المقال الرابع من قليل قليل من رحلة عمر: حول تجربتي في رابطة اليسار العمالي


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في هذا المقال سأكتفي بالإشارة إلى حاثتين عشتهما في تنظيم رابطة السار العمالي وهما اللتان دفعاني لغادرة رابطة اليسار العمالي نهائيا وبدء التفكير في تأسيس تنظيم آخر يمكن أن يكون حاملا للأطروحات التي صرت مقتنعا بها ولا يمكن أن تتبناها الأغلبية في رابطة اليسار العمالي.
1 ـ الأطروحات الجديدة التي صرت مقتنعا بها:
ـ هيئة بن عاشور هيئة انقلابية ويجب مقاومتها هي ومن انخرط فيها من اليسار الذي يقول عن نفسه أنه شيوعي.
ـ مقاومة الانقلاب بتنظيم الاعتصامات والوقفات
ـ الجماهير تريد تنظيمات ذاتية وليس أحزابا بلجان مركزية ومكاتب تنفيذية
ـ الجماهير قادرة على مواصلة المسار الثوري
ـ يجب استئناف الثورة
ـ المجلس التأسيسي الذي سيقع انتخابه سيكون هيئة انقلابية
ـ مقاطعة المسارات الانتخابية التي قاعدتها لبرالية ولا يمكن أن تُخرج إلا توليفات لبرالية
ـ التوجه للجماهير بدل التوجه للنخب اليسارية الفاشلة
ـ الدعاية لبرنامج ثوري يرتكز على:
ـ عدم خلاص الديون
ـ حل أجهزة القمع
ـ محاسبة الفاسدين
ـ تكوين لجان للدفاع الذاتي
ـ العمل باستراتيجيات تمكن فعلا من إسقاط النظام
ـ العمل على إقامة مؤتمر ثوري تحضره كل المجموعات الثورية التي تنادي بإسقاط النظام ولها تصور جذري حول السيادة على القرار وعلى ثروات البلاد.
الحادثان:
2 ـ الحادثة الأولى:
أذكر وقتها أن الجو بيني وبين بعض الرفاق كان مكهربا قليلا وأذكر أني انتقلت للمنستير في إطار التحضير للمؤتمر وأذكر أنه لما أردت طرح مسالة التحضير لمؤتمر للمجالس واللجان الثورية لجدول أعمال اللجنة المركزية لم أتمكن من ذلك على أساس أن القضية ثانوية جدا بالنسبة للكثيرين وأنها لا تستحق أي نقاش فهي مرفوضة ورابطة اليسار العمالي وقتها عضو في جبهة ولا يمكن لها تبني هذا الموقف أو الدعوة له.
وهناك من قال " مازال كان زادة نجروا وراء الذري..."
بعد ذلك توجهت للسيد محمد عمامي الذي كان على علم بكل التحركات المتعلقة بالتحضير لمؤتمر لمجالس وجان حماية الثورة وتكفل بتمويله وهو ساعتها موجود بفرنسا فاطمأننت قليلا ولكني بقيت غاضبا من الجميع في اللجنة المركزية لرابطة اليسار العمالي.
أذكر كذلك أني حضرت المؤتمر صحبة رضا كارم الذي كان هناك اعتراض على انتمائه لرابطة اليسار العمالي من قبل بعض الأشخاص فقط لأنه صديق لبشير الحامدي ورغم علمي بذلك فإني لم أعلم رضا بالأمر وهو سيقرأه هنا لأول مرة.
كذلك حضر المؤتمر ليس بصفتهما نائبين بل لا أدرى بأي صفة وقد واكبا جزءا من جلسة الافتتاح الرفيقان ماهر حمدي وسامي السويحلي.
المؤتمر قاطعته كل وسائل الإعلام ولم تحضر ولو وسيلة وكأنَّ الأمر كان مدبّرا سلفا.
ا3 ـ الحادثة الثانية
نظمت رابطة اليسار العمالي اجتماعا أذكر أنه حضره شوقي الصالحي وقتها هو الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي من الجزائر ورفيق من الأممية الرابعة وهو المكلف بالعمل مع الفروع والمجموعات العربية وهو برازيلي الجنسية وقتها أغتقد أن جلبار أشقر كان قد غادر الأممية. واحد أو إثنين أو أكثر عن حزب العمال الاشتراكي الهندي وكميل داغر من لبنان 3 أو 4 فرنسيين منتمين للرابطة الشيوعية الثورية الفرنسية وكثير من التروتسكيين التونسيين.
أذكر أننا وقتها كنا في " طنبك" النقاش حول هيئة بن عاشور وأذكر أن أحلام بلحاج كانت عضوا في هذه الهيئة وتقول أنها موجودة هناك لتمثيل النساء الديموقراطيات (وقد صمّت آذانها هيئات القرار في رابطة اليسار العمالي عن ذلك لابل ربما كان عملا لابد منه لدى البعض) بحيث أن أحلام كانت تحضر في هئات القرار في رابطة اليسار العمالي وكدلك في هيئة بن عاشور وأذكر أني تدخلت وقتها لمطالبتها بالخروج من الهيئة أو الخروج من الرابطة والالتزام بذلك أمام الرفاق الحاضرين وقد التزمت أحلام بالخروج من هيئة بن عاشور ولكنها لم تنفذ التزامها وواصلت الحضور في الرابطة وفي الهيئة.
وعند تأليفي لكتاب الحق في السلطة والثروة والديموقراطية بعد الاجتماع بشهر أو شهرين والذي صدر في سبتمبر 2011 كنت ذيلته بأسماء أعضاء هيئة بن عاشور وقد كانت أحلام بلحاج من بينهم.
(يتبع)