-راعي مصر للتنمية- … أحدُ قلوب مصر الخافقة


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 13:21
المحور: حقوق الانسان     

ثلاثةُ أشقاء من أبناء مصر الأصلاء، إلى جانب مناصبهم المرموقة في الدولة، وهبوا حياتَهم لمساعدة الأسر المعدمة في صعيد مصرَ وعشوائيات القاهرة. ولا عجبَ وهم سلالة عائلة عريقة تشرّبت القانون وحقوق الإنسان منذ زمن بعيد. هم أبناءُ "عادل رمزي حنا" أشهر محاميّ الصعيد وأحد أعلام القانون في مصر، وأحفاد المحامي الكبير "رمزي حنا" نقيب المحامين بالمنيا لعقدين من الزمان وشيخ محاميّ الصعيد.
المستشار القاضي/ "أمير رمزي"، المحامي وعضو البرلمان المصري/ د. "إيهاب رمزي"، الفنان والكوميديان الجميل/ “هاني رمزي". مناصبهم الرفيعة لم تمنعهم من وهب أوقاتهم وأموالهم من أجل فقراء مصر لرفع مستوى حياتهم ليعيشوا حياة آدمية كريمة، فأنشأوا مؤسسة خيرية منحوها اسم "راعي مصر للتنمية"، مُشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي منذ عام 2016. قدمت "راعي مصر" في سنوات قليلة جهودًا مشهودة لمساعدة الدولة في الارتقاء بحال المعدمين والمرضى في مصر.
في رمضان الماضي، قدمت "راعي مصر" 242 طن لحوم وكرتونة رمضانية لـ 173 ألف أسرة فقيرة من أهالي صعيد مصر، فضلا عن بطاطين لـ 7000 أسرة وملابس جديدة لأطفال مصر في عيد الفطر المبارك وعيد القيامة المجيد. دعمت "راعي مصر" حتى الآن حوالي 2000 طالب في مراحل التعليم المختلفة، و400 أرملة ورب أسرة معدم، صِرن وصاروا أصحابَ مشروعات يمتلكون مصدر دخل ثابت لهم ولغيرهم من العاطلين عن العمل. أنشأت "راعي مصر" مشروع "المستشفيات المتنقلة" في سيارات مجهزة بأطباء متخصصين وأجهزة أشعة وتحاليل مجانية، تجوبُ أرجاءَ مصر؛ عالجت حتى الآن أكثر من نصف مليون مريض فقير في 400 نجع وعزبة في أفقر قرى الصعيد وأشدها احتياجًا. بنوا بيوتًا لمئات الأسر التي كانت تعيش دون سقفٍ في عشش من الجريد والصفيح. قدمت "راعي مصر" ما يربو على نصف مليون خدمة مجتمعية لأكثر من 3000 أسرة معدمة وشيدت أكثر من 2000 بيت، وجهزت حوالي 2000 عروس وفرشت بيوتهن، وأجرت المؤسسة أكثر من 2000 عملية جراحية حرجة ومستعصية.
ونظرًا لجهودهم الحقيقية المشهودة في مجال التنمية، تحمّس كثيرٌ من النجوم لدعمهم فأقامت الفنانة الجميلة "ماجدة الرومي" حفلا ضخمًا تبرعت بعائده لمؤسسة "راعي مصر"، ولم تكتف بهذا بل سافرت معهم إلى نجوع الصعيد وقدمت بنفسها ملابسَ العيد للأطفال الفقراء. وكذلك فعل الفنانون: “نانسي عجرم”، و”داليا البحيري”، و”محمود العسيلي” وغيرهم. وتبرع طاقم مسرحية “أبو العربي” بطولة "هاني رمزي" و" داليا "البحيري" و"أحمد فتحي" بعائد إحدى الحفلات لصالح المؤسسة. وأفخرُ أنني شاركتُ "راعي مصر" في زيارة كثير من الأسر المعدمة. ومن خلال المستشار "أمير رمزي" تعرفتُ على "الست مبسوطة" في سمالوط، والتي صارت صديقتي الشخصية، وكتبتُ عنها مقالا عنوانه: “أغنى امرأة في مصر"، لأن دخلها الشهري كان 67 جنيها، تصرفُ منه على أربعة أبناء مصابين بضمور المخ وزوج قعيد مصاب بالفشل الكلوي، وتتبرع بجزء من دخلها للفقراء. وحين تسألها: “كيف تتبرعين وأنت فقيرة؟" تجيبك بابتسامتها المدهشة ووجهها المليح: “كتير أفقر مني، أنا غنية برضا ربنا.” أليست هذه أغنى امرأة في العالم؟ واليوم صارت "الست مبسوطة" من أبناء "راعي مصر" المستورين.
جهود الدولة وحدها، مهما بلغت، لن تستطيع تغطية احتياجات شعب به 30 مليون شخص تحت خط الفقر، خاصةً في ظل مرحلة التنمية وإعادة البناء التي تقوم بها الدولةُ المصرية الآن في عهد الرئيس السيسي؛ لهذا لابد من العمل التطوعي لإسراع عجلة التنمية. والعمل التطوعي عرفته مصرُ منذ تاريخ طويل، لأنه نتاج تراث تراكمي يعتمد على مفهوم "الخير" الذي اشتهر به المصريون. وتعود بدايات ظهور المنظمات الأهلية في مصر إلى القرن 19 حيث نشأت أول جمعية أهلية في مصر عام 1821 باسم "الجمعية اليونانية" بالإسكندرية، وبعدها توالي تأسيس الجمعيات الأهلية بعد اعتراف دستور 1923 بحق المصريين في التجمع وتكوين جمعيات خيرية للتنمية المجتمعية.
تحية احترام للأشقاء الثلاثة (آل رمزي) لما يقدّمون من خير لأبناء مصر، وتحية لكل الشباب المتطوع في مؤسسة "راعي مصر للتنمية"، وتحية احترام لكل متبرع لكل عمل خيري في مصر الطيبة. التبرع لمؤسسة راعي مصر للتنمية" حساب 600600 بجميع بنوك مصر. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحملُ همومَ أبناء الوطن.”