-التقدّم في طريق مسدودة-
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 16:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وضع تنعدم فيه خيارات الخروج من الأزمة ولو مؤقتا هو وضع فشل تام متحقق مائة بالمائة.
لقد أصبح عدم القدرة على الخروج من الأزمة مظهرا شاملا ينطبق على الأقلية التي تحكم كما على الأغلية التي يطحنها السيستام.
العصابة تعطب نظام حكمها وفشلت كل سياساتها التي جاء بها ما يسمى 25 جويلية.
والأغلبية التي لا تملك استمرت كتلة طبقية واسعة يسوء وضعها كل يوم أكثر وأكثر ولكنها بالمقابل عاجزة عن رد الفعل ومقاومة السيستام الذي يطحنها من موقع طبقي مستقل.
هذا الوضع للأسف سيتواصل لأنه ليس هناك من مؤشر في الواقع يمكن الاعتماد عليه للقول أن هناك بوادر حل هنا أو هناك.
سيتواصل التقدم في طريق مسدودة.
لقد واصلوا في سياسة إغراق البلاد في المديونية وتواصل التهريب وانهيار قيمة الدينار وارتفاع الأسعار ونسب التضخم والبطالة و نسب خدمة الدين وووو.
و الأزمة في أوضاعنا مؤجلة منذ ما قبل 2010، وحتى لمّا تصور التونسيون أنها زالت بمفعول مجيئ النهضة للحكم فقد تبين بعد ذلك لهم أنها مجرد أوهام فالنهضة كانت قد وضعت اليد في اليد مع بقايا النظام أي مع جزء من العائلات البرجوازية التي كبرت ثروتها في العهد البورقيبي وعهد بن علي ولكن الأزمة ظلت باقية حتى لما ذهبت النهضة. 25 جويلة أو دعنا نقول بالوضوح اللازم تحالف العائلات الكبيرة في تونس مع البوليس و الجيش لم ينهي الأزمة بل جعلها تستمر وصارت مورد جديدا ومجالا حديدا يُستثمر وتُجنى منه أرباح كثيرة ولابد أن نشير إلى أنه في نطاق ذلك وكما مدت النهضة يديها لجزء من البرجوازية التونسية فقذ عمل التحالف الجديد على خلق شريحة رثة من الإداريين والسياسين الذين يزينون ويقدمون استعمار الداخل على أنه استكمال لمسار 17 ديسمبر... شريحة لم تعرف تونس مثيلا لها حتى زمن الاستعمار الخارجي الفرنسي المباشر.
الأزمة لا يمكن التعايش معها طويلا فهي لابد أن تنفجر... وأول من ستنفجر في وجوههم ليست تونس كما يردد البعض لأن تونس في الحقيقة هي تونسان قلت أول من ستنفجر ضدهم هم هذا التحالف الحاكم والشريحة التي كونها واعتمد عليها في تزيين استعمار الداخل.
قد تتعايش الأغلبية مع أوضاعها البائسة زمنا ولكن لا يمكن أن تتعايش معها إلى مالا نهاية.
الأوضاع اليوم تراكم في اتجاه أوضاع شبيهة بتلك التي سبقت الاطاحة بالديكتاتور بن علي وفي كل الحالات لا أعتقد أن البرجوازية التونسية وممثليها من البيروقراطيات مستعدون لمواجهة أوضاع شبيهة بتلك الأوضاع... وها أننا نصرح بما نرى وبما نفهم شعارنا أن ليس لنا ما نخفي وليس لنا ممن ومما نخاف وذلك لعمري أقل واجب في مواجهة واقعنا البائس.
16 سبتمبر 2025
الحمامات