من رواية العائدون: الحكاية الأولى ـ 4 ـ


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

من رواية العائدون
الحكاية الأولى
ـ 4 ـ
ـ من ماتوا لا يعودون إلا في الخرافة "إلي فيها فيها تو" يعودون لماذا؟ هل يعودون ليعيشوا وضعا كرهه الأحياء وما عادوا يستحملونه...
ـ لا الأموات يعودون ولأجل الأحياء ووضع الأحياء هم يعودون.
ـ توقف عن خرافاتك واهتم بأسرتك وعملك ودعك من كل هذا... الرجال المسلحون لا يقولون ما تقوله ولا يخافون مثل خوفك حتى وإن كان هناك عائدون ... برغم أني أعتبر حديثك مثل الحديث عن العنقاء...
ـ هل تعمل غدا؟
ـ ولماذا تسألني وأنت تعرف أني أعمل؟
ـ غدا وهذا حسب رئيس الفرقة " غدوة عنا في الشارع الرئيسي مظاهرة كبيرة ومسموح لينا فيها استعمال كل أنواع وسائل الدفاع عن النفس" وهناك من الزملاء من يقول إن المظاهرة ينظمها العائدون. ورؤساؤنا لا يريدون الإعلان عن ذلك.
ولماذا السلطة ورؤساؤنا لا يريدون الإعلان عن ذلك؟
لا أعرف ولكن ربما حتى لا يتغيب الكثير وحتى لا يدبّ الخوف والهلع في صفوف البوليس من العائدين ولا يعلم الناس أن هناك من يساعدهم على التظاهر وعصيان أوامر الحاكم...
ـ ليكن ما يكون لابد أن نتظاهر وندفع الناس للتظاهر...
ـ أنت تنسي أنه ظهورنا الثاني ولا يجب حسب ما أرى أن يكون بالتظاهر
ـ يجب تخير طرق أخرى للمطالبة بالحرية...
ـ الحرية...
وتتعالى ضحكات
ـ الحرية كلمة كبيرة وعلى قدر كبرها يكمن أيضا إفلاسها
ـ الناس ونحن يجب أن نقطع مع التحركات التي تستهدف منحنا الحرية
ـ الحرية لا تمنح... الحرية تفتك يا صاحبي
ـ وممن نفتكّها
ـ من مغتصبيها
ـ ومن مغتصبوها
ـ مغتصبوها عديدون ... ولعل الظاهر منهم هو أقلهم فتكا بها وبالناس...
ـ ولمن نمنحها ... فنحن سنعود إلى مقابرنا وننعم بما ننعم.
ـ نمنحها للناس الذين يبحثون عنها...
حرية نمنحها هي مثل لا شيء. الحرية لا تمنح إن مهماتنا العمل مع هؤلاء الأحياء على صهر مطلب الحرية مع مطالب الأخرى ملحة هي أيضا وبذلك وحده نكون قد نجحنا في مهامنا واتجهنا مع الناس اين يجب أن نتجه...

23 نوفمبر 2025
الحمامات. تونس