لنقل الحقيقة لأبنائنا وللتاريخ ولنكف عن الكذب على ذقون بعضنا...
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 16:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلنا يذكر 7 أكتوبر ... وكلنا هللنا لنصر المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني هللنا للمباغتة والدقة... لكننا كلنا سكتنا لما تحوّل هذا التفوق إلى ذريعة للصهيوني لدخول حرب لا عهد لنا بها. أكثر من 70 ألف شهيد سقطوا مقابل 7 أكتوبر. ولن نتحدث عن التجويع والاذلال والترويع. كانت فعلا حرب إبادة للفلسطيني ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك... كل العالم كان يشاهد بصمت إبادة الفلسطينيين من قبل الآلة العسكرية الصهيونية الأمريكية ... إنه العقل الاستعماري. لقد كانت بوسنة جديدة لا شك أنكم تذكرون حرب الإبادة في البوسنة وكيف سكت كل العالم أيضا على اعتبارها حربا أهلية هناك... لقد نسيتم بل لقد جعلوكم تنسوا بما أنهم يمتلكون كل الوسائل لذلك.
لقد سلمت غزة للذئاب للوحوش المفترسة... إنه بالضبط كما وقع في البوسنة لما قرر الغرب أنها حرب أهلية وحين تآمرت الكتيبة الهولندية مع الصرب وضغطت على البوسنيين المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان ولما تم ذلك انقض الصرب على المدينة.
وحتى حين تجددت المحرقة في غزة سكت العالم أيضا وسكتنا. وحتى لمّا تكلموا فلم يتكلموا إلا لتفادي غضب شعوبهم وليس لنصرة قضية فلسطين.
تقول بعض التقارير أن الصرب جمعوا 12.000 رجلٍ ثم ذبحوهم جميعًا ومثّلوا بجثثهم... كان الصربي يقف على صدر الرجل ثم يحفر على وجهه وهو حيّ صورة للتفوق العرقي... إنه بالضبط ما وقع في غزة. الحرب اليوم تجري بالتفوق العلمي والتكنلوجي.
لنتوقف إذا عن التهليل... لقد فات زمن التهليل وأصبح الزمن زمن التفوق التكنولوجي.
لم يعد زمن التهليل... هذا ما يحب أن نتعلمه من حرب إبادة الفلسطينيين في غزة. لنتوقف عن الكذب على ذقون بعضنا فغزة لم تنتصر وحماس لم تنتصر... غزة أدخلوها نفقا لتداوي جروحها التي لا تبرأ وحماس أجرت اتفاق الهزيمة... أنظروا فعباس أيضا يحكم في رام الله ولكنه لا يحكم في الحقيقة. هذا هو نصر حماس إنه بالضبط كما نصر عباس في رام الله.
الإيراني والقطري والمصري وبدرجة أقل السعودي هم الذين وقعوا على اتفاق الهدنة وليس حماس. حماس الشيخ ياسين انتهت ماتت بالكامل كما ماتت حرب الحجارة لدى الفلسطينيين. العرب المسلمون يفوق عددهم 300 مليون بالحجارة قط يقدرون على تحرير فلسطين لو يتحرروا هم أولا ... لو يحرروا أولا أوطانهم...
" إن التحرّر ليس أن ننتصر على العدوّ بل أن ننتصر على فكرة العدوّ في داخلنا" هذا ما يقوله عبدو بالحاج...
لا يمكن لك أن تنتصر وأنت مهزوم من الداخل...
ماذا تريد حماس في الأخير: تكوين دولة دينية على كامل الأراضي الفلسطينية ... هذه فكرة شيطانية أدت لكل الخسران الذي نعرف في حروب الفلسطينيين ضد الصهاينة... وماذا يريد الصهاينة ولماذا محرقة غزة أليس لبناء دولة دينة أيضا... ولكم وحدكم أن تفهموا... أن تقارنوا... ثم تستنتجون.
الفرق بين حماس والسلطة الصهيونية أن الصهاينة لهم جيش ومتقدمون تكنولوجيا هذا هو الفرق الوحيد بينما الباقي هي نفس وجهي العملة.
الصهاينة لا يمكنهم إلا خوض معارك نظامية بما أن جيشهم نظامي... وحماس تنهزم لأنها تخوض ضدهم حروبا نظامية إنها تتشبه بهم لذلك هي تنهزم. هو خيارها الوحيد لأنها لو سلحت الشعب في غزة لأسقطها وثار عليها لذلك هي تخسر وقد خسرت كل حروبها ضد الصهيونية.
حماس تعرف ذلك ولأنها لا تختلف عمن هم في إيران أو قطر أو مصر أو السعودية فهي ترضى بما يسطرون... ترضى بالاتفاقات التي لا تمنع العدو الصهيوني من أن يتنفس... إنها هدنة تتنفس بواسطها الحكومة الصهيونية وتحول حماس إلى صنيعة أمريكية إيرانية تحكم في شعب منهار جائع لا حول ولا قوة له.
15 أكتوبر 2025
الحمامات تونس