أجل أن سلطة البعث هو سلطة الفاشية من النوع الخاص!


سلام عبدالله
الحوار المتمدن - العدد: 500 - 2003 / 5 / 27 - 03:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات     


قبل أيام قرأت مقال  للأخ الكاتب علاء الامي تحت أسم(تعقيبا على أتهامات خالد صبيح: الفاشية لاوجود لها في العراق ماركسيا، ولا ضرورة لتكرار الاتهامات الكاذبة!).
حيث جاء فيها الفقرة التالية:
فأولا ، سبق لي مرارا وأن وصفت النظام بهذه الصفة المجازية " الفاشي " وأقول" صفة مجازية "لأن هذا النظام والأنظمة التي تشبهه في العالم الثالث من الناحية العلمية وبموجب النظرية الماركسية ليست فاشية بل هي تشبه في ممارساتها الفاشية الإيطالية التي قادها موسيليني،لماذا؟
لأن الفاشية كظاهرة اجتماعية اقتصادية سياسية ، نشأت في نمط إنتاج رأسمالي متطور ، وهي تستلزم وجود طبقة رأسمالية ناضجة و تعيش في أزمة بنيوية كأزمة الثلاثينات من القرن الماضي ،وتستلزم أيضا وجود طبقة بروليتارية تشكل الأغلبية الساحقة من السكان ، الأمر الذي لا وجود له في العراق أو العالم الثالث عموما الذي يسيطر عليه نمط الإنتاج "الآسيوي" بعبارة ماركس أو نمط الإنتاج" الخراجي" بعبارة سمير أمين، و مع ذلك كنت استعمل هذه الصفة للنظام في كتاباتي ومنذ الثمانينات استخداما مجازيا وغير اصطلاحي ، أي إنني كنت أستعمله في التوصيف السياسي اليومي الخفيف والكتابات التحريضية المناسباتية ، لا في الدراسات النظرية بسبب التشابه بين الممارسات الدموية للفاشية التي ظهرت في إيطاليا وبين ممارسات البعثيين في العراق ، مع العلم – وهذا ما ينساه أو يجهله الكثيرون - أن الفاشيين في إيطاليا والنازيين في ألمانيا وصلوا إلى الحكم عبر صندوق الانتخابات الديموقراطية أما البعثيون فقد أوصلتهم المخابرات الغربية عبر الدبابات الانقلابية في 8شباط 1963 لقتل ثورة 14 تموز الشعبية المعادية للاحتكارات النفطية الغربية ( فكيف يقول خالد صبيح أن الفاشية أكثر دقة من غيرها في وصف النظام في العراق ؟ ).
وهنا أود أن أشير الى ان الايدلوجية و السلطة الفاشية لم تقتصر فقط على النموذج الايطالي و الالماني، بل ظهرت في مجتمعات اخرى لم تكن فيه طبقة الرأسمالية ناضجة و لم تشكل فيها الطبقة العاملة الأغلبية الساحقة من السكان!. ان تولياتي وصف حكم الجنرال(كيكويل بريم ديفيرا) في أسبانيا للفترة 1932-1930بالشكل التالي: انها دكتاتورية فاشية ولكن من طراز خاص.
وقد ظهرت في بلدان اوروبا الشرقية نماذج عديدة لحكم الدكتاتورية الفاشية:
- بلغاريا: سلطة(ستايكوف)من 1926 -  1932
- يوكسلافيا: سلطة الجنرال (جينكوفيج) من 1929-1940
- رومانيا: سلطة الجنرال أنتوتيسكو من 1940-1944
وهنا أطرح السؤال التالي: هل يحق لنا مقارنة سلطة البعث في العراق 1968-2003مع المستوى الاقتصادي لتلك البلدان بعد مرور أكثر من 40عاما، كي يسمح لنا بأعتبار البعث سلطة فاشية؟
كما وأعتبر بعض الباحثين جمهورية سلوفاكيا التي كانت مربطة بالمانيا كدكتاتورية فاشية كليريكالية ونظام اوستاشا في كرواتيا كنظام حكم فاشي.
 وأضاقة الى ذلك، حيث ظهرت في تلك السنوات أحزاب و حركات فاشية في البلدان التالية:
1/ فينلندا: حركة الشعب الوطني(1932) و حركة(لابوا) التي دعمت من قبل الكنسية!
2/ بلجيكا: الجبهة الشعبية(1935)و حركة الاشتراكية القومية.
3/ الدنيمارك: الحزب الاشتراكي القومي العمالي.
4/ السويد: الاتحاد الاشتراكي القمي السويدى(1924)
وفي بلدان أخرى....
ان اللجنة التنفيذية للاممية الشيوعية في أجتماعه الثالث عرف الفاشية ك: دكتاتورية أرهابية مكشوفة تمارسها عناصر رأس المال الموغل في الرجعية و الشوفينية و الامبريالية. ولكننا نرتكب خطا فادحا أذا أهملنا الاضاقة الرائعة ل(جورجي ديمتروف) في الاجتماع المذكور و المتفق عليه، أذ قال: وفي البلدان المستعمرة و نصف المستعمرة تتطور بعض الفرق الفاشية أيضا ولكننا لانتمكن مقارنتهم مع الفاشية الالمانية و الايطالية و البلدان الرأسمالية الاخرى.
أجل، ان البعث و منذ تأسيسه و بأدق تفاصيلة الايدلوجية و ممارساته قبل أستلام السلطة و أثناء حكمه الاجرامي يمثل حزب الفاشية العربية. و على المستوى العراقي أعتبر المناضلين زكي و سعاد خيري في كتاب دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي(صفحة376) أنقلاب 1963ب انقلاب فاشي .
ان الامر الذي يثير أستغرابي هو مرور أكثر من نصف قرن على ولادة البعث و معرفتنا بطبيعة حكمة في 1963وحكمهم الدموي السافر لاكثر من 35عاما، مازال الكثيرين في الوسط السياسي و الثقافي العربي لم يتفقوا على أعتبار البعث كحزب فاشي!


سلام عبدالله

26/5/2003     

ملاحظة: أستفدت في كتابة هذة المقالة من الكراس التي نشرته باللغة الكردية(مختصر حول الفاشية)عام1995.