أنا الحزن الذي عَبَرَ الأنبياء


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 04:50
المحور: الادب والفن     

أنا حزين
ليس لأن الليلَ طويل
بل لأنَّ نوحًا ما زالَ يجمعُ الموجَ في كفّيه
ولا يجدُ أرضًا تعدهُ باليابسة
أنا حزين
لأنَّ المسيحَ عادَ...
فرأى العالمَ مصلوبًا على الشاشات
ورأى أطفالا لا يحلمون
أنا حزين
كبوذا حينَ أدارَ وجههُ عن النور
فوجدَ الظلامَ يُسبّحُ في المعابد
أنا حزين
كطفلٍ من غزّة
يحملُ حثته في كفيه
ويحفظُ نشيدَ الوطن على لحنِ الانفجار
الحزنُ ليسَ طارئًا علينا
هو لغتُنا الأم
وشريعتُنا الأخيرة
هو الوجهُ الذي نرتديه عندما نخلعُ الألم
أنا حزين
لا من أجل نفسي فقد شبعتُ من الحلم
بل من أجلِ الذين ما زالوا يحلمون
ويستيقظون على رمادهم
هكذا يُجازيني الحزن
أن يهبني ذاكرة لا تنسى

الحمامات
24 أكتوبر 2025