صوتي للرئيس السيسي


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 04:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

[email protected]

هناك ألفُ سببٍ يجعلني أمنحُ صوتي للمرشح الرئاسي، الرئيس الوطني، الفارس الجسور: "عبد الفتاح السيسي". ذلك الرجلُ النبيل الذي أحبَّ مصرَ وشعب مصر فحمل روحه على كفيّه قبل عشر سنوات حتى يحرّرها من المحتلّ الإخواني التتري الذي كان ينتوي تجريف مصر وتسليمها للخراب والشتات، ثم حمل الفارسُ روحَه من جديد على كفيّه حتى يحررها من الإرهاب الذي ضرب أنحاء مصر بعد تحريرها من الغول الإخواني، ثم واصل الليل بالنهار على مدى عشر سنوات يرمّم ما تهالك من جدران الوطن ويبني ويشيد ويُعمّر، آخذًا بيد المرضى حتى يشفوا عبر مبادرات صحية واعدة، وآخذًا بيد الفقراء والمعدمين ليقدّم لهم "حياة كريمة" يستحقونها، وآخذًا بيد المشردين وسكّان العشوائيات حتى يسكنوا مساكن صحية في مدن مشرقة بنور الشمس، وآخذًا بيد المرأة حتى تتعرف على حقوقها المهدورة سنواتٍ وعقودًا وآمادًا وتنالها كما لم تنلها في أي عصر مضى، وآخذًا بيد الطفل المصري حتى ينمو صحيح البدن صحيح النفس صحيح العقل لإيمانه بأن الاستثمار في الطفل المصري هو ضمانة المستقبل المشرث، وآخذًا بيد التعليم المصري لكي يتطور وينصُع عبر مناهج تربوية حديثة تعلو بالفكر وتخلق العقلية المفكرة الناقدة، وعبر تشييد المدارس المتطورة والجامعات الدولية على أرض مصر، وآخذًا بيد العمالة المصرية عبر تشييد المصانع ومدن للدواء والرخام والأثاث والجلود لخلق فرص للاستثمار والتحقق، ومد الفدادين الزراعية والصوب والمزارع السمكية ومشروعات لتنمية الثروة الحيوانية ومدن للطاقة، وتحويل الجهاز الإداري المتهالك إلى الأنظمة الذكية لتيسير الجهد وتوفير الوقت، وشق شبكات جديدة للطرق والجسور وشبكات السكة الحديدية وإصلاح الجهاز المروري وتوفير الحافلات والقطارات التي توفر وقت التنقلات في عاصمة مكتظة ومدن مزدحمة بالسكان. أمنح صوتي للرئيس المثقف "عبد الفتاح السيسي" الذي احترم القوى الناعمة التي هي سلاح العقول، واحترم الهوية المصرية المنسية وأعاد لها جلالها المُغتال وافتتح المتاحف في جميع ربوع مصر والتي هي أحد أعمدة السياحة العالمية في مصر. والحقّ أن سرد ما أنجزه الرئيس الوطني "عبد الفتاح السيسي" في عشر سنوات، في مقال كهذا أمر عسير للغاية، فما حصدناه نحن المصريين من منجزات في عهد "السيسي" ما كان ليُنجز في مائة عام على روزنامة الكود الزمني البطيء الذي عهدناه منذ عهود طوال. وبعد عشر سنوات من حكمه أدركتُ لماذا حين سألناه عن برنامجه الانتخابي عام ٢٠١٤، يوم التقيناه في لقائه مع الأدباء والمفكرين، فقال: “مقدرش أقول برنامجي!” اندهشنا يومها لكننا أدركنا مع الوقت أنه لو كان أخبرنا بربع ما كان ينتوي أن يقدمه لمصر، وما قدمه بالفعل مع السنوات، ما كنا لنصدقه، وكنا سنقول يومها: “هكذا يعدُنا المسؤولون طوال الوقت، ولا يقرنون الوعود بالعمل!”
أثبتت الأيامُ والسنوات أن الرئيس السيسي رجلُ عمل وليس رجل وعود لا تتم. عهدناه لا يتكلم عن منجز جديد قبل إتمامه، وكنّا نحن الصحفيين، نتفاجأ بافتتاحه بعدما يصير واقعًا وحقيقة، وليس أحلامًا ومداعبة آمال. ولولا نوازلُ جسامٌ حلّت بالعالم مثل التضخم الاقتصادي والكساد العالمي وجائحة كورونا وحرب أوكرانيا ومؤخرًا حرب غزة، لكانت مصرُ في مكان آخر، وسوف تكون بإذن الله في المكان والمكانة التي تستحقها في عهد الرئيس العظيم "عبد الفتاح السيسي" الذي أمنحه صوتي بكل اقتناع ورضا ورجاء في غدٍ مشرق وشيك بإذن الله تعالى.
اليومَ على صفحة مجلتي العزيزة "نصف الدنيا" أتذكّر معكم واقعتين سجلهما التاريخ ولا أنساهما حدثتا وقت ترشّح الرئيس السيسي قبل عشر سنوات. الحاجة "ناريمان"، سيدة مصرية بسيطة من مدينة المنيا، ذهبت لتعطي صوتها في الانتخابات الرئاسية ٢٠١٤، وقفت أمام ورقة التصويت، ثم طرحت جانبًا القلمَ الذي منحوه لها، وأخرجت من طيات طرحتها دبوسًا حادًا، وخزت به إصبعها، وانتخبت الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بقطرات دمائها. وهكذا قد أوفت النذر الذي قطعته على نفسها بأن تمنحه دمها لأنه منحنا الحرية من النازية الإخوانية. هكذا سجَّلْ التاريخ. أما الواقعة الثانية فكانت لطفلة مصرية صغيرة راحت تلاحق جنديًّا في القوات المسلحة كان يقوم بتأمين العملية الانتخابية عام ٢٠١٤. إن مشى الجنديُّ مشت إلى جواره، وإن توقف توقفت. ضحك المجندُ وسألها أن تتوقف عن ملاحقته حتى يلتفت إلى عمله، لكن دون جدوى. ولما سألها المارةُ: “لماذا تلاحقينه يا صغيرة؟" أجابت في براءة: “عشان شبه السيسي!” والتفتت للمجند تسأله: “هو أنت رايح للسيسي؟" فقال لها: “نعم!"، فأجابت بتلقائية: “هاجي معاك.” سألها: “ليه؟ عاوزة تقوليله ايه؟" أجابت بعفوية: “هاقوله: بحبك أوي يا سيسي!” سجِّلْ يا تاريخ.
***