وصية - على موت على حياة -


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

يا من ستعمر بعدي قل لهم بشير الحامدي قال:
"ما أتفه هذا الوضع ...
ما أتفه هؤلاء الحكام وما أتفه هؤلاء الثوريين...
كم كنت ساذجا...
الثورة ستبقى حلما بعيد المنال مع هؤلاء الذين لا يفعلون شيئا غير أنهم يتناسلون ويتناسلون... ويثرثرون...
جيفارا صار أيقونة في رايات محبي النوادي الرياضية...
الثورة مثله تماما صارت مجرد شعار...
أغلبهم لم يعد حلمهم الثورة بل التموقع...
السياسة صارت تموقعا بعد أن كانت في أذهانهم طيلة عقود وعقود حدثا يقلب الأمور جميعا ويؤسس للجديد في كلّ شيء.
لقد خانوا أنفسهم حين سلّموا أنفسهم لأنفسهم.
خانوا الثورة ... حين غنوا « محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع»
الثوار في وقتنا الراهن صاروا يخونون ببساطة ويجدون ألف تبرير وتبرير ...
لم تعد الثورة حلمهم لقد صار مجدهم الشخصي هو الحلم...
تخلوا عن حفلة الرقص الجماعي وصاروا يرقصون لحسابهم الخاص.
النصر يتطلب إرادات أخرى.
لم يعد أحد يرفع رايات النصر الكل صار يرفع لافتات «Game over».
صار الجميع يتحدثون عن الممكن فقط والممكن في مثل هذا الوضع هو هزيمة لا أكثر ...
لقد انخرطوا في الهزيمة هزيمتهم.
يا لها من هزيمة بائسة.
إنهم لا يبحثون عن النصر هم يبحثون عن البقاء كأبطال لا بل قل الموت كأبطال.
إنه البقاء في حدود الممكن.
البقاء في حدود الممكن لا يصنع إلا الأبطال المهزومين.
الثورة تتطلب معانقة المستحيل وبالنسبة لهؤلاء المستحيل يبقى مستحيلا.
قل لهم أني لم أعد أتحمل هؤلاء الحكام ولم أعد أتحمل هؤلاء الثوريين... قل لهم هذا ما انتهيت إليه بعد رحلة الستيين والحياة لن تكون معقدة عندما نصل إلى مثل هذه النتائج..."
ــــــــــــــــــــ
10 نوفمبر 2025
الحمامات. تونس