المقال السادس من قليل قليل من رحلة عمر

حول كتابي الستالنية ونظرية الثورة على مراحل وعلاقة ذلك بالشيوعيين الثوريين
سنة 1988 كنت معاقبا دون أن يقع إعلامي رسميا من التنظيم بذلك فلم يعد لي علم بمواعيد الهيئات التي من المفروض أن احضر اجتماعاتها. ففكرت أنه يجب عليا استثمار هذه الراحة المفروضة. وكان قرار التأليف فرديا محضا.
بدأت في التحضير فجمعت كتب ماركس وأنجلز وكل ما كتب لينين وكل ما كتب تروتسكي والمجلدات الأربعة لماوتسيتونغ وثلاثية اسحق دويتشر النبي المسلح النبي الثائر والنبي الأعزل ومن هذه الكتب واحد وجدت عنوانه في كتاب آخر لتروتسكي تنقلت من أجل جلبه ـ لبير علي بن خليفة ـ لأن نسخة واحدة منه كانت لدى رفيق لنا هناك. الكتاب هو دروس ثورة أكتوبر... وكتب أخرى كثيرة منها ماهو لغوندر فرانك ولأرنست مانديل وما هو لبليخانوف المختارات التي سلمت فيها فيما بعد لأحد الرفاق وأظن أنه لو يطلع على هذا المقال سيشهد بذلك وآخرون قرأت كل الكتب التي أحضرتها وأعدت قراءة ما أمكن لي إعادة قراته قبل أن أشرع في الكتابة.
أذكر أني بقيت أكثر من سنة أقرأ فقط دون كتابة. في جوان 1989 ولما أنهينا التدريس انقطعت للكتابة في منزلي وقتها في عمارة حسين الشافعي في سيدي بوزيد ولم أخرج إلا في أول سبتمبر.
ولما خرجت لاحظ وقتها كل من رآني أني قد تغيرت فقد ابيضت قشرة وجهي وسألني البعض هل سافرت أم ماذا ههههههههههههه.
المهم انقطعت للكتابة من أول جويلية لأخر شهر أوت وقتها لم أكن أملك حاسوبا ولا آلة كاتبة كان كل شيء يكتب على الورق وقد كتبت ما يقارب الـ 400 صفحة وعرضتها على صديق (ج.م) فأعجبه النص وأعلمني أنه سيتكفل بطباعته... الصديق لم يكن تروتسكيا ولا في منظمة الشيوعيين الثوريين ولا في مجموعة الماركسيين الثورين كان صديقا فقط نتناول معا البيرة ونسرح عشية السبت للحمامات للقرصاع نحن الاثنين و صديق ثالث هو( ه. ب.) حيث نسكر لنعود لسيدي بوزيد في ساعة متأخرة جدا من الليل.
عرضت الكتاب أيضا على صدري الخياري بعد أن نظمت معه موعدا أذكر اليوم أن موعدنا كان في (الروتوند الطابق الأول) وقد سبقت صدري للموعد وحين حل تجاذبنا حديثا من هنا وهناك حتى وصلنا لما التقينا من أجله وهو راي المنظمة في ذلك الكتاب فقال لي صدري. المنظمة ليس لها أي مشكلة مع ما كتبت فقط إنها ترى أنه يجب عليك أن تحذف النعت الذي استعملته وتعوضه بقول "رفاقنا في البوكت" إن المنظمة تخشي أن يؤثر ما نعت به حمة الهمامي على علاقاتنا بهم... هذا فقط.
وبالمناسبة فالنعت الذي يتحدث عنه صدري هو توصيف سياسي وقد رأيت أنه لا موجب لتغييره و أخبرته بذلك وطبع الكتاب دون الأخذ برأي المنظمة في علاقتها بحزب العمال.
الحمامات . تونس
01 جوان 2025
(يتبع)