ملحمة بدء الخليقة وميراث التكوين..... رؤيا أخرى ح7


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 23:58
المحور: الادب والفن     

قصة الحياة
“إلى أين تسعى يا جلجامش؟ إن الحياة التي تبغي لن تجد، حينما خلقت الآلهة العظام البشر قدرت الموت على البشرية، واستأثرت هي بالحياة”.

إذا هي الحياة...
نعم أن تحيا كما يجب
عليك أن تملأ الكأس نخب
وتقارع القدر....
لا تهتم لغير أن تعاقر كأس الحياة
فلا شيء بعد الشيء ممكن أن يوازي قيمة الحياة عند البشر
أنطلق أيها الإنسان
فالأرض تمتد طويلا كما تمتد عريضا ولك فيها منافع
ومنها خبر
أنطلق لتبحث عن كل شيء يمكنه أن يغنيك
أو يدفع عنك الفقر
أسعى لها
أسعى فيها
لا تفكر بشيء غير أن تهرب من الأهوال والخطر
أيها البشر
احجز لك مكانا
هنا أو هناك
في أي مكان يمكن أن يسع
وحده الواحد الأحد لا يفكر بالموت وهو من يلعب بقوانين القدر
لا ينبغي أن تعصي قولا
ولا ينبغي أن تصدق أفكارا تريد أن تجعل منك حجر
فالحجر أيضا لا يخلد
ولا بمقدور كائن أن ينتصر
على الموت أو على الحياة
فكل شيء محسوب وموزون بقدر
أه منك يا قدر...
أمتلأ الشرق
أزدحم الغرب
الشمال ممتلئ
والجنوب فيه المكان أعلى ثمن
ملأنا الأرض
يا سيدي الواحد
تعارفنا
تخاصمنا
تزاحمنا
قتلنا بعضنا البعض
أفنى الكثير منا عمره يبحث عن معنى
وما زلنا
كما كنا
أمة الوعي والتفكير
أمة التنزيل والتحقير
ما أتعظنا
ولا عرفنا برغم كل هذا العلم أننا تهنا
وما زلنا.....
*****
((هل رأيت الرجل ذو الأبن الوحيد؟
رأيتهُ، وتدٌ ثُبّتَ في جداره ويبكي عليهِ بمرارة.
هل رأيت الرجل ذو الإبنين؟
رأيتهُ، يجلس على دعامتين من الطابوق ويأكل رغيفَ خُبز
هل رأيت الرجل ذو الأبناء الثلاثة؟
رأيتهُ، يشرب الماء من قربةِ ماءٍ معلقة على سَرج.
هل رأيت الرجل ذو الأبناء الأربعة؟
رأيتهُ، قلبهُ فَرِحٌ مثل صاحب مجموعة حمير
هل رأيت الرجل ذو الأبناء الخمسة؟
رأيتهُ، مثل كاتبٌ رفيعٌ، يده ماهرة، ويدخل القصر بكلِّ سهولة
هل رأيت الرجل ذو الأبناء الستة؟
رأيتهُ، قلبهُ فَرِحٌ مثل صاحبْ مِحراث.
هل رأيت الرجل ذو الأبناء السبعة؟
رأيتهُ، يجلس على عرشٍ بين الآلهة الصغيرة ويستمعُ إلى الإجراءات.
هل رأيت الجثمان الذي تُركَ ملقىً في الريف المفتوح؟
رأيتهُ، روحهُ غير مُستقرّة في العالم السُفلي.
هل رأيت الشخص الذي روحهُ لم تُقَم لها الشعائر الجنائزية؟
رأيتهُ، يَلتهمُ بقايا الأكل من وعاء، وكِسَرْ الخبز التي أُلقيتْ بعيداً في الشارع))....
وهل رأيت ما رأيت؟....
أم يتخيل لك أنك رأيت؟.....
فما رأيت..
كل شيء وكل شيء هو ما رأيت....
لا تقل أنك واثق
لا تقل أنك مصدوم
هذه قوانين الواحد
كل شيء فيها مجهول
وكل ما مجهول لو رأيت
معلوم...
لا تقل أنك ما رأيت
هذه قصة مكتوبة على وجه الأرض
منقوشة في سقف السماء
أنها في كل مرة تظهر
تعيدنا سيرتنا الأولى
لعلها أو لعلنا نبصر
لا تقل أنك أبصرت
فلا شيء يمكنه التبصر ولا شيء يمنعه البصر
لا تقل أنك فهمت
لا تقل أنك علمت
فكل ما هو بين العين والبصر
مجرد خبر....
نعم خبر تنقله العيون ويصدقه البشر
لا تقل أنك مضيت
فأقدام للآن ملتصقة بالأرض
تأبى الرحيل وتأبى السفر
لا تقل أنك نطقت
فالصدى ينقل الصوت كما ينقل الهدهد خبر
لا شيء يمكنه أن يخدع الشيء
أو يخبر اللا شيء سرا قديما
أو
ينقل أسفارا مثل حمير منهكات من ثقل يكسر
الظهر...
لا تقل أنك بحثت
(("ابحث عني إلى أن تجدني"
أنا في البريّة وقد انتهيت من اقتلاع الأشواك،
والآن سأزرعُ كرمة عنبٍ.
وقد غمرت النَّار المستعرة في داخلي بالماء.
فأحبّني كما تحبُّ حملانك الصغيرة
واعتنِ بي كما تعتني بقطيع ماشيتك
وابحثْ عنِّي إلى أنْ تجِدني))....
لا تقل أنك لم تجدني
أنا بين عينيك أسكن دوما
قرب يديك تجدني
فقط أبحث عني
أنا أخوك في الشيء ومن قبل
كنا واحدا في اللا شيء
فلا تنكرني
أنا جذرك أنا غصنك
أنا كلك وبعضك
لا تبعد عني
فالأرض موحشة تماما إن لم تجدني......
*****
فالحياة موحشة لا تكفي أن نعيش مرة
ساعدني لنحيا مرتين
مره بك
ومرة بي
رحلتنا معا تعد بألف حياة
لا تقل لا أستطيع
لا تقل لا أطيق
كل شيء ممكن يا أنا
في كل شيء صدقني يوجد شيء ويوجد لا شيء
فقط
دقق بعينيك جيدا
سترى كل شيء
سترى ماضينا قادم إلينا من عمق الغد
ليعيدنا مرة أخرى
وندرك حينها أن ما مضى لم يكن شيء
إلا ما هو أت ففيه
حياتنا وفيه الوجود محشورا بعنوان
هل عرفت يا هذا
أي شيء؟.........
هل أدركت عنوانك في اللا شيء....
تعال إذا لنكون نصف واحد
فما يكمل الواحد فينا
مهما فعلنا أي شيء.....