحقيق الأرباح ، ان يحصل كل انسان على العمل والمواد الغذائية بشكل كافي. كما وان الذنب ليس" الزيادة السكانية " المفتعلة، حيث أنها لايعني غير عدم توفير العمل والمواد الغذائية لقسم من سكان العالم و أسبابها تعود الى النظام الرأسمالي .
   وقد فسر لينين بأسلوب رائع مسألة أكتشاف طريقة الحصول على الغاز من طبقة الفحم الحجري من قبل عالم الكيمياء الانكليزي ريمسي، اذ قال: ففي ظل الرأسمالية يتم" أخلاء "فرص العمل من الملايين مع التغلب على الفحم وتسبب لامحالة في العطالة الجماعية لعمال المناجم ، كما وتؤدي الى زيادة عنيفة للشقاء وسوء أوضاع العمال. ان الارباح التي تتحصل من وراء الاكتشاف العظيم تذهب الى جيوب روكان و روكه فيلر، ريابوشنسكي و موروزوف وتوابعهم من الحماة و المدراء و البروفيسورية والخدم الاخرين للرأسمال، بينما في ظل النظام الاشتراكي تؤدي أستعمال طريقة ريمسي التي أدت  الى" أخلاء " فرص العمل من ملايين  العمال الى تقليل ساعات العمل اليومي للجميع وفورا من ثمانية ساعات مثلا الى سبعة ساعات ،أو حتى الى ساعات أقل من ذلك ..."(لينين"أنتصار كبير للتكنيك"،1913 المجلدات الكاملة ،المجلد 19، صفحة43 باللغة الالمانية).         
                                                                 ....................
                                       
العمال و العاملات العاطلين جزء من الطبقة العاملة
يتألف العاطلين من مختلف طبقات المجتمع ويشكل الطبقة العاملة القسم الأعظم منهم؛أي بروليتاريي المدن و الارياف . ويجب ان تكون نواة  منهجنا اكثرية جماهير العاملات و العمال العاطلين كجزء من الطبقة العاملة ، كما وانه في مواجهة تبريرات أبواق الاعلام البرجوازي، يجب المطالبة بشمل أوضاع العاطلين أيضا في أصدار كل قرار مع أوضاع الطبقة العاملة .
"عندما يتم الكلام حول الوضع المادي للطبقة العاملة ، يتجه الأنظار بحكم العادة الى العمال المنتجين ويهمل الوضع المادي لما يسمى بالجيش الاحتياطي للعاطلين عن العمل. هل من الصحيح عرض الوضع المادي للطبقة العاملة بهذه الطريقة ؟ انني اعتقد انها غير صحيحة. فاذا كان الجيش الاحتياطي  العاطل موجودا وافراده غير قادرين على العيش بغير بيع قوة عملهم، اذن فانهم الطبيعي يشكلون جزءا من الطبقة العاملة ، ولكن اذا كان العاطلين جزءا من الطبقة العاملة، اذن لايمكن ابقاء وضعهم البائس بعيدا عن التأثيرات على الوضع المادي لاولئك العمال الذين يشتغلون في الانتاج. ولهذا أعني انه في حالة وصف الوضع المادي للطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية، يجب ايضا مراعات وضع الجيش الاحتياطي للعمال العاطلين عن العمل"( يوسف" المشاكل الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفيتي"1952، المجلد15من الاعمال الكاملة ، صفحة 335 ) .
ان فهم العاطلين من العمال و العاملات كجزء من الطبقة العاملة تشمل أيضا مسألة التنظيم الشيوعي، حيث ان الخلية تشكل أساس التنظيم الشيوعي، وان الشكل الحاسم للخلايا هو خلايا المعامل، لان الواجب الرئيسي للحزب الشيوعي هو توعية و تربية الطبقة العاملة، وهناك فقط  يمكن تحقيقها بافضل الاشكال، أي في المكان التي تتمركز فيها العمال و العاملات التقدميينـ وقبل كل شيئ في المصانع الكبيرة للرأسمال . بهذا الفهم يسري العمل طبق"يجب ان يكون كل مصنعا قلعة لنا "(لينين)، كما و يجب ايضا ان يكون للحزب الشيوعي وحدات اساسية  في صفوف العمال و العاملات العاطلين كما لايمكن الاستغناء عن الخلايا التنظيمية في الشوارع و الحارات و يجب ان يكونوا في ترابط محكم مع خلايا المصانع .
                                   ..................

                                         العطالة الجماعية في المانيا                                                  
          
         في المانيا تقدر عدد العاطلين عن العمل وفق الاحصائيات الرسمية بأكثر من 4,8 مليون انسان بدون عمل، وفي الحقيقة تصل عددهم الى مايقارب7ملايين، اذ ان الرأسماليين يستهدفون بواسطة تلك الاحصائية  و بكل وعي تزوير عدد العاطلين، حيث ان الذين لايعدون هم:
ـ العاطلين منذ امد طويل الذين لا يحصلون على مصروفهم من ما يسمى ب" ضمان العاطلين"،
ـ النساء اللواتي لم يحصلن على العمل
ـ الكادحين الذين يتم تأهيلهم
ـ اولئك الذين يعملون بشكل وقتي ضمن وضائف ABM ( اجراءات ايجاد العمل )
ـ العاملات و العمال الذين يعملون لفترات قصيرة
ـ كادحي البلدان الاخرى المجبرين على العودة الى بلدانهم ، نظرا لأزدياد العطالة
ـ المحالين على التقاعد قبل اوانه والشباب الذين يكملون تأهيلهم المهني ويرسلون ثانية "لمواصلة التاهيل " أو ماشابهه .
هؤلاء جميعا لايتم أحصائهم، وذلك كي يتمكنوا من تبرير الاوضاع القائمة والتستر على حجم العطالة التي تتواصل نحو المزيد من البؤس . وتوصل " تقرير مجلس الخبراء حول مجمل التطور الاقتصادي" الى وجود مليونين اضافييين من العاطلين ، وعلاوة على ذلك فهناك عدد كبير من من مايسمى ب"العاملين بأجور تافهة " ، كما وهناك مايقارب4,5 ـ 6 ملايين ممن يعملون طبق " اشغال ب610 مارك " وتتجه اعدادهم  نحو التزايد، اذ انه وفقط مجال التجارة بالمفرد توجد اكثر من نصف مليون عامل مساعد ـ17ـ .
وبالضبط ان عدد الكادحين الذين يطردون من العملية الانتاجية تشير الى  الأفقار المطلق ويظهر ذلك بوضوح  اكثر في: تزايد عدد العاطلين منذ  أمد طويله ايضا بين الشباب . ففي نهاية ديسمبر 1997 كان1,54 مليون انسان بلا عمل لفترة اكثر من عام ، اي بزيادة 26% من ما كان عليه في ديسمبر1996، فالكثيرين اصبحوا اكثر أحتياجا الى المساعدات الاجتماعية والسكنية ، تلك المساعدات التي تتعرض على الدوام للتخفيض والانقطاع. ان عدد الذين يجبرون على العيش على المساعدات الاجتماعية في غرب المانيا في السنوات الخمسة عشر الماضية تضاعف مرتين ووصلت الى 4 ملايين. وعلى نفس الشاكلة تزايدت عدد المشردين وبالذات بين صفوف الشباب والعوائل الجديدة التكوين. ان المتسلطين على زمام الامور يجيبون على تلك الاوضاع المزرية بالمزيد من التشديدات و تشمل ايضا:
التبليغ الاجباري لكل ثلاثة اشهر: من لايلتزم بالموعد المحدد، يفقد حقه لفترة مابين اسبوعين وحتى ستة اسابيع في الحصول على المساعدة المادية للعاطلين. والان يتم الدفع فقط في(نهاية الشهر)؛ ويطالبون من العاطلين بتقديم الدلائل ل " الجهود الشخصية " في البحث عن العمل و يتم النظر اليه بطريقة اعتباطية. كما ان الحياة المعاشية للمراة تتجة بشكل خاص نحو المزيد من التدهور، حيث كان بامكانهم لوقت طويل من  الحصول على مخصصات تربية الاطفال الى جانب مساعدات العطالة كمساعدات ليوم عمل كاملة ، ولكنه طبق الوضع الحالي ك"العطالة لنصف يوم عمل"يحسب لهم ساعات العناية التربوية كساعات لنصف يوم عمل ، ولهذا يحصلن على مساعدات جدا قليلة ، كما وعليهم تقديم الدلائل على أستعدادهم لتشغيلهم في سوق العمل لساعات لاتقل عن 15 ساعة في الاسبوع ـ 18 ـ .
 مخططات العمل الاجباري : طبق هذا المخطط يجبر العاطلين على استخدامهم  في مجال  قطف العنب وفي وجني الفواكة والخضراوات وفي العمل في المطاعم ، وكل من يرفض ، يواجة عقوبات تصل الى قطع مساعدات العطالة ـ في حالات الضرورة لاقصى فترة تصل الى أسبوعين ـ . وهناك تشديدات اضافية بصدد امكانيات العمل المتاحتة للعاملات و العمال القادمين من البلدان الاخرى : تخفيض عدد العمال و العاملات الموسميين بدا من هذا العام بنسبة 10% .
                                 

             العطالة أدات اقتصادي و سياسي و ايدلوجي بيد الامبريالية الالمانية    
       Erwerbslosigkeit - ein Oekonomisches , politisches und ideologisches Instrument der deutdschen Imperialisten                                                                                     
                                  
                                                                                                             تعتبر العطالة ايضا وسيلة اقتصادية و سياسية وايدلوجية بأيدي البرجوازية الالمانية لضمان وتعزيز جنة الاضطهاد .
+ فمن جهة تخدمهم العطالة ك " خزان بشري " يمكنهم رميهم حسب مايلائم ضروريات تحقيق أقصى الأرباح الرأسمالية  كقوى عاملة في هذا أو ذاك المشروع الجديد ، بدون ان يجبر عملية انتاج القيمة الزائدة الرأسمالية على الانقطاع .
++ ومن الجانب الاخر فان العاطلين يشكلون وسيلة مهمة للدكتاتورية البرجوازية لفرض سياستهم الرجعية " فرق تسد". ومع ازدياد العطالة تعزز البرجوازية الالمانية المنافسة فيما بين العاملات و العمال، اذ انهم(العاطلين )وسيلة لتشديد وتعزيز أستغلال اولئك العاملات و العمال الذين مازالوا واقفين في العملية الانتاجية، للضغط على اجورهم و تهديدهم بالطرد، حيث أظهر استعمال( الرأسماليين)لورقة جيش العاطلين تاثيرا قويا و بشكل خاصا في التفكيكات  التي واجهت النضالات السابقة في فرض أدنى المستويات الاجتماعية . واليكم هذين المثالين :
ان ساعات العمل المفقودة في المعامل بسبب المرض في السنوات الماضية قد تراجعت بنسبة 10% ، وانه لواضح في نفس الوقت حقيقة كون ان الحالة الصحية للعاملات و العمال اصبحت بكل تأكيد اكثر تدهورا جراء تفاقمات انهاكات العمل .
يقال ان العاملات و العمال"مستقلين لذاتهم"، بينما هؤلاء لايملكون الحماية الاجتماعية. ففي المانيا حاليا يقدر المختصين البرجوازيين اولئك الذين يعيشون في ظروف اجتماعية غير مستقرة بالكامل بمليون الى مليون ونصف عاملة و عامل ، انهم مستقلين صوريا فقط . ـ19ـ .
وبالترابط مع هذه الجوانب، يقول ماركس في" الرأسمال": " ان الساعات الاضافية للمشتغلين من الطبقة العاملة تؤدي الى حرق صفوف أحتياطاته(العاطلين) وبالعكس فانه اثناء ممارسة زيادة الضغط التي تقوم به الاخيرة من خلال المنافسة على الاول(العمال و العاملات)، تؤدي الى اداء الساعات الاضافية واجبارهم (العمال) للخضوع لدكتاتورية الرأسمال" (كارل ماركس" الراسمال " الجلد الاول، طبعة سنة 1867، ماركس /انكلس الاعمال الكاملة 23، صفحة 665).
في الحقيقة ان أمر العطالة يتعلق اليوم ببقائه المزمن والمستمر على الدوام وبنسب مرتفعة . وهذا ماتقدم للرأسماليين الامكانيات لتشديد  وتعميق شروط العمل بمقاييس عالية من خلال فرض عمل متعب لاحد له وطرد العمال بعد امتصاص طاقاتهم وبدلا عنهم يقومون من جديد بتشغيل عمال أقوياء وأصحاء. وعمليا فاليوم كل من يصل عمره الى مافوق الاربعين وبلا عمل لا حظ له في فروع كثيرة من الحصول على العمل ويستبعد كفرد"غير قابل للكسابة " ومن خلال ذلك تقلل " عمر العمل" الكادحين وفترة تشغيلهم في المصانع الى درجة عالية، ولهذا أيضا تتزايد هموم العاملات و العمال العاملين حول المستقبل .
  وتعتبر التهديد بالعطالة الجماعية أو الطرد النصفي لأبعاد زملائنا المناضلين و المناضلات من المعامل وسائل مهمة بأيدي الدكتاتورية البرجوازية ، وتستعمل ضد النضال اليومي الموجه ضد سوء حياة وشروط عمل المستغلين وخاصة ضد النضال الاضرابي. لذا علينا العمل لوئد تلك الوسائل من المهد .
ان العطالة تخدم أيضا وبشكل خاص في عملية نفخ التناقضات القومية، وفي مقدمتها نشر الشوفينية الالمانية، وذلك من خلال الايحاء الى انه ليس الراسمال بل الكادحي من  البلدان الاخرى ينتزعون فرص العمل ، هكذا وكانما النظام الراسمالي ليست هي اصلا و بذاتها المسببة الرئيسية و العميقة للعطالة .              

                                    ..................
               
   لنقود النضال ضد العطالة الجماعية ، لنحقق تحالف العمال والعاملات العاملين والعاطلين !

    في هذا الاثناء تشكلت في المانيا ايضا بدايات لحركة العاطلين، اذ انه في 5/2/1998نفذت يوم للفعاليات شارك فيه مايقارب40الف عاطل وعاطلة، وستتبعها نشاطات قادمة. ونحن كشيوعيات و شيوعيين سنقوم حسب طاقاتنا بدعم اية تطورات لحركة نضالية حقيقية للعاطلين . ولكن هذا العمل يستوجب منا وبشكل خاص تعرية ومحاربة القوى المهدئة الذين يصبون جل اهتماماتهم في مرور نشاطات العاطلين بطريقة"هادئة و سلمية"؛ لاتتجاوز في كل الاحوال اطار الشرعية البرجوازية. ان حركة نضالية للعاطلين تتمكن من تطوير نفسها وبالضبط في المانيا وفقط من خلال النضال ضد الشرعية القانونية المتجذرة حتى بين صفوف الجماهير الكادحين وفي النضال ضد الاعتقاد الخرافي بالدولة . وعلى نفس الشاكلة فاننا نعري جميع القوى الانتهازية ، اولئك الذين يتصرفون وكان امال العاطلين سيتحقق من خلال"تبديل الواجه " ـ اى تبديل الحكومة الحالية(سي دو ئو/سي ئيس ئو) الى حكومة تقاد من قبل (ئيس بي دي). ان المثال الحالي لفرنسا تظهر لنا، ان ما يسمى ب " الحكومة اليسارية " هي ايضا حكومة للرأسمال .
  فماهو ضروري لمواجهتم، هو ان يرى العاطلين بوضوح ، كون ان اخص خصائص مصالحهم القطرية  مخالفة لجميع الاحزاب البرجوازية وبما فيهم(بي دي ئيس). ففي الدفاع عن الراسمالية ومعها بؤس العاطلين يتنافس(بي دي ئيس)مع الاحزاب البرجوازية الاخرى فقط  من اجل الوصول الى هدفهم المحدد في تحقيق " الافكار الاصلاحية " .
وفي النضال ضد السياسة الرجعية ل"فرق تسد" التي تحاول البرجوازية الالمانية  فرضها بواسطة رافعة"العطالة"، يجب علينا تحقيق تحالف العاملات و العمال العاملين وغير العاملين. كما ويجب قيادة النضال ضد العطالة الجماعية بدون نفخ الاوهام في النظام الراسمالي و بالترابط مع النضال ضد جميع الشروط السيئة  والمزرية للحياة و العمل. وهذا طرحه ماركس، اذ قال" يجب تنظيم  تعاون منظم بين العمال العاملين وغير العاملين"كارل ماركس" الراسمال" المجلد الاول ، 1867 ، الجزء الاول ، صفحة 669 ) .
ان التعلم من التجارب الصحيحة للحزب الشيوعي الالماني(كا بي دي)والاحزاب الشيوعية الاخرى في فترة الاممية الشيوعية له ايضا اهمية خاصة ، اذ وجب عليهم النضال في داخل صفوفهم ضد الاستهانة بأهمية حركة العاطلين .
" ليس بالكلمات، بل يجب بالاعمال النضال من اجل بناء الجبهة الموحدة بين العاطلين والعمال العاملين، على اسس النضال المشترك من اجل الضمانات الاجتماعية، وضد العمل القسري، وسوء وضع الضمانات الاجتماعية، والبطالة الجماعية، ومن اجل جر العاطلين للنضال الاضرابي للبروليتاريا "(الاجتماع الثاني عشر لللجنة التنفيذية للاممية الشيوعية،1932، مقتبس من: الاممية الشيوعية في نظريات وتوصيات وقرارات و نداءات ، الجزء الثاني ، صفحة 387 ) .
قيق " الافكار الاصلاحية " .
وفي النضال ضد السياسة الرجعية ل"فرق تسد " التي تحاول البرجوازية الالمانية  فرضها بواسطة رافعة " العطالة "، يجب علينا تحقيق تحالف العاملات و العمال العاملين وغير العاملين. كما ويجب قيادة النضال ضد العطالة الجماعية بدون نفخ الاوهام في النظام الراسمالي و بالترابط مع النضال ضد جميع الشروط السيئة  والمزرية للحياة و العمل. وهذا طرحه ماركس، اذ قال " يجب تنظيم  تعاون منظم بين العمال العاملين وغير العاملين" كارل ماركس"الراسمال" المجلد الاول، 1867، الجزء الاول ، صفحة 669 ) .
ان التعلم من التجارب الصحيحة للحزب الشيوعي الالماني(كا بي دي)والاحزاب الشيوعية الاخرى في فترة الاممية الشيوعية له ايضا اهمية خاصة ، اذ وجب عليهم النضال في داخل صفوفهم ضد الاستهانة بأهمية حركة العاطلين .
" ليس بالكلمات، بل يجب بالاعمال النضال من اجل بناء الجبهة الموحدة بين العاطلين والعمال العاملين، على اسس النضال المشترك من اجل الضمانات الاجتماعية، وضد العمل القسري، وسوء وضع الضمانات الاجتماعية، والبطالة الجماعية، ومن اجل جر العاطلين للنضال الاضرابي للبروليتاريا" (الاجتماع الثاني عشر لللجنة التنفيذية للاممية الشيوعية، 1932، مقتبس من : الاممية الشيوعية في نظريات وتوصيات وقرارات و نداءات ، الجزء الثاني، صفحة 387) .
ان النضال اليومي العادل للعاطلين ضد النظام الرأسمالي المسبب الاساسي للعطالة و ستتوجه في الايام والسنوات القادمة نحو التوسع. وواجب القوى الشيوعيية هو القيام بأستمرار وبالوقائع الملموسة اثبات ان الثورة البروليتارية  هو المخرج  الوحيد للتخلص من العطالة وكسب أكبر عدد من العاملين والعاملات العاطلين للنضال من أجل الشيوعية .
                             .......................................
                             .......................................
                                                          المصادر          
Anmerkungen                                                                                
1-Frankfurter Rundschau , 10.1.1998                                                                        
2 - taz , 8.1.1998                                                                                                    
3-Frankfurter Rundschau , 19.1.1998                                                                        
4 - Franfurter Rundschau 19.1,1998                                                                          
5 - Jungle World 2- 1998, S. 19.                                                                               
6 - politische Berichte 2/ 98                       
7-Sueddeutsche Zeitungen, 12.1.1998                                                                     
8 - Jungle World 2/ 98                                                                                             
9 -  jungle World 4/98                                                                                              
10 - taz , 12.1.1998                                                                       
11 - Frankfurter Rundschau , 23.1.1998                                      
12 - taz , 5.1.1998                                                                                                               
13 - jw , 13.1.1998                                                                                                               
14 - taz , 12.1.98, jungle world 5, 29.1.1998                                                                            
15 - "National Hebdo " 15 -21.1.1998                                                                                     
16 - Zitiert nach " Le Monde " 31.12.1998, eigene Uebersezung.                                             17- Vgl.Der Spiegel" ,39/1997,S.100       
18 - jw 3./4.1.1998 und 5.1.1998                                                    19-Der Spiegel , 39 /1997 , S. 100