مدينة نور … مستقبلُ مصرَ الأخضر


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 13:38
المحور: حقوق الانسان     

علي خُطى استراتيجية واعدة تبنتها الدولةُ المصرية من أجل الوثوب نحو المستقبل، أشرقتْ في صحراء مصرَ على مدى السنوات الماضية سلسلةٌ من المدن الخضراء الجميلة صنعتْ نقلةً نوعية في حقل التنمية العمرانية العصرية في مصر، علي محور التنمية الشرقي الذي يربطُ إقليمَ القاهرة الكبرى بمحور قناة السويس، الذي يُخطّطُ له أن يكون "منارةَ الشرق" في المستقبل القريب. مدينة "الرحاب"، ثم "مدينتي" اللتان مهّدتا الأرضَ لإشراق "العاصمة الجديدة"، والآن "نور” مدينةٌ خضراءُ مُستدامة، تغزلُ خيوطَ المستقبل على نَول العصرية والعمارة الخضراء الذكية.
منذ تولى الرئيسُ "عبد الفتاح السيسي" الحكمَ قبل سنواتٍ سبع، ومصرُ تسيرُ في مجال التنمية العقارية على مسارين متوازيين، يسيران كتفًا بكتف. قضى المسارُ الأول على العشوائيات غير الحضارية، واستقبل ساكنيها من معدومي الدخل في مدن أنيقة متكاملة الخدمات كما في: "الأسمرات، المحروسة 1-2، أهالينا 1-2، معًا بالسلام، والخيالة" وغيرها. وأما المسارُ الثاني فيصنع نواةً للاستثمار العقاري الفائق، كما في "العاصمة الجديدة" و"العلمين" وغيرهما، وهذا المسارُ سوف يُدرُّ على الوطن الأموالَ التي تصنعُ "التنمية المنشودة" التي سوف تضعُ مصرَ في مصافّ الدول الأولى في القريب بإذن الله، كما يليقُ باسمها الحضاري العريق. هكذا تُبنى الحضاراتُ وتنهضُ الدول.
مدينة "نور" التي تنفذها الآن مجموعة "طلعت مصطفى" بالشراكة مع وزارة التعمير والإسكان، وثبةٌ حقيقية نحو المستقبل وطفرةٌ حضارية راقية في مسيرة التنمية العمرانية في مصر. والشاهدُ أن "مجموعة طلعت مصطفى" كانت أول من قام بتنمية مجتمعاتٍ عمرانية متكاملة الخدمات، ساهمت بشكل كبير في مواجهة ظاهرة التكدّس المتوحش في قلب القاهرة، ونجحت في استقطاب ما يناهزُ المليون نسمة يعيشون الآن في "الرحاب" و"مدينتي" والعُقبى لمدينة "نور" التي تُزهرُ اليومَ على ضفاف "العاصمة الجديدة".
حين تنظرُ من منظور عين الطائر Bird s Eye View (كأنك تنظرُ من طائرة) إلى مدن الرحاب ومدينتي وسيليا، وكذلك الرسومات التمهيدية لمدينة نور، سوف تجدُ أن المباني غارقةً في الحدائق الخضراء، وكأنها زهورٌ نبتتْ من قلب التربة الخصبة، التي كانت، حتى الأمس القريب، صحراءَ قاحلة. تتبنّى "مجموعة طلعت مصطفى" فلسفةَ "العمارة الخضراء" التي تعلمناها في كلية الهندسة، والتي لم تعد رفاهيةً في ظلّ التحديات التي يواجهها العالمُ من نُدرة المياه، وشُحّ الطاقة، وظاهرة التغيّرات المناخية، والجائحات الفيروسية المستجدة، وغيرها من الصعوبات التي جعلت "العمارة الخضراء" ضرورةً مُلحّة لمواكبة العصرية والسلامة والاكتفاء الذاتي في مجال البناء والتشييد. وهي الفلسفةُ الحضارية التي تبنتها كذلك وزارةُ اﻹسكان في الجمهورية الجديدة منذ كان مهندس "مصطفى مدبولي" وزيرًا للإسكان، وحتى تُتِمَّ مصرُ نهضتها العظمى بإذن الله. حيث أقرنت الدولةُ منحَ تصاريح البناء للمدن الجديدة، بنهج العمارة الخضراء المستدامة. وتعتمد تلك المنظومةُ العمرانية تصاميمَ معماريةً واعية تحترم البيئة وتصنع علاقة راقية بين المبنى والمحيط الطبيعي، من أجل توفير الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل العوادم؛ لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، دشّنت مجموعة "طلعت مصطفى" مدينة "نور" الذكية على ربوع حدائق العاصمة الجديدة على مساحة 5000 فدان؛ لتضعَ مصرَ بقوّة في قلب المستقبل. وضع حجرَ الأساس د. "عاصم الجزار" وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، ورجلُ الأعمال والمطوّرُ العقاري "هشام طلعت مصطفى" الرئيس التنفيذي للمجموعة. ومن المخطّط أن تتبنّى "مدينة نور" فلسفة المدن الذكية Smart Cities التي تعمل بأحدث التقنيات التكنولوجية العصرية حيث تُشيّدُ البنيةُ التحتية المتطورة بالألياف الضوئيةFiber Optics، التي تصنع مظلّة مترامية من خدمات الإنترنت فائق السرعة والواي فاي تغطي الحدائقَ والمناطق التجارية والخدمية، وتوافر مظلّة أمنية فائقة من خلال شبكات كاميرات المراقبة وغرف التحكم التكنولوجي الفائق بالمدينة. 
والحقُّ أن "هشام طلعت مصطفى" عقليةٌ استثنائية في مجال التطوير العقاري والإدارة. نجح أولا في تشييد مدن معمارية عصرية حضارية جميلة، ثم نجح في إدارة تلك المدن بعد بيع وحداتها، حتى تظلَّ بهيةً وأنيقة كما كانت يوم ميلادها الأول. إنها "فلسفةُ الصيانة" المستمرة والمتابعة للمنشأة والحدائق والخدمات في المدن السكنية، من أجل الحفاظ على سلامة ورفاه سكانها. وتلك إحدى السمات الرئيسية في فلسفة التشييد في جميع مشروعات "طلعت مصطفى"، وهي التي جعلت هذا الاسم من علامات مصر العمرانية الفائقة. مصرُ تقفزُ نحو النور وتصنع المستقبل الأخضر. “الدينُ لله والوطنُ لمن يبني الوطن.”
***