المرأةُ وصولجانُها الذهبيّ ... في عهد الرئيس السيسي


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

١١ أكتوبر، هو "اليوم العالمي للفتاة" كما أعلنته الأمم المتحدة لدعم حقوق الفتيات وضمان حصولها على فرص للحياة الأفضل والتوعية بخطورة عدم المساواة والعدالة بين الذكور والإناث. هنا نتذكّر بفخر جميع المبادرات التي أطلقها الرئيس السيسي لدعم المرأة وتوعيتها بحقوقها وتمكينها اقتصاديًّا؛ حتى ترتقي بأسرتها وتنشئ جيلا قويًّا يليق باسم مصر المستقبل. منذ يومه الأول في الحكم، كان جليًّا إيمانُه الراسخ بأن المرأةَ حجرُ الزاوية في الأسرة، وصانعة مستقبلها والقائمة الحقيقية على تنشئة جيل قوي ينهضُ بالوطن.
فالشاهد أن المرأة المصرية اليومَ تقبضُ على صولجانها الذهبي تحت لواء "الجهورية الجديدة"، وصارت تكتسبُ كلّ يوم مكتسبات جديدة تأخرت طويلا حتى عددناها في "دفتر الأحلام المستحيلة”. نشكرُ الله أن مصر الراهنة في ثوب "الجهورية الجديدة" بدأت تعيدُ للمرأة مكانتها الرفيعة التي تليقُ بها، والتي افتقدناها عهودًا طوالا لأسباب رجعية يطولُ شرحُها. فلم نكن نحلمُ بأن تحمل المرأةُ حقيبة سيادية خطيرة ورفيعة المقام مثل "وزارة الثقافة" التي كانت حكرًا على الرجال منذ نشأة وزارة الثقافة في مصر إثر خروجها عن عباءة "وزارة المعارف العمومية" في خمسينيات القرن الماضي، ثم استقلالها عن مظلة "وزارة الإرشاد القومي"، حتى تبلورها واستقلالها كوزارة مستقلة في نهاية ستينيات القرن الماضي، وكان أول وزرائها العظيم د. “ثروت عكاشة". وظل يحمل حقائبَها رجالٌ دون النساء على مدى العقود حتى سنوات قليلة خلت. واليوم تحملُ حقيبة الثقافة سيدةٌ للمرة الثانية على التوالي، وكان هذا حلمًا عصيًّا، رغم أن بلدانًا عربية قد سبقتنا في ذلك! لم نكن نحلم أن تحمل المرأةُ المصرية حقائب خطيرة مثل: وزارة التعاون الدولي، وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، وزارة الصحة والسكان، وزارة السياحة. ومازلتُ أذكر هذا اليوم من يونيو ٢٠١٨ حين أشرقت الصحفُ والمواقعُ الخبرية في مصر والعالم بهذا الخبر المدهش: “لأول مرة في تاريخ مصر، ربع أعضاء الحكومة من النساء، ثمان وزيرات في حكومة واحدة"، ويومها أصدر "المجلس القومي للمرأة" برئاسة د "مايا مرسي" بيانًا أعربت فيه عن سعادتها وجميع عضوات وأعضاء المجلس بهذه الخطوة الحضارية الراقية. وكانت سعادتنا لا توصف، نحن الشارع الثقافي من الأدباء والكتاب بهذه الطفرة الحضارية الحادثة في تاريخ مصر والذي يُتوّجُ المرأة المصرية بما تستحقه من تكريم يليق بها. كان حلمًا عصيًّا أن نطالع في جريدة الصباح خبرًا عن قرار جمهوري بتعيين ٥٧ قاضية في مقعد "رئيس محكمة"، ووكلاء نيابة. ولم يكن لمثل تلك الأحلام أن تحدث لولا الإرادة السياسية الحكيمة، والجسورة دون شك، والتي ارتأت أن تمكين المرأة على كافة الأصعدة السياسية والتشريعية والاجتماعية والاقتصادية بات حتميَّ الحدوث تحت شمس "الجمهورية الجديدة" التي تنهج النهج التنويري الحضاري في جميع جوانبه المشرقة.
عديدُ المبادرات السيادية دشنتها الدولة المصرية الراهنة، تعمل على النهوض بالمستوى المعيشي للأسرة المصرية والمرأة المعيلة؛ كان درّةُ تاجها المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي تُسخّر كافة جهود الدولة وقطاعاتها المختصة لتفعيل آليات دعم المرأة المصرية والارتقاء بدخلها في الريف المصري. وكان من بين الأحلام المستحيلة كذلك عبارة: "مكافحة العشوائيات" التي غدت خلال سنوات قليلة من فولكلور العهود القديمة حيث استبدلنا بها تعبيرًا بات واقعًا وهو: "القضاء على العشوائيات" لتحل محلها مدنٌ متكاملة راقية أنيقة تليق بالإنسان، كما في حي الأسمرات وجميع الأحياء الجديدة التي انتقل إليها سكانُ العشوائيات.
ولكي نكتشف كيف تسيرُ مصرُ الراهنة في عهد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" وفي ظل بروتوكول “الجمهورية الجديدة” على وقع الإيقاع الحضاري المستنير في تكريم المرأة والاعتراف بإمكاناتها وقدرتها على معالجة الأمور على النحو السديد، تعالوا نتعرّف على مكانة المرأة المصرية عند الجد المصري القديم، علّنا نضبط إيقاع وعينا الجمعي على إيقاع الحضارة العظمى التي انحنى لهنا العالمُ احترامًا.
سجل الملكُ "أمنحتب الثالث" مناسبة زواجه من الملكة "تي" على جعران نقش عليه: "إنها الأعجوبةُ التي وهبها الإله لجلالته"! ووصفها العالمان "بورخارت" و"ويجال" بأنها أعظم نساء التاريخ ذكاءً وقوةً وعزيمة، وكانت مستشارة شئون الدولة المصرية في الداخل والخارج، وساهمت جهودها في إنجاح الإمبراطورية المصرية. لهذا ظلَّ اسمُها مقرونًا باسم الملك في جميع الوثائق الرسمية تشاركه الاجتماعات السياسية والدينية والرحلات خارج البلاد، وكان لها الفضل في تعمير وتجميل "طِيبة" وتشييد المعابد فى جميع أنحاء الوادي المصري. وصفها أحدُ الكهنة في إحدى البرديات بقوله: "عندما تتكلم تخرجُ من شفتيها لآلئُ الحكمة المقدسة". هكذا احترم سلفُنا المصريُّ العظيمُ المرأةَ وأجلَّ مكانتَها.
نشكرُ الله تعالى أن “الجمهورية الجديدة" تسيرُ بخطًى واثقة ومشهودة نحو التحقق والعلو والاعتراف بمكانة المرأة. كل عام وكل فتاة مصرية في علو وإشراق، وتحيا مصر المتحضرة.


***