المقال العاشر من قليل قليل من رحلة عمر - حملات القمع والمحاكمة لعناصرشيوعية ثورية في تونس زمن ديكتاتورية بن علي
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 13:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في سيدي بوزيد وتاجروين والكاف والجريصة
كان لمنظمة الشيوعيين الثورين نصيبها من قمع نظام بورقيبة ونظام بنعلي مثلها مثل بقية مجموعات اليسار. وبرغم الاحتياطات الكبيرة والتربصات على المسألة الأمنية فإن ايادي البوليس طالت مناضلي هذا الفصيل في مناسبات لعل أبرزها حملة سنة 1993 حيث انطلقت الحملة من مدينة تاجروين لتمتد للكاف والجريصة وسيدي بوزيد.
في تاجروين تم ايقاف تقريبا مدينة تاجروين كاملة لينتهي الأمر بإطلاق سراح الأغلبية والاحتفاظ بـ :
- فتحي الصلعاوي
- محمد كمال الشارني
- صابر السعيدي
- حبيب السويهي
- نور الدين السلماني
- جلال التليلي
- عماد الزغلامي
- منذر الجبابلي
- جلال بن بريك الزغلامي
- أحلام بالحاج
- عبد المجيد مسلمي
ليقع بعد ثلاثة أيام إطلاق سراح كل من:
- جلال بن بريك الزغلامي
- أحلام بالحاج
- عبد المجيد مسلمي
وهم تنظيميا لا ينتمون لجهة تاجروين ولا لجهة الكاف ولا لجهة الجريصة عدى جلال الزغلامي أصيل منطقة الجريصة المنتظم في جهة تونس على ما أذكر لعدم توفر ما يثبت إدانتهم وقد صرح لي بهذا السيد فتحي صلعاوي الذي قال أنه وقع إلقاء القبض على عناصر وقتها من العائلة الوطنية والبوكت وهو يؤكد أنهم خرجوا بعد أن تأكّد البوليس أن المنشور الذي وقع تحت أيديهم هو للشيوعيين الثوريين ويقول فتحي صلعاوي أن بوبكر العموري عبد الملك الجبابلي سمير حنبلي من الوطد وبعض العناصر البعثية قد وقع إطلاق سراحهم أيضا بعد أن أكدوا للبوليس أن الطرح ليس لهم والإمضاء أيضا. (كل الوطد وحزب العمال والبعثيين حين ايقافهم شهدوا ان هذا موقف التروتسكيين والامضاء متاع التروتسكيين) من رسالة من فتحي الصلعاوي.
ويظيف فتحي في جلسة المرافعات رافع عبد الستار بن موسى راضية النصراوي عبد الملك العبيدي وبشير الصيد. وقد قيلت جملة بقيت مشهورة أثناء هذه المرافعة وهي: قال أحد المحامين حين تحاكمون هؤلاء الشباب بتهمة الانتماء لتنظيم غير مرخص له بالنشاط فلابد من محاكمة بنعلي لأنه رئيس حزب غير مرخص له ولم يطلب ترخيصا من وزارة الداخلية ( وقتها تم تبديل اسم الحزب الاشتراكي الدستوري الي التجمع الدستوري الديمقراطي دون اخذ اذن من وزارة الداخلية).
وقد تراوحت الأحكام بين ستة أشهر مع تأجيل التنفيذ الي 11 سنة نافذة ابتدائيا مع أحكام تكميلية بالمراقبة الإدارية بعد مغادرة السجن.
في سيدي بوزيد أذكر أن البوليس تنقل للمدرسة التي يعمل بها محمد عمامي في 1992 لكنه لم يعثر عليه فقد اختفى محمد حيث انتقل إلى مكان مجهول فوقع اعتقال ميلاد عمامي صلاح عمامي العائش عمامي اللذين حوكموا بسنوات سجن
هذا كل ما أذكره عن حملة القمع ضد التنظيم سنتي 1992 و 1993 وصفحتى مفتوحة للتصحيح والتعديل والإضافة إن كان لابد منها فلا أرى مانعا في ذلك فما أقوله أعتمد فيه فقط على الذاكرة والذاكرة تخوننا في أحيان كثيرة...
تونس الحمامات 11 جوان 2025