تأملات رمضانية - ثقافة الخوف والقهر ومسخ الحرية


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 18:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

لماذا نحن متخلفون (100) .

- بداية لي إعتزاز وشعور بالبهجة من قدوم شهررمضان نظراً لأنه يكسر رتابة السنه علاوة علي خلق بهجة مصاحبة له من خلال تنوع الحلويات ودسامة الأعمال الفنية المقدمة من خلال شاشات التلفاز , أضف لذبك الشغور بالبهجة والقرح لدي الناس , فهكذا يستقبل المسلمون هذا الشهر بالرغم أن من المُفترض أنه شهر للصوم والزهد والعبادة .
- في ختام شهر رمضان هناك تأملات ومشاهد مصاحبة لهذا الشهر جدير أن نتأملها أولها إنك لن تجد مسلم واحد من المليار ونصف مسلم يعلن ويجهر بإفطاره تحت دعوي أنه غير مهيأ للصيام , كما يستحيل أن تجد مسلم واحد يعلن رفضه للصيام فهكذا حريته الشخصية في مشهد غريب لا يتحقق كإحتمالية !!
- بماذا يمكن أن نفسرعزوف مسلم من المليار ونصف مليار مسلم عن الجهر بإفطاره وعزوفه عن الصيام كحرية شخصية ؟! هل هوالخجل والحياء , فهل المليار ونصف مسلم يتحلون بالحياء أم هي التقوى .. وهل المليار ونصف مسلم جميعاً اصحاب تقوي وورع فماذا نسمي الإنحرافات والجشع والنهب .
- نعم الأمور قد يعتريها بعض الخجل والحياء لكن هذا يبدو شكلياً ظاهرياً ليخفي ثقافة مترسية متغلغلة في الأعماق تعلن عن الخوف ورفض الحرية الشخصية والتعبيرعنها قهكذا بدأ ونشأ الإسلام , فالإيمان جاء بحد السيف والإرتداد عن الإسلام عقابه السيف .. نحن أمام ثقافة تعتمد وتؤسس وتروج لثقافة الخوف , فثقافة الخوف مصحوبة بثقافة القهر أو قل أن القهر أسس الخوف ليعشش في الجينات والضلوع وليتعايش المسلم معه فلا ينتابه حالة من الضيق والتوتر والنفور .
- ثقافة سمحت للآخرين بالتدخل في حريتك أما بالتوبيخ والإهانة في أحسن الأحوال أو بالإيذاء البدني ليتم قبول هذا التدخل والإرهاب وعدم إستنكاره لتضيع ألف باء حريات .
- تتولد حالة من الإزدواجية والتناقض وإعلاء شأن النفاق من عدم المصداقية في إعلان المواقف والحريات والإعتياد علي ذلك , ويرجع هذا إلى فلسفة الدين الإسلامي التى تعتبرالعبادات من صلاة وصوم فروض يجب إنجازها رغماً عن أنفك فالعواقب وخيمة عند الإنصراف عنها بدءا من إعلان كفرك وقتلك إلي التوبيخ والإهانة في أقل الإحتمالات بينما من المُفترض أن تكون العبادات زاد نفسي ومعنوي إختياري تعين الإنسان على مواجهة الحياة .
- فلسفة الإسلام أن يؤدي المسلم العبادات كفروض يجب إنجازها والإلتزام بها , فالصلاة فرض فهكذا خلق الإله الإنسان والجن ليعبدوه وليس كمن يزعم بإطفاء الشكل الروحاني بأنه إتصال نفسي بالإله , كذا الصيام فرض إلهي من الإله بأنه يريد بطون خالية وليس كما يشاع أنه إحساس بجوع الفقير , لتنال فكرة الصلاة والصوم من ألوهية الإله بخضوعه للحاجة والإحتياج .
- هنا إشكالية المسلم مع ذاته أنه يمارس طقوس وعبادات بلا مضمون ومردود ليتحول إلى بروجرام وآلية تفتقد الحرية والإحساس والمعايشة وما يقال عنه روحانية .
- لا نستطيع أن نزعم ان غالبية المسلمين تعتريهم حالة من الضيق والنفور من العبادات والفروض فقد تأقلمت وتعايشت وتبرجمت معها بل إستعذبتها وهنا تأتي الإشكالية في عدم المصداقية وإعتماد النفاق والزيف فلا ينتاب المسلم أي شعور بالضيق والقلق والنفور والتوتر .
- لا يكون هذا النقد دعوة للإنصراف عن الصلاة والصوم , بل دعوة إلي تعديل مفاهيم وتأكيد مفاهيم , فمثلا الصلاة يجب ان تكون في المقام الأول السعي لعلاقة روحية صوفية وتواصل مُفترض تخيلي بين الإنسان والإله وإن كنت أتشكك في إمكانية حدوث هذا لعدم وجود أي علاقة وتواصل بين الإنسان والميتافزيقا ولعدم وجود الميتافزيقا أصلاً , ولكن يمكن قبول هذا كوهم أفضل من برمجة الإنسان , كذا الصيام يجب أن يكون في الأساس للإحساس بالفقراء وليس لرغبة الإله في بطون فارغة .
- يجب أن تتأكد مفاهيم بأن حرية الإنسان هي الأساس وأن السلوك الناتج من حرية وقناعات أفضل من سلوك ناتج عن الإذعان والقهر, فيُفترض في الإله أنه يقبل عبادات تأتي من سلوك وقناعات حرة وليس نتاج الخوف والوعيد من العقاب .
- ما تناولته هو أعراض ونتائج الإلتزام والإرتباط يثقافتنا التى شرعنت القهر والسحق وقتل الحريات فأنتجت حالة التخلف الإنساني التى تعترينا , وهذا هو الفرق بين الإنسان الشرقي والغربي الذي يمارس حياته بحرية وقناعة .. لذا لا خلاص إلا بإعلان وترسيخ حرية الفكر والتعبير والسلوك وتخفيف حدة الثقافة الإسلامية بل حصار منهجها العنيف الإقصائي المتزمت وإيجاد صيغة تعايش جديدة مع العصر .

دمتم بخير .
لا سبيل لقتل وحصار التخلف والتدني إلا بإرساء وشيوع الحريات .