لويس ألتوسير... فيلسوف الحياة المليئة تقلبات المقال 1 من 5 مقالات عن الرجل المعروف فقط في دوائر المهتمين بالفلسفة


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لويس ألتوسير... فيلسوف الحياة المليئة تقلبات
المقال 1 من 5 مقالات عن الرجل المعروف فقط في دوائر المهتمين بالفلسفة
"ها هو ذا، إنه لا يشبه الآخرين" كانت ولادته يوم 16 أكتوبر سنة 1918 أنه لوي التسوير. يقولون إن مواليد شهر أكتوبر هم من العظماء ولعلمكم فالمهاتما غاندي وبيل قيتس وألفرد نوبل وكثيرون أخرون مشهورين ولدوا في نفس الشهر لكن ألتوسير قد يكون مشهورا فقط وهذا مؤكد لدى نفر من المهتمين بتاريخ الأفراد والفلسفة... وهذا في حدّ ذاته يعدّ ركنا بارزا في حياته المليئة بالتقلبات...
هاجر جده إلى الجزائر حيث سيقوم فيها بوظيفة حارس غابة في أقصى جبال الجزائر المستعمرة المتوحشة النائية والتي سيعود اسمها على ذاكرة ألتوسير حينما تحولت تلك الأماكن المرتفعة إلى ملاذات وساحات قتال لرجال المقاومة الجزائرية...
ألتوسير يقول عن زواج أمه بابيه أنه زواج مريع ويضيف " بعد أن أقيمت مراسيم الاحتفال أمضى أبي بضعة أيام مع أمي ثم غادر إلى الجبهة ويبدو أنها (يتحدث عن أمه) احتفظت بذكريات فضيعة عن تلك الأيام: لقد اغتصبها الزوج جسديا بما مارسه من عنف جنسي.... ويتحدث عن أبيه فيقول: كان... رجلا شبقا جدا وقد كانت له قبل زواجه من أمي ـ مغامرات مع صبيان ذكور ـ يا للعار ـ وكذلك مع سيدة تعرف باسم لويز " Louise " ... كان قد هجرها ما إن تزوج من دون رجعة..." ويتحدث بكل أسف ومرارة عن ترك أمه لمهنة التدريس بعد أن طلب منها زوجها الذي يريدها ربة منزل فقط...
لقد ساهم كل ذلك في تشكيل وتعزيز شخصية الرجل حيث أن هذه الأحداث ارتسمت في الجانب غير الواعي من عقل الرجل وصنعت منه ما كان عليه بالفعل.
كان ألتوسير يشعر بذنب كبير في أنه لم يستطع انقاذ أمه من زوجها الذي هو أبوه لقد رافقه هذا الشعور طيلة حياته ولعل عملية خنقه لزوجته هو في صورة من الصور ثأر قديم أراد أن يخلص نفسه منه خصوصا وهو الذي يقول " أمام هذه الفظاعة المؤلمة لا يفارقني الإحساس بقلق هائل لا قرار له وبأن قوة قاهرة ترغمني على أن أنذر نفسي لها ـ جسدا و روحا ـ و أن أندفع مضحيا بنفسي من أجل نجدتها كي أنقذ نفسي من شعور مفترض بالذنب وكي أنقذها من عذابها ومن زوجها كما ترغمني هذه [القوة] على الإيمان الراسخ بأن هذه هي مهمتي الأسمى لبقائي على قيد الحياة " .
كره ألتوسير اسمه في حين اختار الاسم أمه وأبيه فأمها اختارتها تعلقا بذكرى حب لن يرى النور للوي " Louis " أخو زوجها الذي أحبته كثيرا ولكنه قضى نحبه أثناء الحرب قبل زواجهما واختاره أبوه ذكرى أخ عزيز مات في الحرب.
كره أيضا والده أيضا كرها شديدا فهو يتساءل "هل حظيت بوالد حقا؟ لا شك في ذلك فأنا احمل اسمه وقد كان موجودا. لكن الإجابة هي كلاّ بمعنى آخر فوالدي لم يتدخّل على الإطلاق في توجيهي ورعايتي. هو لم يطلعني على ما لديه من خبرات قد تعينني في بداية تلمسي عالم الدفاع الجسدي والمعارك بين الصبية ومن ثم عوالم الرجولة لاحقا..."
على عكس ما كان يشعر به تجاه أبيه قد ذكر في كتاب ويدوم المستقبل طويلا كثيرا من الحكايات المتعلقة بأمه وهو ما يمكن ان نفهم منه انه كان متعلقا بها وأنه كان يكن لها عاطفة خاصة برغم أنه أنهى الفصل الرابع من كتاب ويدوم المستقبل طويلا بالقول: " في جميع الأحوال لقد استحقيت ـ منذ طفولتي الأولى ـ اسم رجل لم يتوقّف عن إذكاء مشاعر الحب في مخيلة أمي: اسم رجل ميت
ــــــــــــــــــ
1 ـ عبارة وردت في كتاب ويدوم المستقبل طويلا ص 29 هي عبارة قالتها امرأة روسية ساعدت في ولادة ألوسير
2 ـ ويدوم المستقبل طويلا ص 38 و 39
3 ـ ويدوم المستقبل طويلا ص 39 و 40
4 ـ ويدوم المستقبل طويلا ص 52 و 53

الحمامات. تونس