نعم أنا فاسد... أنا ملحد.... أنا كافر.....


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أعتراف علني ولا أنكر منه شيء وبملء الفم المليان أقول لكم... أنا فاسد في شرعكم وشريعتكم ولا فخر لي أن أسكت.. وقد أوغلتم في دمي وهتكتم كل محجوب ومحترم في شرع الله وشريعتهم فصار الفاسد أخ لكم وابن بار تتفاخرون به وبما جنت يداه لأنه خيرا لكم كما تزعمون من مصلح وعالم لا ينتهج نهجكم فصرت حزب الأخوان المفسدون وتحرضون على قتل الناس وقتالك بدعوى أنهم علمانيون يقدمون للبشرية ما عجزتم أن تقدموه أنتم ولا معشار عشر المعشر من أعشار أنجازاتهم التي صرت بها تتنعمون .... فقربت لكم البعيد وصغرت لكم الكبير وحتى أحلامكم الوردية هي من صنع الكافرين الذي تدعون لذبحهم في كل خطبة وكل ورقة تكتبونها وتكاتبون الناس من خلالها وانتم حتى لا تعلمون كيف صنعت وكيف وصلت لكم.... لتعيدوا الناس إلى عصور الحجارة وثقافة القبور وعبادة الأصنام التي فيها تتبركون.
نعم فاسد لأني لم أتخذ من صوتي سيفا يحز رقابكم ويقطع عليكم درب الفساد الذي لا خشيتم منه ولا خشيم انكم فيه سائرون مترنحون وقد أخذتكم سكرة العزة بالإثم فصرتم كعجل بني إسرائيل تعبدون دون الله وتدعون لنفسكم بدلا من أن تدعوا لله الواحد القهار..... فراح أكثركم يمشي الهوينا في درب الفاسدين دون خوف أو وجل مني أو من غيري.... فمن أساء الأدب ولم يجد سوطا يجلد ظهره أو كلمة تنفع وتدفع سيكون طاغوتا وجبارا عصيا... وأنتم جبابرة وفراعنة هذا العصر الذي طغت فيه لغة الجبن والتخاذل والتقهقر محل لغة الأحرار والثائرين على درب الحرية.... أنتم وكلابكم التي ما تركت لحما حلالا أو حراما إلا نهشته وبأسم الله كما نزعمون.
نعم أنا فاسد لأني لم أنحني لظلكم الوارف ولا لأشباه الرجال من حواشيكم وغلمانكم وهم أراذل من خلق يعتمرون القداسة ويظهرون ما لا يضمرون وقد أكل النفاق قلوبهم والرياء عشعش في عقولهم فتبا لكم ولهم وللساكت عن الحق حليف الشيطان..... لم ولن أقبل أيديكم الملوثة بالدماء والغارقة في وحل الحرام والمفسدة وأنتم تسرقون الله والناس أجمعين.... تتنعمون بملذاتها وتأمرون الناس بالصبر والتجلد والشجاع الذي فيكم فر من أول يوم ظهر فيه الظالم على ظلمه خشية وإشفاقا على أنفسكم دون الناس وتركتموهم لقمة سائغة لمن يشتهي أن بنال منهم ونجوتم بفعلتكم على أنكم مجاهدون وقد حاربتم طويلا طواحين الهواء في أروقة المخابرات الدولية والمنظمات التي سيرتكم وصورتكم رجال أخر الزمان.
لماذا يزعل البعض من الحقيقة المرة ؟, ولماذا يخافها البعض ؟, ولماذا لا نملك الشجاعة الأدبية والأخلاقية لتسمية المسميات بحقيقتها ؟, الكل في العراق من قادة سياسيين وزعماء أجتماعيين ورؤوس الأمر والنهي (إلا ما رحم ربي القليل منهم) ملوثون فاسدون فاسقون , لا الدين أفسدهم ولا المال أطاح بوطنيتهم ولا مجتمعهم دفعهم لذلك , ولكن هي النفوس وجوهرها المريض من سولت لهم وخانت أمانة الشرف الإنساني , لا تقل لي هذا فاسد لأنه كذا وذاك مجرم لأنه كذا , الفاسدون والمجرمون والمنحرفون صناعة نفس دنيئة وأخلاق مضطربة وتربية فاسدة .