|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: فاطمة ناعوت |
شهداءُ مصرَ -المصريون- ... لأجل الوطن!
بدايةً أرجو أن يسامحني القارئُ العزيزُ على ركاكة الصياغة في عنوان المقال. فليس أكثرَ انتهاكًا للغة من تعريفَ المُعرَّف، وتفسير الماء بالماء! هذا ما يُسمِّيه النقادُ وعلماءُ اللغة: “الترهُّل اللغوي". حين تضعُ في الجملة كلماتٍ زائدةً ليس لها داعٍ؛ فتُثقِلُ الجُملةَ وتُضعِف المعنى، ويَمَلُّ القارئُ؛ مثلما بالتأكيد قد مللتَ الآن أيها القارئ العزيز. “شهداءُ مصرَ المصريون"! هل نحتاجُ إلى كلمة "المصريون" بعد عبارة "شهداءُ مصرَ"؟ ثم هل نحتاج كذلك إلى تنصيص الكلمة بقوسين “...” لا داعٍ لهما؟! لماذا نعذِّبُ اللغةَ العربية الجميلة بهذا الترهُل والإثقال في شرح البديهيات وتكرارها، ثم التأكيد عليها بعلامات الترقيم؟! هل نحتاج إلى كل هذا؟! للأسف يبدو أننا نحتاجُ إلى ذلك طالما تغيبُ البديهياتُ عن عقول البعض! وللأسف حين يكون هذا البعضُ من الكبار الذين يُسمع إليهم ويؤخذ عنهم! (انتصاراتُ أكتوبر أعزَّ اللهُ بها العربَ والمسلمين وأيدهم بنصره). هذا التصريحُ المجحفُ قاله البعضُ، منهم أدعياءُ وتجّارُ دين، لا وزن لهم عندي، فابتسمنا وضربنا عنهم صفحًا. ولكن حين قالها الإمامُ الأكبرُ شيخُ الأزهر الشريف، الدكتور "أحمد الطيب"، الذي أكنُّ له الاحترام، حزنتُ ولم أستطع الصمت! فثِقَلُ الرجل وعلوُّ مُقامه العلمي، ورفعةُ مكانته الاعتبارية بوصفه ممثل الأزهر الشريف، بكل ما يحملُ من معنى و تاريخ، تجعلنا ننظرُ في كل حرف من كل كلمة ينطق بها، لأننا نأخذُ عنه ونتعلم. فهل صحيح أن حرب أكتوبر المجيدة كانت حربًا بين "المسلمين" والعدو؟ هل كانت حربًا دينية؟ أم حربٌ من أجل الوطن والكرامة وقضية فلسطين الغالية؟! هل جيشنا المصري الباسلُ كيانٌ طائفيّ لا يضمُّ بين كتائبه إلا المسلمين، أم جيشٌ وطني يحمل لواء الوطن ويذود عن شعبه بكامل طوائفه؟! ألم يخض حربَ السادس من أكتوبر مصريون مسيحيون؟! ألم يحارب ويُستشهد مصريون مسيحيون في جميع حروبنا منذ حرب ٤٨، والعدوان الثلاثي ٥٦، وحرب اليمن ٦٢، وحرب الرمال ٦٣، وحرب الاستنزاف ٦٧، وصولا إلى دُرّة التاج في ٦ أكتوبر ٧٣؟! وغيرها من الحروب كحرب شابا، والمصرية الليبية، وحرب الخليج الثانية، وحرب كاتانغا، وغيرها من المعارك والحروب. هل كان الضباطُ والجنودُ المسيحيون يجلسون في بيوتهم أثناء كل هذا وذاك، أم كانوا على الجبهة يقاتلون ببسالة من أجل الوطن ويستشهدون؟ ألم يتيتَّم أطفالٌ مسيحيون فقدوا آباءهم، وترمّلت مسيحياتٌ فقدن أزواجَهن، وثكلت أمهاتٌ مسيحياتٌ أبناءهن؟! ألم تتشح بيوتٌ مصريةٌ مسيحية بالسواد في جميع حروب الوطن، ليس فقط في حروبنا الخارجية مع إسرائيل الغاشمة وغيرها، بل كذلك في حربنا الداخلية المريرة مع الإرهاب الإخواني في سيناء وسائر جنبات الوطن العزيز؟! ألم تُفجَّرُ كنائسُ ويُقتل مسيحيون على يد التكفيريين أثناء الاحتلال الإخواني وبعد ثورتنا الشريفة في ٣٠ يونيو ٢٠١٣؟! ما بالكم كيف تعقلون؟! يقول اللهُ تعالى في كتابه العزيز: “ولا تبخسوا الناسَ أشياءهم" (الأعراف ٨٥)؛ ليُعلِّمَنا الاعترافَ بفضل كل إنسان أتقن عمله وأدى واجبَه وعمل صالحًا. فكيف لا نطيع أمرًا إلهيًّا رفيعًا علمنا اللهُ إياه، فنبخسُ حقَّ الناس على هذا النحو غير الكريم؟!
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |