نص قصير من كتاب أوهام الحشود[1]
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 15:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النصّ
المعارك التي افتتحها 17 ديسمبر لعدة أسباب توقفت وتراجع زخم الانخراط فيها وترك المجال واسعا أمام قوى الانقلاب عليه لرسكلة المنظومة القديمة والتفرد معها بالحكم ونقل الصراع إلى الفوق بين مؤسسات النظام وبين مراكز النفوذ المالي والاقتصادي المتصارعة فيه على الهيمنة.
دبّ العطب في كل مناحي الحياة وعمّ الفساد والتهريب وكان لابد من حلّ لابد من تفوق شق على الشق الآخر، فالبرجوازية التونسية وبعد أن أفلس تقريبا كل ممثليها السياسيين لابد لها من منقذ يعيد ترتيب الأدوار والمواقع. ولم يكن هناك أفضل من قيس سعيد ليقوم بكل ذلك دون أن يهدد مصالح الطبقة ككل وكانت هوجة 25 جويلية وإعلانه دخول البلاد في وضع استثنائي سيتم بموجبه تفرده بكل النفوذ.
وهي خطوة سترتب وعلى مستوى متوسط لنفوذ شق من البرجوازية التونسية لم يعد يتحمل هيمنة حزب حركة النهضة على كل الحياة السياسية عبر تغيير القوانين الانتخابية وتغيير النظام السياسي لنظام رئاسي.
ومن الآن إلى هناك لما لا التجييش باسم الثورة و إصلاح المسار وفتح الطريق لإرساء مشروع حكم«الشعب يريد»، ولما لا القيام ببعض الإجراءات الفوقية التي لا تطال جوهر القضايا المطروحة التي تتطلب حلولا جذرية لا يقدر عليها سعيد الذي يتحرك من داخل السيستام وبأجهزته.
وكلنا يعرف مدى ارتباط هذه الأجهزة بمنظومة الفساد وبشقوق الطبقة المهيمنة وبمعاداتها لأي تغيير جذري منذ بورقيبة وبن علي إلى حكم الخوانجية.
[1] أوهام الحشود كتاب سيطبع ورقيا في شهر سبتمبر 2025 ويكون في ذلك التاريخ في المكتبات
ـــــــــــــــ
الحمامات
01 أوت 2025