المقال الثاني من قليل قليل من رحلة عمر
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 23:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سئلت مرة " علاه ديما تقف في فترة ما قبل تأسيس منظمة الشيوعيون الثوريون رغم أنك ساهمت في النقاش ألي سبق التأسيس كما ساهمت بفاعلية في البناء والتأسيس؟ " هذه إجابتي وهي مهداة للصديق محمد عمامي الصغير ( ليس محمد عمامي المعروف) بل هو ذاك الذي لا يعرفه سوى قلة من رفاقه وقد قضّى سنوات من شبابه مع مجموعة الشيوعيين الثوريين مجموعة سيدي بوزيد هو وثلة أخرى أذكر منهم أخو جليلة عمامي وها أني انسى اسمه كما دائما ذاك الذي قضى سنوات في السجن بتهم الإنتماء للتروتسكيين.
الشيوعيون الثوريون في البداية أي سنوات بداية الثمانينات من القرن الماضي لم يكونوا إلا ثلاث مجموعات تكوّن اتجاها سياسيا جذريا وقتها مجموعة الجريصة مجموعة تونس مجموعة سيدي بوزيد وقتها كان يأتينا من فرنسا بالتحديد أحدهم والمسمى حركيا صالح جابر للتكوين وبحكم أنه ينزل بتونس كان يلتقي بصدري الخياري وألفة لملوم أولا فيأخذ منهم فكرة عن تركيبة التنظيم وعن أهم عناصره وفي الحقيقة هو كان في ما يخص عمله مقاد بمن ذكرت وقتها أذكر أنه تنقل لسيدي بوزيد مع صدري الخياري الذي رتب له لقاء بنا نحن مجموعة سيدي بوزيد وقتها ذلك الاجتماع الذي أقيم في منزلي مباشرة بعد زواجي الأول ب 5 أيام.
وقتها لا ماهر عمامي لا نزارعمامي ولا فتحي صلعاوي ولا جلال التليلي لا أحلام بالحاج ولا متع المديونية في مجلس نواب الشعب فتحي ولا سيدي زكري وقتها المجموعة التي يقودها محمد عمامي الكبير من منزل بوزيان ومجموعة سيدي بوزيد التي فيها الموج السعدي بكاري بشير الحامدي. وبهذه المناسبة سأروي لكم 3 حكايات وقعت بالفعل وهي لا تدل إلا على الهشاشة التنظيمية والتكوين المنعدم والتعلق بالمقاومة والنضال مهما كانت النتائج.
الحكاية الأولى:
وقد كان بطلها بشير الخامدي وقد وقعت قبل 1985. مرة اتفقت مع صدري ونحن في اللجنة المركزية أن يرسل لي مقرراتها وبعض الوثائق الأخرى مع سيدة إلى سيدي بوزيد تسلمني حقيبة وتواصل سفرتها في نفس الحافلة. المفيد تسلمت الحقيبة وفي الحقيبة ليس هناك إلا مطبوعات تهم المتنبي على أن يكون داخلها ما سيرسل ولكني نسيت توصية صدري فتسلمت الحقيبة ولا أدري لماذا ولكني لما فتحتها وجدت مطبوعات تهم سيرة المتنبي فوضعتها جانيا ولم أتفطن للأمر ولم أخبر أحدا بما وقع لي حتى صدري وحتى اللجنة المركزية في اجتماعها الذي تلا ذلك التاريخ . هههههههههه
الحكاية الثانية:
في التربص التكويني الذي أشرف عليه صالح جابر في سيدي بوزيد في منزلي هناك من الرفاق سأل وقتها عن موقف الأممية الرابعة من المجاعة في اثيوبيا هههههههه . احتار صالح جابر في الإجابة ونطر للبعض منا بامتعاض ولكنه أجاب السائل على كل حال. ولما انهينا الاجتماع كان تدخل السائل محل تندر منا خصوصا بيني وبين السعدي بكاري ومحمد العمامي الكبير.
الحكاية الثالثة.
أقمنا تربصا جهويا في سيدي بوزيد وقد اكترينا لذلك منزلا ولكن بمرور الأيام نفذت الموؤنة ولم يتبق للمجموعة نقودا فعمد أحدهم وقبض على قط وذبحه وسلخة وأطعم به الجماعة التي كانت تعلم بصنيعه ورحبت بالفكرة.
في سيدي بوزيد أصدرنا نشرية 78/3 وهي نشرية جهوية كانت تطبع بالطرق التقليدية ولقد وجدنا معارضة من اللجنة المركزية وقتها لأنهم ظنوا أنها ستكون لسان حال مجموعة سيدي بوزيد فوقعت معارضتها ولكننا أصدرنا منها يمكن 10 أعداد لتتتوقف بعد ذلك وقد نسيت أسباب توقفها... كانت النشرية توضع تحت أبواب المنازل لتغطي كامل المدينة وللأسف لم تعد لي منها أية نسخة. ولهذه النشرية قصة وهي قصة المطبعة التي سرقها أحدنا من مدرسة ومككن التنظيم فيما بعد منها.
نحن الآن مازلنا في أواسط الثمانينات. أعتقد أنها سنة 1985 أو 1986 وقتها سيبدأ الشيوعيون الثوريون في التوسع لجهات جديدة. صفاقس أظن سوسة قفصة وقد ذهبت صحبة صدري لبعض علاقاته في قفصة ولم أكن أعرف الكثير عنها ولا بمن سنتصل وأذكر فقط أننا اتصلنا بواحد قدمه لي صدري وقتها على أن اسمه إبراهيم ولكني لم أكن أصدق أن اسمه الحقيقي هو إبراهيم. في المنظمة وقتها كانت مجموعة تونس هي الأكثر فهما للنضال وللنظرية وللممارسة وكانوا يعتقدون أن مجموعة سيدي بوزيد هي مجموعة فلاحين لابد من كسب بعضم وترك البعض لذلك كانوا كثيري الريبة منا أو لنقل من بعضتا.
الحمامات في 31 ماي 2025
( يتبع)