المقال الثالث من قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في رابطة اليسار العمالي


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لا يمكن أن تعطيك رابطة اليسار العمالي إلا صورة رديئة سيئة (بودورو) على التروتسكية في تونس سواء كان ذلك بالمآلات التي صارت إليها أو بمعالجاتها السياسية للوضع في بلادنا خصوصا بعد سبتمبر 2011.
لماذا هذا الغضب والكلام الذي يبدو جارحا وموجها لرفاق لك ؟؟؟
أولا: أنا أنطلق من مقولة "الكلام الوجاع نفاع."
ثانيا هي حقيقة وأنا لا أستطيع إخفاء أي حقيقة.
ثالثا: وهل يمكن أن تعطينا رابطة اليسار العمالي صورة ناصعة عن التروتسكية وهي التي تحولت أولا لتابع ذليل "للبوكت" اتبعته في كل سياساته وثانيا تحولها مع الزمن وخاصة سنوات 2014ـ 2015 ـ 2016 إلى حاملة لدوسيات حمة الهمامي تحديدا.
و أذكر أنه في بداية التقائنا وجلوسنا نحن (جلال بن بريك الزغلامي ـ فتحي الشامخ ـ أحلام بلحاج ـ جلال التليلي ـ ماهر حمدي ـ علي بنجدو ـ صالح مصباح ـ بشير الحامدي ـ نزار عمامي ـ سامي السويحلي ) أننا كنا تقريبا ضد كل الأطروحات التي يرفعها مجلس حماية الثورة وهيأة بن عاشور وكنا نلح على ممثلنا وقتها أن يكون واضحا في طرحه لهذه النقطة ودفع من يشاركونه الاجتماع إلى تبني أطروحاتنا أو على الأقل عليه أن يكون صادقا في طرحها لنعرف فيما بعد أن لا شيء من ذلك كان.
وأذكر كذلك أن تأسيس رابطة اليسار العمالي لم يكن على تقييم لتجربتنا في منظمة الشيوعيين الثوريين ولا لتجربتنا في (راد) بل كانت هكذا شبه مغامرة تنظيمية لا "ساس لاراس" لها فقط نابعة من فكرة لدى البعض وهي أنه على التروتسكيين التنظم.
كذلك اكتفينا باللقاء بعناصر من العاصمة و أغفلنا كل من هو داخل البلاد كما أذكر أن فكرة استدعاء من هم في بوزيد وقفصة والكاف وباجة والمنستير ووو... إلخ لم تطرح ولم تناقش بالمرة.
كان اختيارنا للناطق الرسمي توافقيا حيث أنه لم يترشح أحد لهذا المنصب فأتفقنا على أن يكون نزار عمامي.
عبد السلام الحيدوري لم يحضر الاجتماعات التنظيمية التمهيدية و أنا شخصيا بشير الحامدي أصرح على الشرف أنني لم أجلس ولو مرة في اجتماع مع السيد عبد السلام الحيديوري طيلة المدة التي كنت منتظما فيها في رابطة اليسار العمالي يعني إلى حدود أول أفريل 2011 .
كذلك أسوق هنا إشارة لأول مرة أصرح بها وهي أنني كنت منشغلا منذ ما قبل 17 ديسمبر بأشهر بأمر الانتظام كتروتسكيين وأذكر أنني كنت أتبادل النقاشات الطويلة مع علي بنجدو فقد كنا نخرج في سيارته لهذا الغرض وللتاريخ فقد ورد في نقاشاتنا أنا وعلي بنجدو كثيرا اسم عبد السلام الحيدوري واسم الامام بنجدو وأذكر أنه كانت لنا مبادرة كنا ننوي إطلاقها لتنظيم التروتسكين كانا سيكونا الإمام بنجدو وعبد السلام الحيدوري من عناصرها.
لماذا أنا وعلي بنجدو بالذات لأن علي بنجدو كان قريبا مني في السكن وكنا نلتقي تقريبا يوميا في مقاهي الحومة.
كما أذكر أن علي بنجدو كان بموازاة النقاش معي كان يناقش مع مجموعة سياسية أخرى أمدني وقتها ببعض وثائقها للالتحاق بها.
أمر آخر أود أن أذكره في هذا السياق وهو أن رابطة اليسار العمالي انتظمت دون أن تفكر في أمر الفلوس لقد كانت مبادرة عفوية ساذجة تعيد مسيرة التروتسكيين في تونس بحيث أن كل عنصر كان يتكفل بالمصاريف التي يحتمها نشاطه دون أن يكون للمجموعة أية ميزانية هذا إلى حدود أفريل 2011 ولا أدري كيف سار وصار الأمر فيما بعد.
كذلك أقول إن رابطة اليسار العمالي لم تسع منذ البداية إلى الانتشار. فقد كانت مكونة من مجموعة "جنرالات" مكتفين بذواتهم... إنها في تحليل آخر معين تعكس الطريقة التي عليها الأممية الرابعة ومكتبها التنفيذي: (بغض النظر على أن الأممية الرابعة ومكتبها التنفيذي هيئتان منتخبتان) مجموعة جنرالات معزولين عن الحراك الشعبي يفكرون ويقرؤون كثيرا ولكن الممارسة "يجيبها ربي" وسيكون البرهان الأول على صدق ما أقول هو موقفهم من مؤتمر لجان ومجالس حماية الثورة الذي انعقد بنابل والذي عارضوه بشدة وسخروا حتى منه ومن منظميه.