شعر نيرة يُثير ويُهَيج الإرهاب الإسلامي


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

لماذا نحن متخلفون (96) .

- كان هذا المقال الجدير بالنشر قبل مقالي الأخير " تهافت وسذاجة الفكر والعقل الإيماني " نظرا لحيويته ليحول ذلك بحثي الدؤوب في تناول الأفكار المجردة عن تناول حدث عابر .
- إهتزت مصر على جريمة قتل شاب لفتاة عند أسوار جامعة المنصورة على مرأى من الجميع ليطعنها بسكين ثم يهم بذبجها .. ليكون دافع الجريمة هو العشق , فمن العشق ماقتل , حيث هام الشاب بحب الفتاة "نيرة" عشقاً لدرجة الجنون فلم يجد منها إستجابة وقبولاً بل رفضاً وصداً وجفاء ليعزم على قتلها .
- كان من الممكن ان تكون هذه الجريمة البشعة فى إطارها فلا تجلب كل الجلبة التي صاحبتها , فنحن أمام جريمة قتل عشيق لمعشوقته التى رفضته وصدته , ولكن الإرهاب الديني كشف عن وجهه القبيح ليستثمر الشيخ مبروك عطية هذا الحادث فى إرهاب الفتيات الغير محجبات .
- الدكتور مبروك عطيه أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الذي يرتدي البدل الحديثة ماسكاً دوماً بوردة او مجموعة زهور بيده فى حواراته التلفزيونية وكأن هذا يعطيه مظهراً عصرياً يخفي قكره القبيح , ليدون في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عقب مقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف : "عاوزة تحافظي على نفسك إلبسي قفة وإنتي خارجة".
- قال مبروك عطية "عندما تحدث المشايخ عن الحجاب ، خرج لنا من يقول بأنها حرية شخصية ، كويس حرية شخصية ، سيبي المهفف على الخدود يطير والبسي محزق ، هيصطادك اللي ريقه بيجري ويقتلك ، الفتاة تتحجب عشان تعيش وتلبس واسع عشان ماتغريش".
وتابع مبروك عطية : غض البصر للرجال المحترمة، لكن أنتي أيتها المرأة تعيشين وسط الوحوش، إذا كانت حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك قفة ولا متفصلة ولا شعرك على الخدود، لأن هيشوفك اللي ريقه بيجري وممعهوش فهيدبحك".
- يصور الشيخ مبروك عطيه رجال المسلمين بالوحوش الجنسية الهائجة الذي يغريهم ويهيجهم الشعر المكشوف فتذهب عقولهم إذا كان هناك عقل , ليقدموا علي التحرش والقتل لأستغرب من هذا الفكر والتشخيص , ولأستغرب اكثر من الشعر الذي يثير الفتنة والهياج ! وأسأل عن حال أم الشيخ مبروك ونساء مصر في الماضي فلم تكن محجبات حتي اوائل سبعينيات القرن الماضي ولم يتعرضن للتحرش والسخرية والإستهجان .
- قتل الفتاة "نيرة" لم يأتي كنتاج شهوة وغضب القاتل كونها غير محجبة فهو يهيم بها عشقاً وهي على حالتها , ولكن هنا يبرز الإرهاب الديني الذي تم ممارسته من بداية السبعينات فى تحجيب فتيات ونساء مصر .
- خطاب الشيخ مبروك عطيه هو فجاجة وإرهاب ديني إسلامي , فالرجل إنصرف تماما عن سبب الجريمة ليرسل برسائل إرهابية فجة لفتيات مصر : إذا كانت حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك قفة ولا متفصلة ولا شعرك على الخدود ، لأن هيشوفك اللي ريقه بيجري وممعهوش فهيدبحك".
- لم تكتفي الامور برأي وتويتة الشيخ مبروك لتكون الردود الشعبية فيها ما يحمل الإدانة لنيرة او قل التقديس الزائف للحجاب , ففي هذا الرابط توجد صورتان تطلب التوقف والتأمل , ففي إحداها قامت قرية ميت عنتر بتعليق مُلصق على سور الجامعة تنعي فيه نيرة بعد أن إستخدمت الفوتوشوب لتلبسها طرحة وعباية سوداء وكأن ظهور الفتاة بشعرها لا يليق أو قل هم أرادوا أن يمنحوها شكل من الطهارة والعفة والقداسة .
- لا يختلف الحال في صورة ثانية عند تأبين نيرة لتظهر بطرحة ولباس أبيض في منظر قدسي يشبه السيدة العذراء مريم ليتم إرسال رسالة ومعني أن الحجاب هو رمز للعفة والفضيلة والقداسة .
https://www.google.com/search?source=univ&tbm=isch&q=%D9%85%D9%84%D8%B5%D9%82%D8%A7%D8%AA+%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%A9+%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%A7%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B1+%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9&client=firefox-b-d&fir=-nu4liQptkfRgM%252CB8z10Kh6qP_zmM%252C_%253BUuBhhXM4SEMJHM%252CXcGVhDmjKVPZtM%252C_%253Bqea7lI37eJDmGM%252CySUVhRK9_E8zUM%252C_%253BWU9026NUUOjfKM%252CddpPoKqXLey8AM%252C_%253Bgp3ARvy-GTmmXM%252Cmy8lFjD2K_6kMM%252C_%253BRx5sKgfjI5cOQM%252CDDsNm26A4FyOfM%252C_%253BtDYYRXONzvwQAM%252Cheh9TsDxsniLLM%252C_%253BJPrAHWL4QFrHRM%252Cq_z-uo2llHpNmM%252C_%253BgvsPYMSJADNIIM%252ClDVbKo6hwHmAxM%252C_%253BxxWuEUiUYRRBhM%252CxhjCgxk78JjsOM%252C_&usg=AI4_-kRZZCvoV7CnRfpts0y6JxIazZJ1bw&sa=X&ved=2ahUKEwjUko2Io9D4AhVvxYUKHXTeAOUQjJkEegQIEBAC&biw=1920&bih=936&dpr=1#imgrc=c6N3SUpRZBErqM
- واقعة طالبة المنصورة تتكررفي الأردن ليقتل شاب الفتاة "إيمان" في جامعة بالأردن ضرباً بالرصاص , وكان السبب هو دافع الحب ايضاً حسب أقوال مصدر مقرب من عائلة الطالبة المغدورة بأن الشخص الذي أقدم على قتل الطالبة "إيمان" داخل حرم الجامعة كان مرتبط بالعائلة أي أنه أحد أقربائها .
- أرسل القاتل إلى المجني عليها "إيمان" رسالة قبل يوم من الجريمة يظهر فيها تهديده بقتلها , حيث هددها بملاقاة نفس مصير الفتاة المصرية "نيرة أشرف" على يده, فيقول في رسالته : « بكرة راح أجي أحكي معكي وإذا ما قبلتي رح أقتلك مثل ما المصري قتل البنت اليوم ».
- مقتل إيمان فتاة الأردن يتطابق مع مشهد قتل الفتاة نيرة , فالقاتلان يهيمان عشقاً فيهن وهن يرفضان هذا الحب وبواجهانه بالصد , ليكون الفرق الوحيد بين المشهدين أن إيمان فتاة الأردن محجبة بينما نيرة سافرة الشعر .. كان حرياً بالشيخ مبروك أن ينصح الفتيات بالإنسياق لحب وعشق الشباب حتي لا يقتلن .
- إذا كان القبح والبشاعة فى حادث نيرة وما صاحبه من جلبة شديدة بتصريحات الشيخ مبروك إلا أن هناك مظهر إيجابي فلأول مرة يقف المجتمع المدني ضد الإسلام السلفي الوهابي , لينتفض المجلس الوطني للمرأة معلناً إستهجانه ورفضه لإرهاب الشيخ مبروك عطيه , وتقوم الأستاذة نهاد قمصان المحامية برفع دعوي للنائب العام على تصريحات الشيخ مبروك طالبة محاكمته مما دفعه للإعتذار والإنسحاب .
- مشهد إيجابي آخر عندما تحركت مياه راكدة بنقاش الحجاب وإلزاميته وفرضه , ليتقدم د. سعد الدين الهلالي معلناً ان الحجاب ليس فريضة ولا شعيرة إسلامية مقدماً حججه في هذا من الفقه والتراث الإسلامي كما لا يوجد إجماع عليه .
https://www.youtube.com/watch?v=77AJrcH7lbs
https://www.youtube.com/watch?v=xPXO6nP2ATo
- يقابل هذا موقف صلد من دار الإفتاء ناهي عن النقاش والبحث فتحت عنوان "احذر يا أخى الشك فى القرآن، والجدال فى الدين، وكن من الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾. لتؤكد دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، فرضية الحجاب على المرأة المسلمة فى بوست لها تحت عنوان: "الرد على من أنكر فريضة الحجاب"، وقالت دار الإفتاء المصرية: "السؤال: ما حكم الحجاب فى الإسلام؟.. الجواب: الحجاب شعيرة من شعائر الإسلام، وطاعة لله تعالى، وفرضٌ على المرأة المسلمة التى بلغت سن التكليف؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين... والله سبحانه وتعالى أعلم".
- دار الإفتاء أو قل صوت الفكر السلفي المتزمت يهمل كل الحجج التي قدمها د. الهلالي على أن الحجاب ليس غطاء الرأس وأنه لم يكن فرضاً أيام الرسول وانه للتمييز بين الأمة والحرائر ولا يعتبر فريضة ولا شعيرة إسلامية .
- أؤكد أن الحجاب لم يكن الغرض منه درء الفتنة والشهوة ولا علاقة له بالفضيلة والعفة التى يتم الترويج لها , فهو مشهد تمايزي فقط للحرائر من المسلمات والدليل الواضح على ذلك من القرآن نفسه وآية : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا)
- وليقرأ المسلمون التفسيرات وأسباب تنزيل هذه الآية ليفهموا أن المقصود بالحجاب هو تمييز الحرائر من المسلمات عن الأماء حتي لا يتحرش بهن أحد عند قضاء حاجتهن فى الخلاء , فيعرف المتحرشون أنهن حرائر مسلمات فلا يقتربون منهن .
للطرافة ولتاكيد هذا الفكر أن عمر بن الخطاب كان ينزع الحجاب من الأماء حتى ولو كن مسلمات ويضربهن كونهن يتشبهن بالحرائر ! إذن الحجاب كان للتمييز بين الحرائر والاماء , لذا فهو بلا معني له فى مجتمع إنساني بلا أماء ورِق .
- جلبة وهوس الحجاب وراءه الإسلام السياسي ليس بغية الفضيلة والعفة ولكن لتجييش المسلمين فى مشروعهم السياسي فهكذا بدأوا وهكذا صاروا .

دمتم بخير .
أقول لا نهضة ولا تقدم ولا رقي ولا تطور بدون أن تصبح قضية الحجاب هي القضية الجوهرية الجديرة بالمراجعة والنقد أولاً حينها سيسقط الإسلام السياسي والتطرف.