ملحمة بدء الخليقة وميراث التكوين..... رؤيا أخرى ح 12


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 04:47
المحور: الادب والفن     

قصة النهاية
ما زلت أحلم
وأستفيق على حلم جديد
وأحلم من جديد
لعلي أعرف أخر الأحلام
وبعدها فليكن الطوفان
إنها لن تموت أحلامي أبدا
حتى لو كنت رماد
أو هباء في عرض الوجود
فمن لا يحلم
لن يموت
وكل من لا يموت غير موجود...
فقد خلق الوجود للرحيل
للسفر عبر الزمان والعوالم المتنقلة
بين هذا وذاك
انت شيء في لا شيء
ولا شيء يمكنه أن لا يرحل
فحقائب الزمن ليئة لا تنفذ
حتى ينتفي الزمن
ويحتفي المكان في اللا شيء
عندها تعود الآلهة لنفس اللعبة القديمة
يتحررون من الإزعاج
من ضجيج البشر
من مزاحة الأشياء لبعضها
سوف يلعبون بكل حرية
ويعودون كما كانوا
مثل الأطفال الصغار
يمرحون
يركضون
يتنافسون
يتشاجرون
ثم عند المساء
الكل يذهب لينام في حضن أم
إلا الأيتام منهم
فيتدفئون بحضن الحلم
ويعيشوا ألم الحرمان
هؤلاء هم من سيحطمون التقاليد
هؤلاء وحدهم من يصنع عالم اخر
ربما بقوانين جديدة
الحرمان مصنع الأحلام المتمردة
ربما إذا عدنا
سأعبد تلك الآلهة المسكينة
تلك التي بقيت في الظل
تبحث عن فرصة ضوء
ولكنني أدرك أن العودة ضرب من محال
هناك في أرض اللا عودة حيث مصيرك محتوم
نعود كما كنا
أشياء تتفسخ لتتحول إلى لا شيء
إنها سيرورة اللعبة
وقانون اللا عدم واللا وجود
قانون ما قبل وبعد الرب
قانون في منتهى الربط والضبط
لا ...
هي كلمة سنت على مضض
على وهج جمر مستعر
توارثها الناسئون موعد النهاية
البعض صيرها جسرا لأحزان تنتهي
وما تنهي
أنا
من يركب الباغون على ظهره
ويشعلون موقد الجمر
ويقولون أبتسم
فأبوك الذي ذهب يبحث عن شجرة الخلد
مات في رحلة الذهاب
أما أنت فلا عودة لك ولا
إياب....
كل شيء في كتاب
حتى النهاية
في أخر صفحة رُقمَ الحساب...
هيا أسرع
لملم حساباتك كلها
أنهي أحلامك كلها
أدفن بقايا أمل كان
لا شيء ستحمل أيها الطين معك
غدا يذهب الماء منك
لتكون شيء أخر
فقد سلب الرب منك الروح
ثم الماء
ثم الشيء الذي أنت فيه
لتكون كما الملايين من قبلك
لا شيء
جاء وذهب
ومن ذهب
فقد يسرقه الغياب الأبدي ليرمى به في جب النسيان المطلق
يقولون أن النسيان لا يمكن أن يكون بشكل مطلق
فالرب لا ينسى
والوجود محض ذاكرة...
هنا عرفت
أن للرب ذاكرة تكبر
كلما كبر الوجود وعظم
لذا لا يحب الرب أن ينهي اللعبة
لأن يطمح في ذاكرة أكبر
أعظم