ملحمة بدء الخليقة وميراث التكوين..... رؤيا أخرى ح 11


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 00:17
المحور: الادب والفن     

وقالت....
ظفر بمن ظفر
ونجى من نزع جلده وتخلى ....
من كل رغبة في البقاء
سأغلق أبواب جروحي القديمة
وأفتح بابا للهروب
من ألمي
من خيبة الأيام بي
من دائرة التيه وأضطراب الذاكرة....
فتثب في وجهي تلك العناوين الكبيرة
من أنا؟
من أنت؟
من هو الذي يغريني بالهروب
فوق جثث أحلامي؟...
فوق وهم المعرفة
أو فوق إدراكات معرفة الوهم الغارق فينا
ونحن نغرق فيه...
هل سأقول تبا للآلهة التي أرتكبت جريمة الخلق الأولى
وتركتنا
بين تيه الفكرة
وضياع الرؤيا في ماذا سيكون
ولمن يكون
وقد مات فينا حلم العودة للطين الأول
للماء العذب الأول؟
أم أسكت خوفا من مطرقة الجنون؟...
على هذا السبيل مات الكثير
وعلى طريق التسليم ما زال الكثير يموت وينتفي
إرضاء للحنين
حنين العودة للطين القديم
للماء المهين
لليقين الذي لم يخلق بعد
ولن يخلق
ما دام الرب يسكن في الأعالي
وبه نستعين
مد لي يدك
كم من مرة مددت قلبي لك
أمسك بيدي
كم أمسكت بيدك
لا تخذل أحلامي
لا تقتل أمالي
أرفعني مع السماوات
كالنجوم فهي لا تعرف مثلي من أنت
خلصني من شر ما خلقت
من كل دابة أنت أوجدتها
هذا محض عدل
وأنت التي أقمت كل شيء كما يبدو
مستقيما
لماذا أنا إذا كل الطرق المفتوحة أمامي تبدو مثل أفعى ملتوية؟
لا تستقيم
تأكلني ليس بفمها
بل بهذا التلون والتعرج
لهذا الانحناء المميت
وتقول لي
أمضي مستقيما.......
فكل دروب الحياة لا تتسع أستقامة
ولا تطلب المزيد من الأمتداد الواحد....
من العدل أن تأخذ بيدي
طالما لم يعد لي غيرك
خذ بيدي
فلست محاولا التمرد من بعدك
ولم أتعلم كيف يفعلها قلبي
عقلي
الأمر إذا عندك
وربما لن نعود
أو نلتقي في لحظة زمان
هكذا ستمضي الإرادة
وأنا لم أفعل شيء
سوى المسير
والمسير فقط
إليك................