حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري.


حبيب عبدالرب سروري
الحوار المتمدن - العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 18:43
المحور: مقابلات و حوارات     

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -143 - سيكون مع الأستاذ د.حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني-  حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري.

 

طلب مني الأستاذ العزيز رزكار عقراوي، منسق مؤسسة  "الحوار المتمدن"، كتابة مدخل بسيط لفعاليات الحوار التفاعلي الذي سيدوم بضعة أيام بيني وقراء المجلة، ابتداءً من 16 نوفمبر 2014.
لا أدري من أين أبدأ في الحقيقة. أو بالأحرى لا توجد بداية أفضل من الأسئلة التي تتدحرج في منحدر الحضارات والتي تشغلني في هذه اللحظة، وأنا في طريقي من باريس (في قلب حضارة الغرب) لإلقاء محاضرة علمية (في علوم الكمبيوتر) في صباح افتتاح مؤتمر علمي دولي في قبرص (في ضواحي حضارة الشرق)، غداً 10 نوفمبر:

لو سألنا أي طفلٍ في مدرسة عربية، أو أي قارئ ربما، ما هي أركان الإسلام الخمسة، فسيردّ دون أدنى صعوبة، مدركاً معنى كل كلمة يقولها.
لكن لو سألناه: ما هي أركان الحضارة الستة؟، فلا أظن أنه قادرٌ غالباً على سردها، باستيعابٍ أو غير استيعاب!...
تلقين أركان الإسلام مهمة المسجد في الحقيقة، لا المدرسة.
جيّدٌ مع ذلك أن يحفظ الطالب في المدرسة أركان الإسلام وأركان بقية الأديان كمعلومات عامّة. لعلّ ذلك مفيدٌ ثقافياً بالتأكيد.
لكن ما يهمّني هو أن يدرك ما هي أركان الحضارة، لأن تلك مهمة المدرسة والثقافة بادئ ذي بدء!...

نعرف جميعاً، في الواقع، أن وضع الحضارات الصينية والعثمانية والغربية في بداية القرن الخامس عشر كان كالتالي:
الحضارة الصينية في القمّة، تسيطر على كل تكنولوجيا ذلك العصر.
تليها الحضارة العثمانية التي كانت الأولى في علم الفلك، وتمتلك تراثاً معرفياً راقياً بدأ من "بيت الحكمة" في بغداد، وتطوّر مع الترجمات والإضافات العربية والإسلامية الجوهرية الهامّة في الرياضيات وعلوم البصريات والفلسفة ومجالات عديدة أخرى...
ثم تأتي الحضارة الغربية في المرتبة الثالثة، أي في حضيض الحضارات. استنزفتها حروب أهلية وأوروبية دائمة. أطاح بنصف سكّانها مرض الطاعون الأسود. كانت تفتقر لمعظم معارف العرب، وتكنولوجيا الصين...

ما ذا حدث ابتداءً من القرن الخامس عشر بالضبط؟
أيمكننا أن نشاهد معاً في تلفازين افتراضيين، وبمفعولٍ رجعي، يوميات ما حدث، يوماً يوماً، لندرك:
ما هي الأركان التي جعلت حضارة الغرب تتثبّت وتهيمن على العالم؟؛
ما الخلل ومتى حصل في الحضارة العثمانية لتتدحرج نحو الحضيض؟؛
من المتهم في ذلك؟؛
وما وضع حال هذه الأركان في واقعنا العربي اليوم؟...

تشغلني دوماً هذه الأسئلة التي تخيّم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على كتاباتي الأدبية والفكريّة.

ربما يطلب مني القارئ العزيز أن أقترح له بعض أعمالي للقراءة قبل الحوار.
إذا كان كذلك، فليسمح لي باقتراح روايتي الأخيرة: ابنة سوسلوف (دار الساقي، ٢٠١٤) التي تدور في معمعان وضعنا العربي الراهن.

لِينتقلَ منها إلى رواية شديدة الأهمية أيضاً بالنسبة لي: "تقرير الهدهد" (دار الآداب، ٢٠١٢)، بطلها صاحب صاحب مقولة "لا إمام سوى العقل"، أبو العلاء المعري.
هذه المقولة عنوان كتاب فكري جديد لي (دار رياض الريس، ٢٠١٤).

لعلّ قراءة هؤلاء الكتب الثلاثة، قبل وأثناء الحوار (لمن يحب بالطبع، لا غير) سيكون مثمراً، لا أدري!
ليسمح لي القارئ العزيز أن أتمنى أن تفتح هذه الكتابات له شهيّة قراءة قائمة ما تبقّى من أعمالي (بعد الحوار التفاعلي)، والمسرودة هنا في مدونتي هذه:
http://my-last-articles-and-texts.blogspot.fr
حيث سيجد القارئ العزيز أكثر من مائة مقال!

متأكدٌ مسبقاً أن هذا الحوار سيكون مفيداً جدّاً لي، حيث سأتعلم من أسئلة وتفاعلات القارئ الكثير، كعادتي.
وأتمنى أيضاً أن أكون بشكلٍ أو بآخر عند حسن ظن هيئة تحرير مجلة الحوار المتمدن!