وفاء سلطان - كاتبة وناشطة علمانية - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: غياب الحوار.... هو السبب الرئيسي والأهم لكل كوارثنا في الشرق العربي


وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 21:44
المحور: مقابلات و حوارات     


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -179- سيكون مع الأستاذة وفاء سلطان - كاتبة وناشطة علمانية - حول: غياب الحوار.... هو السبب الرئيسي والأهم لكل كوارثنا في الشرق العربي.




الزملاء والقرّاء الأعزاء:
أشكر ادارة الحوار المتمدن  لدعوتهم لي أن أجري حوارا معكم.

أعتقد أن السبب الرئيسي والأهم لكل كوارثنا في الشرق العربي هو غياب الحوار…
الثقافة السائدة لا تشجع عليه لأنها تبني بين الإنسان وأخيه الإنسان خندقا،
تلك الخنادق التي حفرت واستقرت عميقا في باطن اللاوعي عند إنسان المنطقة.
صرنا لو اختلفنا على لون جواربنا نقطع رؤوس بعضنا البعض…
لم نتعلم قبول الآخر الذي يختلف عنّا ثقافيا أو عرقيا أو سياسيا أو فكريّا…
ليس هذا وحسب، فرفض الآخر ليس المصيبة الكبرى ولكن الدعوة إلى ـ والعمل على ـ قتل ذلك الآخر وإلغائه من الوجود هو الطامة الأكبر!
لقد غسلت أدمغتنا ثقافة صحراوية جلفة بعيدة عن الحضارة ومجرّدة من الإنسانية، ثقافة أقنعتنا من أننا سننقسم إلى ثلاث وسبعين طائفة، وطائفة واحدة ستدخل الجنة!
فانقسمنا إلى طوائف بعدد الأشخاص، وصار مع كل منا مفتاح للجنة!
مازال شلال الدم مستمرا منذ أن غُرزت تلك الفكرة الشيطانيّة في باطن الجينات عند إنسان المنطقة..
لقد تبرمجنا لأن نسمع إلى الآخر كي نرد عليه، لا أن نصغي إليه كي نفهمه!
بين السمع والإصغاء وبين رد الصاع صاعين ومحاولة الفهم تتجذر المشكلة…
صارت ردودنا معلّبة ومواقفنا محنّطة، ولا جديد في حياتنا!
يقول جورج برناردشو:
Progress is impossible without change, and those who cannot change their minds cannot change anything
(التقدم نحو الأفضل لا يتم إلا عن طريق التغيير، وهؤلاء الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون أن يغيروا شيئا)
مهمتنا ككتاب ومفكرين وعقلاء مهمة نبيلة، وهي تنبع من افتراض أننا استطعنا أن نغير عقولنا نحو الأفضل كي نستطيع أن نغير قرائنا نحو الأفضل.
مهمتنا أن ندحض تلك الثقافة اللا أخلاقية التي برمجتنا لعقود، ونساهم في إعادة تأهيل إنسانها…
كل بطريقته وبقدراته!
أرحب بكل سؤال منطقي وأخلاقي غايته الحوار المتمدن بعيدا عن التشنج والإتهامات.
أنا سعيدة بالحوار معكم، ويسعدني أكثر أن تكونوا سعداءا أيضا!
مع خالص محبتي للجميع