الطريق


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 04:53
المحور: الادب والفن     

ملاحظة قبل القراءة: هو تكملة لنصّ مجازات و إن جاز طبعا يمكن أن نقول أنه مجازات 2
ــــــــــــــ
لما كنت صغيرا كنت أرى الطريق قصيرة،
والسماء يمكن أن تتسع حتى لعصافير حارتنا
وكنت أظن أن القمر مصباح أبيض
يُشعل الليل كي ننام.
لكن لما كبرت،
أدركت أن القمر صخرة باردة،
وأن الطريق ليست قصيرة
وإنما هي دوّامة لا نهاية لها
لمّا كنت صغيرًا
كنت أنتظر العيد لألبس ثوبا جديدا و أفرح،
وأنتظر القصيدة كهدية
تسقط من شجرة اللغة
ولكن لما كبرت
ما عاد العيد عيدًا،
ولا القصيدة قصيدة
ولا الفرح فرحا
فقد صار كل شيء أغبر كالرماد
لمّا كنت صغيرًا
كنت أكتب جملا كثيرة
وقصائد حبّ طويلة
لمعشوقات كثيرات
وكنت أظن أن الفاعل في تلك القصائد هو من يصنع الفعل
ولكن لما كبرت
رأيت الفاعلين
يُعاقَبون ويعاقبون
ويتساءلون ولا يفعلون
فكنت أضحك وأقول:
ليتني لم أبح
ليتني...
فحتى اللغة تخون

الحمامات
04 أكتوبر 2025