الدرس الأول من دروس رمضان لهذا العام


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7914 - 2024 / 3 / 12 - 06:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

الصيام في القرآن شروط ومقدمات.
الكثير من المسلمين اليوم يصومون شهر رمضان في كل عام على أنه فريضة واجبة لا يمكن التخلي عنها أو مخالفتها لأن في ذلك عقاب وسؤال وعصيان أمر إلهي، ولكن لا أحد منهم سأل نفسه مثلا عن أشتراطات الصيام وقوانينه ومقدماته الضرورية ليكون ما يصومه المسلم صحيحا ومقبولا ولو على الظن الغالب به رحمة الله، ورد الصيام في عدة آيات من القرآن الكريم ولو تفحصناها جميعا ووضعناها موضع الدراسة التحليلية التفكيكية، لأمكننا أن نستخرج منها ما يعرف بنظرية الصيام القرآنية قريبا من الدقة وبعيدا عن التسليم البديهي الذي لا يغني عن العلم بالشيء قبل الإيمان به.
أولا نبدأ من تحديد الصيام كفرض بالقرآن والآية المشار إليها هنا هي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ﴿١٨٣ البقرة﴾، إذا الصيام وفقا لهذا النص كتاب أي فرض مكتوب وليس غرض منقول خارج الكتاب كما يعرف المسلمون أن بعض الأحكام التي يتعبدون بها يقولون أنها جاءت من خلال السيرة أو الأحاديث النبوية، فلكي يقطع الله الشك باليقين جعل هذا الفرض مكتوب مدون من جهة، ومكتوب في سجل واجبات المؤمن من جهة أخرى كما كتب على الذين من قبلكم، هنا إذا نقول أن النص قال النقاط التالية:.
1. كتاب الصيام ليس عاما بالضرورة لكل الناس بل وليس لكل المسلمين، فهو مخاطب ومكتوب بالإشارة التخصيصية لمن أمن أو المؤمنون تحديدا، فليس كل مسلم مؤمن وليس كل مؤمن مسلم حتما، بمعنى أن الإيمان كما جاء في النصوص القرآنية هو الدرجة الأعلى من مجرد الإعلان عن إسلام الإنسان (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ﴿١٤ الحجرات﴾، على أن ذلك لا يعني أن المسلم الذي يصوم رمضان لا يجزى خيرا أو لا يثاب بشرط أن يكون صيامه طاعة لله وطريقا للإيمان كما ورد في النص ذاته (وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
2. ثانيا من نصوص القرآن أيضا ليس كل مؤمن هو مسلم تخصيصي يطلق عليه لفظ مسلم لأنه وحسب المتعارف عليه أن المسلم هو من أتباع النبي محمد، أي أن لفظ مؤمن أكبر من تحديده بالأنتساب لدين الإسلام المحمدي (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ﴿٢٨٥ البقرة﴾، فالمؤمنون تعريفا قرآنيا لمدلولات اللفظ هم (كل من أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولم يفرق بين أحد من رسله)، فكل من يدع الإيمان ويفرق بين الرسل أو يؤمن ببعض الكتب ويكفر ببعض أو لا يؤمن بالملائكة ولم يفرق بالمنزلة بين رسل الله تسقط عنه صفة المؤمن، هنا الأمر ليس تكفيرا لأحد بل تعظيما لأمر الله، فليس كل مؤمن إذا مسلم يؤمن بدين محمد بالشروط أعلاه وهو يفرق أو يفضل أو لا يؤمن بالصيغة المطلقة للإيمان التي جاء بها الرسول محمد ص، والتي هي وحدها كفيلة بإثبات الكتاب عليه.
3. إذا من ناحية المخاطب عرفنا من هو المقصود بالنص، وبالتالي يثار هنا سؤال ماذا لو لم يلتزم المسلم بأعتبار أن الإيمان لم يدخل قلبه بعد بالشكل والشرط السابق؟ من ظاهر النص والإشارة فيه أن الصيام كتب على المؤمنين صحيحي الإيمان وفقا لما حدده القرآن من مواصفات المؤمن، حتى لو كان التطبيق غير تام، ولكن ظن المؤمن أو المسلم مقصودا به، فالصيام إذا يرجع في كتابته قياسا ومنطقا تنصيصي تكليفي لله وحده، والألتزام به كقياس للإنسان عندما يغلب ظنه على شكه بأنه مؤمن، وعادة ما يجزم الكثير أنهم مؤمنون بالعادة فهم ألزموا أنفسهم بأنفسهم، ولكن لمن لم يجزم بإيمانه الكامل وفقا للشروط لا يمكن أن يكون مقصودا بالكتابة ولو أدى الفرض فهو متطوع شاكر وليس مكلف مجبر.
4. الصيام في النص ليس جديدا لا في تحديده ولا في تكليفه، فهو أمر تكليفي علم لكل المؤمنين في هذا العصر ومن قبل، فهو واحدا من مؤديات الطاعة لله ومن علامات الإيمان بالله وبدينه، فمن يجعل منه تكليف خاص عارض شرط التكليف أصلا، بمعنى أن المؤمن عندما يصوم الأخرون من غير دينه وفقا للشريعة التي أمنوا بها، فهم مؤمنون بما كلفوا ولا يحق له أن ينتقد أو يعارض ما أمنوا به طالما أنه مكتوب عليهم أيضا، والمعيار في القبول والرفض هي إرادة الله ورضاه فقط.
هذا الأمر فيما يخص مقدمات الصيام والتكليف به وهي الضرورة الحتمية التي يجب أن يعرفها الصائم قبل الصوم، أما الشروط والنتائج التي تلحق بالطاعة في تنفيذ المكتوب فهي بالتسلسل:.
• المفطرات النصية على وجه التحديد للصيام.
1. لا تكليف بالصيام حتى للمؤمن ان لم يكن مستطاعا له وقادرا على أداءه بدون ضرر أو إحراج أو مشقة (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ )، فالطاعة لله لا تعني أن نحمل النفس ما لا طاقة لها به، ولكن هنا يثار سؤال ما هو معيار الإستطاعة أو القدرة في التنفيذ، من نفس النص وما جاء بعده نجد المعيار القرآني اللازم التقيد به وهو على فرعين أو مدارين، الأول (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ ) ﴿٢٨٦ البقرة﴾ أي هنا المعيار شخصي وليس عاما، فمن له طاقة محددة ليس له ان يجاري وينفذ من طاقته أوسع في التحمل، فالشاب ليس كالشيخ والرجل ليس كالمرأة والمريض ليس كالصحيح والمسافر ليس كالمقيم، هذا المعيار الشخصي يمثل مقدار ما يمكن للفرد أن يتحمله وهو أعرف بنفسه من غيره، غلا يعمم المعيار ولا يخصص إلا بالقدر الذي يوازن بين الطاعة والقدرة على أنجازها دون حتى ضرر نفسي تقديري، أما المعيار الأخر أو الفرع الثاني فقد ورد في النص التالي (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ) ﴿٧ الطلاق﴾، فالله هو الذي أودع القدرة وهو أعلم بها وبمقدارها، فمن أطاع الله بموجب القدرة التي أودعها الله وصام بالقدر منها أثابه الله عليها ثوابا كاملا، ومن لم يتبع مقدار القدرة تشددا أو تقصيرا فقد عصى الله من حيث أمر ومن حيث نهى.
2. الشرط الثاني أن يتقيد بحدود متطلبات الصيام وهي محددة ومعروفة ولا يجوز التوسع بها ووفقا للترتيب الرباني، الأكل بمصاديقه وهو إدخال الطعام للمائدة لغرض سد الجوع بالمفهوم العام، فالأكل الذي لا ينطبق عليه هذا المعنى ودونه مثل الأكل للتلهي أو التذوق مشمول بالنهي، أما إذا كان الأكل للعلاج الضروري الغير قابل للتأجيل من أدوية ونحوها لا ينطبق عليه النهي، وثانيا الشرب وبنفس الحدود بمعنى سد العطش أو إسكاته وما دونه من تلذذ أو تذوق غير ضروري ولا أضطراري، فشرب الدواء غير مفطر إذا كان متعلقا بالصحة أو يخاف التخلف عن تناوله لمضاعفات أو خطرـ تطبيقا لقوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) ﴿١٨٧ البقرة﴾، زمن المنهيات النصية التي لا سماح فيها الرفث إلى النساء (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ) ﴿١٨٧ البقرة﴾.
• المفطرات النصية على وجه التحديد للتكاليف العبادية عامة.
وهي مجموعة من النواهي يشترك فيها الصيام مع كل العبادات وعموم الإيمان وإذا شابت عمل المؤمن فقد أفسدت عمه، منها وأعظمها الكفر بالله أو الشرك به أو الكذب عليه أو التشكيك بقوله وإرادته وهي عموما من أبواب إطاعة الشيطان (إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، فكل ما يدخل تحت عنوان طاعة الشيطان مبطل للصيام ويخرج الإنسان من باب الكتبة عليه، وكذلك المحرمات العامة المنصوص عليها تحديدا دون توسع وهي (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ)، فكل فسق منصوص عليه هو حرام ومبطل للصيام، وأيضا منها على وجه التحديد (القتل بغير الحق) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله، اقتراب الفواحش { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (الأنعام 151)، وأكل المال بين الناس بدون وجه حق وخاصة أكل مال اليتيم والربا والغش و الإثم والبغي بغير حق {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقّ} (الأعراف 33)، وأخيرا ما جاء في الآية التالية (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) ﴿١١٦ النحل﴾.
• المفطرات النصية على وجه التحديد للتكاليف العبادية خاصة.
وهي المفطرات التي تخص فئة من الناس أو مجموعة منهم لتميزها بسبب خاص كقوله تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، فهذا القيد خاص مخصوص على العموم، فهو حاص بالنساء ومخصوص لنساء المؤمنين وعام في نطاق تطبيقه خارج الزمان والمكان، وفي نفس القاعدة هذا النص (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) سورة النساء 140، ومن المكروهات التي تكون سببا لموالاة الشيطان هو التبذير(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) الإسراء 27، حكمها حكم كل ما يقود بالنتيجة إلى الخروج عن صدق الإيمان بالله وصحته بالصورة والحدود التي بينها النص السابق.
• المستحبات النصية على وجه التحديد للتكاليف العبادية خاصة.
وأهم هذه المستحبات الطهر والصدق والإخلاص في النية والعمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول الحق وطاعة أولوا الأمر منكم والمشاورة في امور المسلمين والتواضع لله وللمؤمنين، وحب الناس وإشاعة العمل الصالح والكد على العيال ووقاية النفس وحماية الدين، والكثير من الأوامر الإرشادية التي يكتسب منها الإنسان رضا الله أولا ورضا الناس، وأيضا الأجتهاد في العبادة والدعاء لله وحده مع العمل بالأسباب اللازمة والشروع في قراءة القرآن والتفقه به وحضور مجالس الذمر التي يذكر الله فيها وحده، وعدم موالاة الظالمين ومحاولة نصرة المستضعفين والإكثار من الصدقة والأنفاق في سبيل الله من أستطاع إليه سبيلا، كل ذلك كان عند الله مشكورا ومثاب عليه غيلا مأثوم تاركها لمن لا يستطيع ولم يتيسر له الوقت أو الحال.
النتائج المرجوة للصيام خاصة.
الكثير من الناس تظن بل وتجزم أن أداء فريضة الصيام وما يشيعها من يدع العلم الرباني أنها تدخله الجنة، أو أن فيها رضا الله طالما ألتزم الصائم بأداء الفريضة، هذا الفهم غير حقيقي ولم يجزم به القرآن ولم يقلل به رسول الله لا في حديث ولا في سنة، غاية ما يمكن أن نكسبه من الصيام قد صرح الله به على وجه التحديد دون جزم ولا قطع بجنة أو ثواب، فعند العودة إلى آية كتب عليكم الصيام وغي ختامها نجد الغاية والنتيجة منه الصيام وهي (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)ـ فالتقوى التي يتحصل عليها المؤمن الصائم هي التي تؤسس لمشروعية الفوز بالجنة لقول الله تعالى (واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين)، هذه المعية النصية هي البداية الحقيقة للفوز برضا الله، فمن كان مع الله كان الله معه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين)، إذا الصيام الصحيح والمقبول هو الذي يجعل منك متقيا صادقا مؤمنا بالله حق الإيمان، والمتقي في تعريف القرآن هو (قيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا)، فهم إذا من وصفهم النص (للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين)، هم أصحاب الوراثة والخلافة عند الله (تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين).
لقد شرع الله الصيام وسائر العبادات ليس لأنها ترضيه أو أنه بحاجة لها على ذاتها بذاتها، ولكنه جعل منها طريقا لإصلاح الأنفس وتهذيب العقول وردع الإنحراف ومحاربة الشيطان، حتى تضع الإنسان على طريق التقوى، وقد قال الله تعالى (إن المتقين في جنات وعيون) وقال (ومن ياق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، فالصيام بالعموم طريق ووسيلة وليست غاية نهائية لأن الغاية النهائية من كل عبادة هي التقوى التي هي غاية كل مؤمن صادق مع نفسه ومع ربه، والله أعلم.