إزدواجية المعايير وتعظيم الوحشية في بئر سبع


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

- لماذا نحن متخلفون (91) .

- في خضم الحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبها من إنتهاكات وبشاعة سببها الغباء والغطرسة السياسية , زفت لنا وكالات الأنباء بالأمس خبر مقتل 4 مستوطنين في عمليتي دهس وطعن في بئر السبع , فقد أفادت مراسلة الميادين في القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، عن مقتل 4 مستوطنين إسرائيليين في عمليتَيْ دهس وطعن في بئر السبع .
وقالت مراسلة الميادين : "استشهاد فلسطيني من بدو النقب، برصاص قوات الاحتلال بعد تنفيذه عملية طعن". ومن ناحيتها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "المنفذ هو محمد أبو القعيان، وهو مدرّس سابق من سكان بلدية حورا"، مشيرةً إلى أنّ العملية جرت في مركز تجاري في بئر السبع.
وشرحت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الهجوم في بئر السبع بدأ بعملية دهس، ثم ترجّل المنفذ من السيارة وبدأ الطعن., من ناحيتها، نقلت "القناة الـ12" الإسرائيلية، عن مصدرٍ سياسي قوله: "نأمل ألاّ تكون عملية بئر السبع هي براعم ما نتوقعه في شهر رمضان".
- هذه العملية إرهابية بإمتياز ولا يمكن لعاقل أو منصف إلا أن يصنفها كإرهاب وحشي حيث قام الإرهابي بدهس 4 مدنيين إسرائيليين ولم يكتفي بذلك بل ترجل ليجهز عليهم بسكينه لأتوقف هنا أمام بعض المشاهد .
- بداية لم يتم تصنيف هذا الحادث كعمل إرهابي في وسائل الإعلام العربية بل إعتبرته الكثير من المواقع خاصة الإسلامية أنه عمل جهادي .
- رغم بشاعة وهمجية هذا العمل الإجرامي الإرهابي فقد إعتبرت كافة وسائل الإعلام العربية أن منفذها قد "أُستشهد" فهو من الشهداء ولك أن تتوقف أمام ما تعنيه كلمة شهيد من بطولة وشرف وجهاد وعظمة .
- لن يجدي أى تبرير لهذه الجريمة الوحشية بإجترار ذكريات إنتهاكات العدو لصهيوني في فلسطين او بإحتلاله أو فرض هيمنته فنحن هنا إمام توحش ضد مدنيين , كما لن يجدي الزعم أنهم منتمين للكيان الإسرائيلي لنقول نحن لا نعلم مواقفهم , وحتي لو كانوا منحازين لدولتهم فماذا نريد لهم أن ينتموا وينحازوا , لكن علينا أن نتذكر أنهم مدنيين عُزل في النهاية , فجرائمنا ووحشيتنا لا تجرؤ أن تقترب من عسكريين ليكون نضالنا نبيلاً .
-لك أن تتوقف عن جدوي هذا العمل الإرهابي , فماذا يفيد فى خدمة مسيرة إستراد الشعب الفلسطيني لحقوقه , وما هي رؤية العالم له , وماذا ُ العرب والفلسطينيين وألا يعطي هذا الحادث الحجة والمبرر لإسرائيل لمزيد من الإنتهاكات .
- هذا العمل الإجرامي الإرهابي يفضح ثقافتنا الهمجية الإزدواجية , فهمجيتنا ووحشيتنا هي بطولة وجهاد طالما توجه لليهود , ومجرمينا هم شهداء وضحاياهم قتلي .
- تتلمس الإزدواجية لو كان هذا الحادث الإجرامي تم بعيدا عنا أي كان الجاني غير مسلم ولا عربي فحينها سنعتبره عمل إجرامي إرهابي ولكن طالما الجاني من قبيلتنا فهو بطل وشهيد .
- أعترف بخطئي وحمافتي عندما كنت مراهقاً حيث كنت أحتفي بعمليات خطف الطائرات بواسطة رجال منظمة التحرير والجبهة الشعبية وإتخاذ ركابها رهائن ولا مانع من تفجيرها , فليغفر الضحايا حماقتي .
- لأول مرة لا استفيض فى طرح أفكاري وتأملاتي وتوقفاتي , فالمشهد لا يحتاج الإستفاضة ففيه من الفجاجة ما يكفي لأطلب لأول مرة من القراء والمتابعين أن يعلنوا عن موقفهم من هذا العمل الإرهابي , فهل تراه مقنعاً طبيعياً أم فجاً بشعاً ؟ وهل تري الجاني شهيداً بطلاً ؟ فنحن هنا أمام مصداقيتنا وإنسانيتنا فهل سنتحلي بالموضوعية أم مازلنا أسري ثقافتنا القميئة المتخلفة .

دمتم بخير .
مهما إختلفنا وعادينا يجب ألا نتخلص من إنسانيتنا .