لماذا ... صوتي للرئيس السيسي؟


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 11:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

في دعوة الناس للنزول والمشاركة في الانتخابات الرئاسية وشيكة الحدوث الشهر القادم بإذن الله، لا أودُّ أن أقولَ كلامًا استهلاكيًّا كلاشيًّا مكررًّا من قبيل: أن صوتنا حقٌّ لمصر علينا سداده، وواجبٌ وطنيّ نحو الوطن علينا تأديته، فتلك أبجديات الديمقراطية التي نعرفها جميعًا. بل أقول إن النزول الحاشد وذهابنا جميعًا كـ أُسرٍ وعائلات وأصدقاء وزملاء عمل إلى صناديق الانتخاب، ليس فقط يرسم "الصورة الحضارية" للمواطن المصري الإيجابي على صفحات عيون العالم، بل كذلك، وهذا هو الأهم، يرسم "الصورة الحضارية" التي نحلم بها لأنفسنا على "صفحات عيوننا" نحن المصريين أمام أنفسنا وأمام مصرَ الطيبة التي أعطتنا السكن والأمان وتنتظر منّا أن نكبرَ بها ولها حتى نستحقَ شرف الانتماء إليها فنكون "مصريين"، وتلك نعمةٌ علينا الحفاظ عليها، بالعمل والفعل وليس بالشعارات والكلام. انزلْ وامنح صوتك لمَن تريد من المرشحين الأربعة. فإن ارتأيتَ أن اللحظة الراهنة تتطلب التغيير، فواجبك أن تنزل وتعلن هذا في ورقة التصويت، وإن كنتَ ترى- مثلي- أن قائد الفترة القادمة هو الرجل الذي غزل ثوب مصر الجديدة على مدى عشر سنوات مضت بصبر وتعب وجد وكد وتضحية وثبات وحب لمصر والمصريين، وهو المرشح/ "عبد الفتاح السيسي"، فعليك النزولُ وإعلان ذلك في ورقة التصويت، وعدم الارتكان إلى "كسل المطمئن" إذ تقول لنفسك: “السيسي سيفوز سواءً نزلتُ أم لا؛ لأن كل الناس عاوزاه"، فهذا خطأ كبير في حق الوطن، وفي حق الديمقراطية، وفي حقّك أنت ذاتك كمواطن مصري مسؤول. فإن كنتَ تريد "السيسي" لفترة رئاسية قادمة عليك النزول وإعلان هذا في صندوق الانتخاب، لأن فوزه بأرقام انتخابية أقل مما فاز بها عام ٢٠١٤، بسبب اطمئنان ناخبيه ومريديه لفوزه وتقاعصهم عن الانتخاب، سوف يضع مصر في صورة مغلوطة لا تعبر عن الواقع وهو ما سيؤثر بالسلب على مصر في جميع نواحي الحياة في المرحلة القادمة. أقول هذا الكلام لأنني سمعتُ تلك العبارة كثيرًا من قرائي وأصدقائي في معرض حديثي عن "الانتخابات الرئاسية" القادمة: “كلنا عاوزين السيسي فهو رجل المرحلة، فما جدوى الانتخابات؟!” ذاك هو "كسل المطمئن" الذي يرسم الصور المغلوطة للوطن في أرقام صناديق الانتخاب. فإن كنتَ تريد هذا المرشح أو ذاك، انزل وقل هذا وامنح صوتك لمن تراه قادرًا على إكمال المسيرة.
ولماذا أمنحُ صوتي للرئيس السيسي؟ هناك ألفُ سببٍ يجعلني أمنحُ صوتي للمرشح الرئاسي: "عبد الفتاح السيسي" لفترة رئاسة قادمة حتى يكتملَ سطوعُ المشروع الحضاري التنموي الثقافي المشهود الذي أشرقت ثمارُه منذ لحظة غرس بذورها في أرض مصر الخصبة الطيبة قبل عشر سنوات؛ يوم أهدانا اللهُ هذا الفارسَ العظيم مُنقذًا لمصر الطيبة في لحظة مريرة شديدة الوعورة والخطورة والعسف؛ كانت فيها مصرُ تتجرّف تحت أقدامنا بمعاول الإخوان العمياء، وتخبو الحياةُ في عينيها شيئًا فشيئًا، حتى كاد الوطنُ يضيعُ من بين أيدينا ونضيعُ معه، لولا رحمةُ الله التي أرسلت لنا فارسًا جسورًا ينقذها وينقذنا. هو الرجلُ النبيل الذي أحبَّ مصرَ وشعبَ مصر فحمل روحَه على كفيّه حتى حرّرها من المحتلّ التتري الإخواني الذي رسم خطّة تسليمها للخراب والشتات، ثم حمل الفارسُ روحَه من جديد على كفيّه حتى حررها من الإرهاب الأسود الذي ضرب أنحاءَ مصرَ بعد تحريرها من الغول الإخواني، ثم واصل الليلَ بالنهار على مدى سنواتٍ عشرٍ يرمِّم ما تهالكَ من جدران الوطن ويبني ويشيد ويُعمّر، آخذًا بيد "المرضى" حتى يشفوا عبر مبادرات صحية مدهشة واعدة؛ لإيمانه بأن الصحة حقٌّ لكل إنسان وأن مصرَ تستحقُ أن ترفعَ لواءَ "وطنٌ بلا أمراض" قريبًا بإذن الله، وآخذًا بيد "الفقراء" ليقدّم لهم "حياة كريمة" يستحقونها؛ لإيمانه بأن "المواطن المصري" بأمر الدستور المصري له حقُّ الحياة الكريمة، وآخذًا بيد "ذوي الهمم" ليمنحهم حقوقًا وطنية وإنسانية طال حرمانهم منها؛ وذلك لإيمانه بأن "ذوي الهمم" طاقةٌ هائلة علينا تفجيرُها بدلاً من الركون والاستسلام إلى تعطيلها القَدَري، وآخذًا بيد المشردين البلا-مأوى وأطفال الشوارع و"سكّان العشوائيات" المتهالكة المهدِّدة لحياتهم حتى يسكنوا مساكن صحية في مدن مشرقة بنور الشمس والتحضّر بها: حدائقُ وملاعبُ ومكتباتٌ ووحداتٌ صحية ومدارسُ ودورُ عبادة كما ينبغي لأي تجمّع سكني؛ وذلك لإيمانه أن العيش في مكان آدمي صحي هو أولى خطوات الكرامة وبناء الإنسان المصري، ولإيمانه بأن "ظاهرة العشوائيات" التي استفحلت في مصر بسبب الانفجار السكاني منذ سبعينيات القرن الماضي عارٌ لا يليقُ بمصرَ وآن وقت محوه من ذاكرة الوطن والارتقاء بحياة الناس.... وبكل أسف انتهت مساحةُ مقالي هنا، ولذا أُكملُ في مقال قادم أسباب انتخابي لرجل صنع أمجادًا حقيقية في سنوات قليلة، تُنبئ عن قادمٍ أجمل وأقوى. تحيا مصر.
***