|
|
غلق |
|
خيارات وادوات |
|
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: فاطمة ناعوت |
الكراهية رصاصة مرتدة
لأنني أمٌّ لصبيّ جميل مصاب بـ"طيف التوحد"، فقد اشتركت في صفحات وجروبات خاصة بالمتوحدين، تتبادل فيها الأمهاتُ تجاربهن مع أطفالهن. بالأمس قرأتُ "بوست" لأمٍّ غاضبة تحكي عن سائق تاكسي قال لابنها: “يا حيوان!"، ثم فرّ دون أن تقتصَّ منه، وتسأل: كيف يمكنها أن تأخذ حق ابنها؟ وتفاوتت التعليقاتُ ما بين الغاضبة والمُحسبنة والداعية على السائق بالهلاك، وأخرى تدعو الأمَّ للغفران وتجاوز الغضب. وكالعادة حين أصطدمُ بمثل هذه المحن، أهربُ إلى منطقة اطمئناني الخاصة، فأجدُ سلواي في "الحب"، لإيماني بأن غيابه هو أصلُ جميع شرور العالم، دون استثناء. هو "القانون" الذي غرسه أبي في طفولتي، ويزداد إيماني بصحته يومًا بعد يوم. أسمّيه "قانونًا"؛ وليس مجرد "نظرية" أو "فكرة"، لأن له مئات الأدلة الثبوتِية التي كوّنتُها عبر تجاربي وقراءاتي، حوّلت النظريةَ والملاحظة، إلى قانون صارم. تأمل فكرة: “جميع شرور العالم سببها غياب الحب”، ثم حاول تطبيقها على كل ما مرّ بك من شرور؛ سواء في حياتك الواقعية أو فيلم شاهدته أو حكاية سمعتها. على الأغلب ستُقرُّ معي بأن غياب الكنز الثمين الذي اسمه "الحب" هو سبب أزمات البشرية، بما فيها الفقر والمرض والظلم والطائفية والإرهاب والحروب وحتى الجوائح والكوارث التي صنعها الإنسانُ حين أغفل عن حبّ الإنسان والطبيعة وركض وراء مصالحه الصغيرة. علينا أن نحذرَ غيابَ الحب من حياتنا؛ لأن هذا الغياب سوف يعقُبه غيابُ "الحق والخير والجمال" من الحياة، ثم لا يتبقى بعد ذلك إلا غياب "الحياة"؛ ذاتِها.
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
نسخ
- Copy
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
اضافة موضوع جديد
|
اضافة خبر
|
|
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
|
الحوار المتمدن
|
قواعد النشر
|
ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن
|
قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن |
|
|
||
| المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها | |||