كتاب قليل قليل من رحلة عمر: المقال الرابع من تجربتي في حركة عصيان
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 11:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وتتوالى النشاطات في هيئات العمل الثوري حركة عصيان عصيان
"سرقتو ثورتنا شعلتو خبزتنا مرمدتو عيشتنا.
كانت كل مقاومة وتحركات ونضال الهيئات الثورية حركة عصيان تتنفّس من هذا الشعار الذي كان لها بمثابة دليل عمل.
وأمام التعتيم المفضوح لوسائل الاعلام المكبلة والمتواطئة على نشاط حركتنا كانا نؤمن الإيمان الشديد بأنه لابد من أن يأخذ النضال الاجتماعي وقتها عمقه ولابد أن تؤسّس الديمقراطية الثورية القاعدية المباشرة والاجتماعية الجذرية والمطلقة المشتركية. فلابد الآن وفورا من تخفيض أسعار المواد الأساسية الحيوية والتصدي لرأس المال الوسخ الوحشي الذي يدوس على قلب وفي كبد وأحشاء جماهير الشعب والتصدي للمضاربين المحتكرين السماسرة والوسطاء مثلهم مثل الانتهازيين الوصوليين الانتخابيين.
كنا نرى أن سلطة حركة النهضة تسير رويدا رويدا إلى التحول إلى سلطة للمال والسلاح والإعلام. وبدانا وقتها نتحدث عن تحالف مافيا المال والسلاح والإعلام
مع حركة النهضة.
وانه لابد من مواجهة هذه الاستراتيجا باستراتيجا مضادة تقوم على المحاسبة وعدم خلاص الديون وتجميد فوائدها.
وبالمناسبة وقبل ذلك كانت حركة عصيان نظمت فعاليات ندوة 16 جوان 2012 حول عدم خلاص المديونية وإسقاطها في قاعة حشاد في مقر اتحاد الشغل حضرتها جماهير غفيرة وشخصيات مسيّسين جاؤوا من الجهات أتذكر منهم السيد لمين البوعزيزي السيد رضا كارم و السيد حمد غضباني والسيد جمال الجلاصي والسيد محمد لسود والسيدة سعاد السويسي والسيد زهير الجويني والسيد محمد الجزيري والسيد هيكل المكي والسيد فتحي صلعاوي قبل انتقاله لفرنسا والسيد ناظم العربي مع أغلب منتمي الهيئات الثورية حركة عصيان وغيرهم كثيرون...
روابط الندوة مقسمة إلى أربعة أجزاء:
الجزء الثاني:
https://www.youtube.com/watch?v=CHQiYet8dfY&t=38s
الجزء الثالث:
https://www.youtube.com/watch?v=IPbkl-uH5oM&t=13s
الجزء الرابع:
https://www.youtube.com/watch?v=rx3VtL8sy18&t=32s
وللعلم فقط سقط تسجيل (فيديو) الجزء الأول ولم أعثر عليه على "يوتوب"
وكنا كذلك ننادي بضرورة إعفاء الطبقات الضعيفة والأجراء الذين لا يتجاوز دخلهم 600 دينار من الضرائب ومن تسديد فواتير الماء والكهرباء وإقرار العلاج المجاني مع ضرورة منحهم عائدا للمواطنة والحياة لكل طالب شغل ولكل من لا يستطيع العمل.
ولتبدأ الحكومة فورا في استعادة الأموال المنهوبة واستخلاص ما بذمة المتهربين من الضرائب منذ سنوات ولتقرّ ضريبة تصاعدية على الأجور الكبرى وعلى الثروات والإرث ولنُعِدْ تقسيم العمل المتاح والتخفيض في الساعات في بعض القطاعات وليتحمل رأس المال المحلى مسؤوليته في توفير ما سيترتب عن ذلك من مال وإلا سيصبح من البديهي أن يمتنع المواطنون عن تسديد أيّ فواتير للحاكم ويعلنون العصيان الاجتماعي الشامل.
وكما تعلمون لم يتحقق من ذلك شيء لا بل تحولت المحابة إلى مصالحة فوقتها كانت حركة النهضة المسيطرة على كراسي الحكومة وعلى كراسي البرلمان وكرسي الرئاسة تمر بمأزق كبير فلابد لها من أن تقرر: إما مدّ اليدين لرأس المال المحلي والتحالف معه ضدّ الحركة الشعبية أو الاقتراب من الحركة الشعبية والاكتواء بنار جذريتها وضرب راس المال المحلي فقررت أغلبيتها ساعتها أنها وكسلطة لابد أن تحافظ على هدوء الأوضاع وبالتالي لا مناص لها من جر جزء من أصحاب الثروات المحليين والتحالف معهم فأمامها انتخابات و الحركة الشعبية برغم شرعية ومشروعية مطالبها إلا أنها لا يمكن أن تقترب منها كي لا تحترق بنارها وتتحول إلى رأس حربة ضد رأس المال وهو ما يمكن أن يؤلب عيها الرأسماليين الأجانب ودولهم فتجد نفسها حركة تواجه أعداء في الداخل و أعداء في الخارج فيمكن لكل ذلك أن تسقط وتذهب ريحها بينما مازالت جد شرهة على التمكين والبقاء في السلطة. وقتها سيظهر أنصار الشريعة وسيكثر الحديث عن الإرهاب والإرهابيين وتكثر التفجيرات وهي أوضاع لا يمكن إلا أن تمكن حركة النهضة من المناورة والبقاء في السلطة دون إنجاز ولو مطلب واحد لتتحول في ما بعد المحاسبة إلى مصالحة وبذلك تكسب حركة النهضة جانبا كبيرا من أصحاب الثروة الذين سيمنعون عنها مناوشات اليمين واليسار وفي نفس الوقت تتمكن هي من ملء خزينة دولتها والظهور بمظهر حامي الوطن والدين في عيون أنصارها وبعض الجماهير...
(يتبع)